وات أباوت ذا «دولة»؟ - خالد سيد أحمد - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 3:17 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

وات أباوت ذا «دولة»؟

نشر فى : الجمعة 11 مارس 2016 - 9:45 م | آخر تحديث : الجمعة 11 مارس 2016 - 9:45 م
السؤال الأشهر فى العالم، خلال الفترة الأخيرة، كان مصريا خالصا ..«What about the first Oscar»، ألقته صحفية مصرية على نجم هوليوود ليوناردو دى كابريو، داخل قاعة صغيرة، فانفجرت الكرة الأرضية بالضحك، لانه بلا معنى ولا يحمل أى مضمون ..فهل سؤال «بنت بلدنا»، هو الشىء الوحيد الذى يخرج أو يتواجد فى مصر، ويندرج فى سياق اللامنطق واللامعقول؟.. فلنرى.

تعانى البلاد من انخفاض شديد فى مواردها الدولارية، منذ حادث تحطم الطائرة الروسية نهاية اكتوبرالماضى، وما تبعه من قرار سحب السياح الروس والبريطانيين، وفاقم من وطأة هذه الأزمة، قرار غير مفهوم اتخذه البنك المركزى قبل شهر، برفع حد الايداع للشركات إلى مليون دولار، ما أشعل النار بالسوق الموازية، ودفع بالعملة الامريكية إلى سقف العشرة جنيهات، ورغم ان البنك عاد وألغى قرارات حد الايداع والسحب الدولارى للشركات والافراد، الا ان الأزمة لا تزال تلقى بظلالها على جميع قطاعات الاقتصاد، وتحاصر المواطن البسيط الذى يفاجأ بارتفاع جنونى فى أسعار السلع الأساسية كل يوم، وسط غياب تام لرؤية حكومية واضحة فى التعامل مع أزمة الدولار.. دولار.. وات أباوت ذا«دولار»؟.

*****

مجموعة من السياسيين والشخصيات العامة، اطلقوا مؤسسة حماية الدستور، الذى تم اقراره فى يناير 2014، بموافقة98.1 فى المئة من الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم فى الاستفتاء عليه، وهو أمر غير مفهوم تماما، لانه لا توجد فى أى دولة بالعالم، مؤسسة تكون مهمتها حماية الدستور، فالشعب هو الذى يحمى ويحافظ ويعدل ويغير ويسقط.. فالدساتير ليست كتبا مقدسة، لكنها منتج بشرى قابل للتعديل وفق ظروف المجتمع، وكان الأجدر بهذه المؤسسة ان تكون مهمتها الأساسية، ممارسة الضغوط من أجل تفعيل مواد الحريات والحقوق الاجتماعية للمواطنين بالدستور.. دستور.. وات أباوت ذا«دستور»؟.

*****

المستشار هانى عبدالجابر، مساعد وزير العدل لقطاع حقوق الإنسان، فى حواره مع الزميلة «المصرى اليوم»، الأحد الماضى، وردا على سؤال: «هل أحكام الإعدام الجماعية للإخوان أثرت على الرأى العام الدولى؟»، قال: «طبعا، الأحكام كانت خاطئة جدا وأثرت على الرأى العام العالمى رغم صدور حكم لاحق من النقض بإلغاء حكم إعدام المنيا، وتم استغلاله بشكل سيئ دوليا». مساعد الوزير هنا يعلق على أحكام القضاء.. هل هذا مسموح؟، واذا كان مسموحا، فلماذا يتم تجريم اخرين به، فى تهم «تكدير الأمن والسلم العام ونشر الشائعات؟»، واذا كان مساعد الوزير، يرى ان الأحكام كانت خاطئة، فعليه المساهمة مع وزارته فى وضع قواعد جديدة، تضمن للمتهمين حقوقهم وتحقق لهم العدالة.. عدالة.. وات أباوت ذا «عدالة»؟.

*****

المعارضة السياسية فى أى مجتمع، ظاهرة صحية للغاية، وغيابها يجعل من أى نظام قائم بمثابة «ظل الله فى الأرض»، ويحوله إلى مستبد، وهنا فان توجه المرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى، لتشكيل جبهة تضم قوى المعارضة التى تؤمن بـ«الثورتين»، يعد خطوة فى الاتجاه الصحيح، لكن العنوان العريض الذى اختاره لهذه الجبهة، وهو«البديل المدنى»، لم يكن موفقا، وأثار جدلا بين قوى سياسية قريبة جدا منه، رأت فيه تكرارا لسيناريو جبهة الإنقاذ التى تصدت لحكم الإخوان، أما بين قطاعات عريضة من الشعب، فكان وقع العنوان سلبيا للغاية، وهو ما عبر عنه احد المواطنين بقوله فى برنامج تلفزيوني «عاوزين تورثوا الراجل وهو حى»، وبدلا من ان تساعدوا الرئيس على اجتياز التحديات التى تواجه البلد، تبحثون عن بديل له.. بديل.. وات أباوت ذا «بديل»؟.

*****

نستطيع استدعاء المئات من هذه الممارسات والنماذج والظواهر، التى نراها فى هذا المجتمع، بل وتتسيد المشهد السياسى والاقتصادى والإعلامى، وعند التدقيق فيها جيدا، نكتشف انها لا تختلف كثيرا عن سؤال الصحفية المصرية.. بلا معنى وبلا مضمون وتعبر عن حالة اللامنطق واللامعقول التى نعيش فيها.. الجميع يعزف منفردا، بدون النظر إلى الحالة العامة للبلاد، والنتيجة ان ما يخرج منهم، ليس أكثر من لحن شاذ يصم الآذان، وهذا الوضع يحتاج من «المايسترو» نوتة حقيقية للمستقبل، بها الكثير من الإبداع والابتكار والانفتاح على الآخرين، لنتمكن من عزف لحن غير شاذ، يجمع «أشلاء الدولة»، حتى لا نقول ذات يوم: وات أباوت ذا «دولة»؟.
التعليقات