وزير مالية اليونان يختار مظهر الشخص العادى - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 9:59 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

وزير مالية اليونان يختار مظهر الشخص العادى

نشر فى : الخميس 12 فبراير 2015 - 8:15 ص | آخر تحديث : الخميس 12 فبراير 2015 - 8:15 ص

«بمقيص كاجوال وبنطلون جينز يتحدى يانيس فاروفاكيس النظام المصرفى الأوروبى».

نشرت صحيفة الجارديان البريطانية مقالا للكاتب سيمون جينكيز حول الصعود الاشتراكى فى أوروبا، مشيرا إلى فوز الحزب الاشتراكى فى انتخابات البرلمان اليونانى، وطبيعة الأثر الذى سيحمله وزير المالية اليونانى الاشتراكى على النظام المصرفى الأوروبى. يشير جينكيز إلى ما شهده عالم الدبلوماسية المالية من اختلاف؛ وهذا الاختلاف ليس بشأن ما إذا كان ينبغى إنقاذ اليونان مرة أخرى. ولكن حول الزى الذى ينبغى على وزير المالية اليونانى ارتداؤه عند زيارة وزير الخزانة البريطانى. حيث وصل يانيس إلى داوننج ستريت فى جينز أسود، وقميص بنفسجى فاتح مفتوح الصدر، ومعطف من الجلد، من النوع الذى قد يرتديه بوتين عند مطاردة دب. كما كان شعر رأس وزير المالية اليونانى الجديد حليقا بشكل قصير.

ويأكد جينكيز أن ما وصفه كان حقيقيا. مبينا أنه فى حالة كونه مصرفيا وشاهد فاروفاكيس يرتدى حلة داكنة كالتى يرتديها أوزبورن، لظن أن هذا الرجل حريص على أن يحظى بالقبول. فهو يرتدى زى مصرفى، ومن ثم يفكر كمصرفى، وهى الكيفية التى ينبغى على وزراء المالية اليوم التفكير بها. وكان سيشعر بالاطمئنان.

وعبر جينكيز عن إرادته بأنه لا يريد أن يطمئن المصرفيون إلى فاروفاكيس الآن. ولكن يريدهم أن يشعروا بالرعب، كما لو كان يقول لهم لا تعبثوا معى، فورائى ناخبون مهمون، ولدى بلد مفلس؛ وعندما تفلس البنوك فى بلادكم، عليكم إنقاذها، وعندما تفلس الشركات عليكم شطب ديونها، ومساعدتها على أن تبدأ من جديد؛ فلتفعلوا نفس الشىء معى. لقد أقرضت مصارفكم بلادى مبالغ ضخمة من المال، على نحو يتجاوز حدود الحذر أو الحس السليم.

فهل تظنون بصدق أنكم سوف تستردون هذه الأموال؟ لن تستطيعوا؛ حاولوا أن تتفهمونى، انظروا إلى بنطالى الجينز، وقصة شعرى القصيرة. لن تستطيعوا. كونوا واقعيين.

•••

ويرى جينكيز أن أوروبا تحتاج الآن إلى صدمة زى فاروفاكيس. فلابد من أن تتخلى عن أى اعتقاد بأنه يمكن دفع اليونانيين إلى رد القروض الضخمة ومعظمها من ألمانيا، عبر إغراقها فى حالة عَوَز دائم. والجميع يعرف أن هذا غير ممكن. وللمفارقة، هذا بالضبط الخطأ الذى ارتكبته أوروبا فى التعامل مع ألمانيا، بشأن تعويضات الحرب فى عام 1919. ولنتأمل ما أدى إليه.

وكانت منطقة اليورو، التى صممت كمنطقة المارك الألمانى، أشبه بكارثة على وشك الحدوث، ليس فقط بالنسبة للأعضاء الأكثر فقرا. وقد وقعت تلك الكارثة.

ويعتقد جينكيز أن اليونان تعانى، مثلما تعانى أوروبا كلها الآن، لأن أوروبا ما زالت تدار من قبل المصرفيين الذين يريدون استرداد أموالهم، ببساطة. ولا يمكن أن يستمر هذا الوضع، وكانت الانتخابات الأخيرة فى اليونان فرصة ذهبية للخروج منه. وربما تحذو اسبانيا حذو إيطاليا، إلى أن تتقلص منطقة اليورو إلى حجم يمكن إدارته على نحو جدير بالثقة.

وفى الوقت نفسه، لدى اليونان وزير مالية يبدو وكأنه إنسان عادى. وهذه بداية.

التعليقات