الاتحاد ــ الإمارات: ما الذي يحدث لأمريكا؟ - صحافة عربية - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 6:32 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الاتحاد ــ الإمارات: ما الذي يحدث لأمريكا؟

نشر فى : الإثنين 11 مايو 2020 - 10:10 م | آخر تحديث : الإثنين 11 مايو 2020 - 10:10 م

نشرت جريدة الاتحاد الإماراتية مقالا للكاتب محمد عارف... نعرض منه ما يلى:

«أوبئة قديمة تعود وأمراض جديدة تظهر والأمل الوحيد فى الأدوية الجينية» عنوان تقريرى من بوسطن الذى نُشر على الصفحة الأولى فى 12 يوليو عام 1994. واستُهلّ التقرير بالعبارة التالية: «أشخاص أصحاء تماما تظهر عليهم فجأة أعراض الارتباك الجسدى وفقدان السيطرة على حركة أيديهم وأرجلهم، فيما تتدهور قدراتهم العقلية تدريجيا، ويبدأون يعانون صعوبةً فى التنفس، تتطور لاحقا إلى الاختناق والوفاة». استند التقرير إلى شهادات علماء أمريكيين التقيتُ بهم، ومنهم «روبرت بيكونان» عضو أكاديمية العلوم الأمريكية وأستاذ الطب فى جامعة هارفرد، و«سذير أغرول» مطوّر دواء «الإيدز» المصنوع من مادة الحمض النووى «رنا» الذى وجد قبل 4 مليارات سنة، ومنه مادة الفيروس الذى يستولى عند دخول الجسم على آليات عمله ويستخدمها للتكاثر والانتقال من خلية لأخرى حتى يطيح بالجسم كله. هذا الفيروس الذى عرفه العلماء قبل ربع قرن كيف يفاجئ الآن الحكومات؟

وتوقعتْ وباء كورونا رواية «عيون الظلام» التى صدرت عام 1981. وأوضح ذلك الأكاديمى السعودى محمد السويل، أستاذ العلوم الإلكترونية والرياضيات، الذى استخدم فى توقع الوباء نظرية الاحتمالات، وهى فرع من الرياضيات يبحث الحوادث العشوائية التى لا يمكن توقع نتائجها، وقد تكون واحدة من نتائج عدة تتحكم بها الصدف، ولا يمكن تحديد أى منها قبل وقوعها. وتنبذ الاحتمالاتُ نظرية المؤامرات، التى تعتبر قيمتها صفرا، «لكن بعضها قد يحدث، وهذه مفارقة»، كما يقول «السويل» الذى يستخدم مثال رَمى سهم إلى لوح يضم ما لا نهاية له من النقاط، وتعادل احتمالات إصابة أى نقطة بالسهم الصفر.

وعبّر العالم الفلسطينى منير نايفه، أستاذ الفيزياء فى جامعة «إيلينوى» (أوربانا شامبين)، عن دهشته فى تفاجؤ العلم الآن بهذا الفيروس، وكان زميله فى الجامعة «كارل ريتشارد ووز» قد اكتشف عام 1967 تركيبة «الحمض النووى الريبوزى» (رنا) وهو ابن العم الكيماوى لحمض «دنا» ولعب دورا فى ظهور أول أشكال الحياة، وحفز التفاعلات البيوكيماوية، التى تعتمد عليه فى حمل المعلومات الجينية، بالمقارنة مع «رنا» الذى يعيش دقيقتين فقط، يغزو خلالها إذا أتيحت له الفرصة جميع أجهزة الجسم، ويفتك بها. واكتُشِفت آنذاك عملية الاستنساخ العكسية للحمص النووى «رنا» فى الحمض النووى «دنا» الموجود فى كل الخلايا الحية تقريبا. وذكر «نايفه» أن «كوفيد ــ 19» فضح جميع جوانب ضعف النظام الصحى ونواقصه فى أمريكا. و«بالمقارنة مع بلدان أخرى، يصعب تصور حجم سوئه، حيث تشح فى أمريكا أدوات التهيؤ للجائحة، وتشُّحُ حتى الكمّامات والملايات الطبية والقوارير والفحوص وأسرّة المستشفيات، وغير ذلك كثير». وعبّرَ «نايفه» عن حزنه لأن كل التقدم الطبى لم يسفر إلا عن الحجر الصحى والتباعد الاجتماعى، لإنقاذ الناس. و«نايفه» أحد رواد تكنولوجيا «النانو» الذى يعادل جزءا واحدا من مليار من المتر، ويُنتَظرُ أن تلعب هذه التكنولوجيا دورا فى تطوير تقنيات تقضى على فيروس كورونا.

و«ما هو سيئ لأمريكا جيد للسوق»، يقول العالم الأمريكى «بول كروجمان» الحاصل على «نوبل» فى الاقتصاد، والذى يذكر أن مؤشرات الاقتصاد الأمريكى تدل على أنه على حافة الهاوية، فيما أسعار الأسهم التى انخفضت قليلا مع بداية أزمة كورونا سرعان ما عوّضت عن جميع الخسائر. ما الذى يجرى؟ يتساءل كروجمان، ويكرر ثلاث مرات جملة «سوق الأسهم ليست الاقتصاد»، وهذه فى تقديره علاقة سوق الأسهم التى تتأرجح بين الطمع والخوف، والنمو الاقتصادى الحقيقى الذى كان دائما بين الخسارة والعدم. وتفسير ذلك أن المستثمرين «يشترون الأسهم لأنهم جزئيا لا يجدون طريقا آخر يذهبون إليه، وهذا هو سبب أن الأسهم بهذه القوة والاقتصاد بهذا الضعف».

التعليقات