جمهورية الحزن - عمرو حمزاوي - بوابة الشروق
الثلاثاء 30 أبريل 2024 9:26 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

جمهورية الحزن

نشر فى : الأحد 12 يوليه 2015 - 11:35 ص | آخر تحديث : الأحد 12 يوليه 2015 - 11:35 ص

أليس هذا هو شعور أغلبيتنا وجرائم عصابات الإرهاب تتصاعد وضحاياها يتزايدون بين عسكريين ومدنيين واتساع نطاقها الجغرافى يتواصل؟

أليس هذا هو شعور أغلبيتنا وضحايا المظالم والانتهاكات غير المعلومين للرأى العام يقتربون يوميا من مساحاتنا الخاصة والأسرية والمهنية بحيث أضحت «رواياتهم» معلومة لنا حتى وإن لم يتداولها الإعلام؟

أليس هذا هو شعور أغلبيتنا والظواهر الصادمة كالهجرة غير الشرعية التى تلتهم المزيد من الضحايا يوميا، وكمعدلات البطالة المرتفعة للغاية يين الشباب التى تدفع إلى الإحباط واليأس وربما التطرف، وكتدنى مستويات الخدمات الأساسية خاصة التعليم والرعاية الصحية الذى يحرم أجيالا متعاقبة من المصريات والمصريين من حقهم فى العلم والمعرفة والتنوير، وكالتهجير الذى يخرج بعض الناس من مواطنهم وينتهك حقهم فى الحياة الآمنة وفى الاختيار؟

أليس هذا هو شعور أغلبيتنا وشهر رمضان الكريم يمر على وقع إجرام عصابات الإرهاب وعلى وقع تمرير الحكم للمزيد من القوانين والتعديلات القانونية الاستثنائية وتورطه فى المزيد من المظالم والانتهاكات وعلى وقع ضجيج إعلامى فاسد لا يتوقف وعلى وقع تضخم الثقافة الاستهلاكية التى تلقى عبر القنوات التليفزيونية بآفاتها وأمراضها إلى داخل كل بيت مصرى، ونحن انتظرنا شهر رمضان لكى ننعم بلحظات من السكينة والهدوء النفسى ونبتعد عن حماقات وصراعات الحياة اليومية التى تشوه إنسانيتنا.

أليس هذا هو شعور أغلبيتنا والموت يخطف منا بعض الذين علمونا حب الجمال وحب الحياة وحب الرقى واحتفظت لهم ذاكرتنا الجمعية بمواقع ينيرها الإبداع المصرى الممتد فنا وثقافة وعلما ونستمد نحن منها شيئا من القدرة على التمسك بالحياة والوطن وبالأمل فى غد أفضل وجه العبث الذى تفرضه علينا متواليات الإرهاب والاستبداد والتطرف؟

أليس هذا هو شعور أغلبيتنا ومصر يباعد بينها وبين العقل والعدل والحرية والتقدم وسيف انقضاء الزمن الخاص (العمر البشرى) والعام (طاقة المجتمع البشرى على مواصلة الوجود والأزمات تتراكم وتتعمق) يهوى على الرءوس دون هوادة؟

هى جمهورية الحزن التى تحيط بنا من كل جانب والتى لا تريد عصابات الإرهاب ولا مجموعات التبرير الفاسد للعنف لنا منها خلاصا، شأنهم فى هذا شأن دعاة القمع والقوانين الاستثنائية والحلول الأمنية ومبررى حكم الفرد والسلطوية الجديدة.

 

عمرو حمزاوي أستاذ علوم سياسية، وباحث بجامعة ستانفورد. درس العلوم السياسية والدراسات التنموية في القاهرة، لاهاي، وبرلين، وحصل على درجة الدكتوراة في فلسفة العلوم السياسية من جامعة برلين في ألمانيا. بين عامي 2005 و2009 عمل كباحث أول لسياسات الشرق الأوسط في وقفية كارنيجي للسلام الدولي (واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية)، وشغل بين عامي 2009 و2010 منصب مدير الأبحاث في مركز الشرق الأوسط لوقفية كارنيجي ببيروت، لبنان. انضم إلى قسم السياسة العامة والإدارة في الجامعة الأميركية بالقاهرة في عام 2011 كأستاذ مساعد للسياسة العامة حيث ما زال يعمل إلى اليوم، كما أنه يعمل أيضا كأستاذ مساعد للعلوم السياسية في قسم العلوم السياسية، جامعة القاهرة. يكتب صحفيا وأكاديميا عن قضايا الديمقراطية في مصر والعالم العربي، ومن بينها ثنائيات الحرية-القمع ووضعية الحركات السياسية والمجتمع المدني وسياسات وتوجهات نظم الحكم.
التعليقات