كذب وزير.. وورطة وطن - عصام رفعت - بوابة الشروق
الإثنين 20 مايو 2024 4:31 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كذب وزير.. وورطة وطن

نشر فى : الخميس 10 يوليه 2014 - 9:35 ص | آخر تحديث : الخميس 10 يوليه 2014 - 9:35 ص

بين ما تعلمناه فى مدرجات كلية الاقتصاد المقارنة بين النظامين الرأسمالى والاشتراكى، وعيوب ومزايا كل منهما، وجاء أحد عيوب النظام الاشتراكى فى أن الذى يختار المشروعات هى لجنه تخطئ وتصيب، وقد تختار مشروعات فاشلة لا تتحمل اللجنة تكلفة فشلها، ولكن الذى يتحمل ويدفع الثمن هو الشعب كله.

وهكذا نحن اليوم، نتحمل وندفع ثمن فشل وزراء وكذب وزراء، وأن معظم وزراء عهد مبارك كانوا يعملون فقط لإرضاء السيد أو الأسرة الحاكمة والحاشية، ولا أنسى موقفا حدث أمامى شاهدته وأصابنى بالذهول، فهذا الوزير ذو الشأن الكبير يقف منحنيا أمام ضابط حراسة شاب صغير توه متخرجا، راح يفرك يديه أمام الشاب، ويقول له فى ضعف شديد «إن شاء الله الترتيبات اللى عملناها للهانم فى الأقصر تكون راضى عنها»، ضاعت كرامة الوزير وهيبة الوزير، وجل همه هو إرضاء ذوى السلطة والسلطان، إنهم وزراء آمنوا أن المانح والمانع هو الحاكم، وأنهم فى خدمته، وليس فى خدمة هذا الشعب.

الوزير لم يكن فاسد الذمة، لكنه فعل ما هو أخطر من هذا بالتهاون فى أداء مسئولياته، ونجنى الآن أخطاءه فى انحطاط مستوى التعليم وضعف مستوى الخريجين وانهيار المنظومة التعليمية والتربوية.

هناك عشرات الأمثلة على أن معظم الوزراء تمسكوا بالكرسى، وكانوا يعملون لصالح النظام وليس لمصر وشعبها، وهناك وزراء استهانوا بالشعب والبلد، ومارسوا أسوأ أنواع الغش والكذب، وهو المغطى بالمصطلحات الفنية حتى لا يفهم أحد شيئا، وحتى المتخصصون إذا اعترضوا أو كشفوا الكذب فإن نهايتهم تكون قد حانت، فآثر الجميع الصمت المر أمام ديكتاتورية سلطات وزير فى نقل وتشتيت من لا يروق له وتعيين من يرضى عنه.

وعلى أنغامه عاشت مصر أحلاما وردية من اكتشافات وهمية بترولية وغاز طبيعى تفوق الاحتياجات، واحتياطى وهمى يمتد عشرات السنين.

مَن منا يتصور أن مصر أول بلد اكتشف فيه البترول فى المنطقة، ثم ظهر بها الغاز الطبيعى، تكاد تكون بدونهما «ويا مولاى كما خلقتنى فى غمضة عين»؟! أين راحت تصريحات الوزير الأسبق عن الإنتاج والاحتياطى المهول من البترول والغاز الطبيعى؟ كان يقول أرقاما بالتريليونات، ولا أحد يجرؤ على المناقشة أو المراجعة أو الحساب، والسبب المصالح والتزاوج بين السلطة ورأس المال وانسياب قطاع البترول فى شرايين وأعصاب السلطات التنفيذية والتشريعية والإعلام.

الأهم وهو ما يجب أن يحاسب عليه هذا الوزير وغيره هو الكذب على هذا الشعب المسكين وخداعه وإهدارهم موارد وإمكانيات مصر وثرواتها، ولعلنا نتذكر ما حدث للرئيس الأمريكى كلينتون من فضائح على مستوى العالم كله، فلم تكن جريمته أنه تورط مع مونيكا المتدربة فى البيت الأبيض، ولكن لأنه كذب على الأمة الأمريكية، وإذا أخذنا بهذا المعيار سوف تستقبل السجون آلاف المسئولين الذين خدعونا وورطوا الوطن والشعب فى مصائب عديدة، ولا بد من حسابهم على الورطة التى يعيشها الوطن وأبناؤه الآن، ليس فى قضية البنزين والطاقة فحسب، ولكن فى التعليم والخدمات الصحية والنقل بجميع أنواعه والزراعة والصناعة، بل والتجارة التى تخلفت وحصروها فى رغيف العيش وأنبوبة البوتاجاز دون تحديث لكل هذه القطاعات.

ورطة الوطن الآن تلح علينا فى تحصين مصر وشعبها بقانون يحميها من كذب المسئولين والوزراء.

عماد حمدي

عصام رفعت من ابرز الكتاب الإقتصاديين فى مصر والوطن العربى ، عمل رئيسا لتحرير الأهرام الإقتصادى ومقدما لبرنامج المنتدى الإقتصادى بالتليفزيون وشارك فى العديد من المؤتمرات المحليه والعربيه والدوليه وله العديد من المقالات بالأهرام والصحف العربيه والدوريات العلميه.
التعليقات