150 عاما على المشروع الاستيطانى الصهيونى - العالم يفكر - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 4:21 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

150 عاما على المشروع الاستيطانى الصهيونى

نشر فى : الثلاثاء 12 مايو 2020 - 9:05 م | آخر تحديث : الثلاثاء 12 مايو 2020 - 9:05 م

بث المؤتمر الشعبى لفلسطينيى الخارج يوم 10/ 5/ 2020 خطابا مع سلمان أبوستة ــ رئيس المؤتمر ــ تحدث فيه عن المحطات التى مر بها المشروع الاستيطانى الصهيونى على امتداد 150 عاما.. نعرض منه ما يلى.
يقول سلمان أبوستة إنه فى خضام غمة الكورونا لا يجب أن ننسى ما لدينا من غمة الصهيونية الجاثمة على صدورنا، إذ لم يحدث فى التاريخ أن اقتلع شعب من أرضه بهذه القسوة وبهذا التدبير وفى القرن العشرين حيث المعلومات تتواصل وتنتشر، لقد مر على الاحتلال الصهيونى لفلسطين 72 عاما، ولكن سبقتها نفس المدة من التحضير للاحتلال ليجعلها 150 عاما من التاريخ الاستعمارى الصهيونى، لذلك فلنتعلم من التاريخ ولنتعلم من أخطائه، وندرس الحاضر ونعمل على حل مشاكله، ونستخلص منهما خطة المستقبل للتخلص من الاستعمار الصهيونى والعودة للوطن.
خلال هذه المدة، مر المشروع الصهيونى على عدة محطات، المحطة الأولى بين عامى 1871 و1877، حين أرسلت بريطانيا بعثة استكشافية إلى فلسطين أنتجت 26 خريطة وعشرة مجلدات عن قرى فلسطين ومدنها والقدس وعن طيورها وحيوانتها، وجمعت البعثة فى ذلك الوقت تسعة آلاف اسم مكان فى فلسطين، وكانت هذه الخرائط هى الأساس الذى استعملته بريطانيا لاحتلال الشرق الأوسط، وقتها اهتمت بريطانيا بنشر خرافة أن فلسطين أرض بلا شعب، وكان غرضها طرد اليهود خارج أوروبا وإنجلترا وتشجيعهم على الهجرة لفلسطين لغرضين، الأول التخلص منهم، والثانى هو زرع حليف فى شكل مستعمرة بريطانية فى الشرق العربى لتحقيق مصالح الإمبراطورية البريطانية.
المحطة الثانية فى عام 1897 عندما انعقد المؤتمر الصهيونى الكبير فى بازل، سويسرا، اجتمع قادة اليهود لإنشاء دولة يهودية، وورد فى المحادثات الحديث عن الأرجنتين وأماكن أخرى؛ حيث لم يكن فى استطاعتهم فى ذلك الحين التوجه إلى فلسطين، المحطة الثالثة، كانت عندما نشبت الحرب العالمية الأولى، وصدر وعد بلفور ليقيم على جزء من فلسطين وطنا قوميا لليهود، لم يأتِ على ذكر دولة، وهو ما فعلته الصهيونية بعد ذلك عندما حولت هذا الكلام إلى دولة نتجت عنه نكبة فلسطين.
المحطة الرابعة هى الثورة الفلسطينية العارمة من عام 1936 إلى عام 1939 وهو عام النكبة الفعلية بسبب ما ارتكبته بريطانيا بتحطيم المجتمع الفلسطينى وتنفيذ العقاب الجماعى من قتل عشرات الآلاف، وحجزت وسجنت قرى كاملة، وحلت الأحزاب وسجنت قاداتها، بعد ذلك استغلت الصهيونية فرصة انتهاء الحرب العالمية الثانية لتنقض على فلسطين وترتكب جرائم إرهابية ضد الإنجليز لإخراجهم منها.
المحطة الخامسة هى النكبة، حين شرد شعب بأكمله من 560 مدينة وقرية بعمليات منظمة يقودها تسعة ألوية يزيد عددها عن 120 ألف جندى فى 31 عملية عسكرية منظمة من الشمال والجنوب والوسط، وحدث هذا فى وجود الأمم المتحدة.
ويستطرد السيد أبوستة، قائلا إن المحطة السادسة كانت عند عقد اتفاق أوسلو عام 1993، وهو الاتفاق الذى يعتبره أكبر كارثة على القضية الفلسطينية، كان وعد بلفور موجها من جهة استعمارية إلى جهة أخرى بإعطائها بلدا بعيدا، لكن فى أوسلو جلس الضحية صاحب الأرض والمحتل جنبا إلى جنب كما لو كان المحتل شريكا فى هذه الأرض، هكذا صار ما تم التوقيع عليه بين صاحب الأرض والمحتل ملزما إلى حين أن يتمكن الشعب الفلسطينى من نقضه، كانت المحطة السابعة والأخيرة فى يوليو 2018 عندما أعلنت إسرائيل فلسطين بلدا للشعب اليهودى، فلا نقاش ولا مفاوضة بعد ذلك التاريخ.
يعتقد أبوستة أنه على الرغم من طول المدة فلا محل لليأس، 72 عاما من المقاومة الفلسطينية تعنى أن إسرائيل فشلت 72 مرة، فالقضية لم تنته ومستمرة إلى اليوم.
***
إسرائيل تحاول من 72 عاما أن تأخذ صك الشرعية من الشعب الفلسطينى، لذلك شنت إسرائيل 10 أنواع من الحروب للوصول إلى هذه النتيجة ولم تحقق ما أرادت.
الحرب الأولى هى الحرب العسكرية استطاعت من خلالها السيطرة ووضع يدها على الأرض، الحرب الثانية هى إسكات صوت الضحية، عام 1948 اقترفت إسرائيل 350 جريمة حرب منها 60 مجزرة ولم يتحدث عن أى منها الإعلام العالمى.
الحرب الثالثة هى حرب سياسية شنها الأعضاء الموالون لإسرائيل فى مجلس الأمن، بإلغاء كل القوانين الدولية التى تتهم إسرائيل وتؤيد حق الفلسطينيين، الحرب الرابعة كانت حربا جغرافية، فكل خرائط فلسطين أزيلت وأضيفت أسماء إسرائيلية، ومع ذلك هذا لم يمنعنا بعد ذلك من صنع خمس أطالس توثق الأماكن الفلسطينية التى طمست.
أما الحرب الخامسة فهى حرب تاريخية، ينكرون فيها وجود فلسطين، وأن الأرض كانت خالية تنتظر عودتهم حتى الحرب العالمية الأولى، ولكن تاريخ فلسطين لا يمكن إنكاره بتسجيل الفلسطينى أوزيبيوس أسماء المناطق الفلسطينية قبل 13 قرنا، إلى جانب وجود 380 أثرا عثمانيا فى القدس لوحدها.
الحرب السادسة حرب تراثية لإعدام الآثار التى تؤكد وجود الفلسطينيين، فى عام 1948 هجر الإسرائيليون أهالى القرى وبدأوا التدمير الممنهج للقرى، فيذهب مع المدمرين فريق من الآثار، فإذا وجدوا بيتا قديما به حجر ينفعهم ويؤكد خرافتهم تركوه ودمروا الباقى.
الحرب السابعة هى حرب دينية وعنصرية جندوا فيها كتبهم المقدسة؛ ليقولوا إن أرض فلسطين عطية من الله لليهود فقط، شعب الله المختار، وغيابهم 2000 عام كان غيابا طارئا، وأنهم شعب واحد انتشر فى الأرض وعاد ليسترد أملاكه، ويساعدهم فى ذلك مجموعة كبيرة من المسيحيين الايفنجلست.
الحرب الثامنة حرب تشويه سمعة الفلسطينى وشيطنته، فعلى الرغم من أن الدفاع عن الأرض والوطن شىء مقدس، ولكن بالنسبة للفلسطينيين فهم إرهابيون مجرمون يحاربون من هم آمنين مسالمين.
الحرب التاسعة هى حرب قانونية داخل البلدان التى يسيطرون عليها فى الغرب، فى أمريكا على سبيل المثال تصدر قوانين تقول إن كل من يساعد فلسطين هو معادٍ للسامية، ويمنع تأييد حركة مقاطعة إسرائيل (BDS).
أما الحرب العاشرة فهى الحرب الاقتصادية وهى طويلة الأمد بدأت بالصندوق القومى اليهودى، وضخت فيه أموال اليهود لمحاولة شراء الأراضى، لم تصل نسبة بيع الأراضى إلى 6%، ولذلك هى ليست الجوهر، ولكن الجوهر أنهم أتوا بـ 120 ألف جندى مدرب لشن حرب هجومية على فلسطين، الحرب الاقتصادية ما زالت سارية حتى اليوم، إذ تسيطر إسرائيل على 78% من المعونات وعلى التصدير والاستيراد، وتمنع توزيع رواتب الأسرى وأسر الشهداء، وتقوم بتجويع وحصار غزة.
***
لم يوجد دولة استعمارية فى التاريخ شنت مثل هذه الحروب بهذه القسوة والكثافة وهذا الاتساع، هى سابقة لا مثيل لها، كذلك أيضا هو صمود الشعب الفلسطينى الذى ارتفع عدده إلى 13 مليونا، نصفهم على أرض فلسطين، وسوف يصل عددهم إلى 18 مليونا فى 2030.
وفى نهاية خطابه حمّل أبوستة فلسطينيى الخارج مسئولية كبيرة إذ لديهم ميزة حرية الحركة ودعى اللاجئين إلى تعليم أبنائهم المواطنة عن طريق التربية الوطنية، أما الفلسطينيون داخل إسرائيل، الذين لم نكن نعرف عنهم شيئا بعد النكبة، فقد مرت الأيام وظهرت بينهم أجيال فلسطينية متمسكة بجذورها ترى أن إسرائيل مجرد جواز سفر، أما بالنسبة لمن يتكلم عن الانقسام الفلسطينى، فكيف يوجد وفلسطين يملكها 13 مليون فلسطينى، وليس فريق موجود فى رام الله أو فى غزة، لذلك كلمة الشعب هى الغالبة.
الوطن هو الغاية، لذلك تصبح المقايضة بين الحق فى فلسطين ودولة أو دويلة قد تضيع فى فتات غور نهر الأردن غير مقبول وغير سليم.
إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى

التعليقات