هزائمنا السودانية - محمد عصمت - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 11:19 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هزائمنا السودانية

نشر فى : الثلاثاء 12 أكتوبر 2010 - 9:41 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 12 أكتوبر 2010 - 9:41 ص

 لن يكون انفصال جنوب السودان، إن حدث فى استفتاء 9 يناير المقبل، هو آخر هزائمنا السياسية، فانفصال الشرق والغرب على الأبواب، والتدخلات الإسرائيلية فيهما واضحة للجميع.. ففى دارفور حركة عبدالواحد نور تفصح عن علاقاتها بإسرائيل وبزيارات قائدها لتل أبيب.. وفى الشرق تنتشر عناصر تابعة للموساد تراقب تهريب الافارقة لإسرئيل وتمد أبناء الإقليم بالسلاح استغلالا لعلاقات تل أبيب القوية بإريتريا، ولتكون لها قدم أخرى على البحر الأحمر.

أما نحن فى مصر، فقد حان وقتنا لندفع ثمن فاتورة ضخمة من الأخطاء التى نواصل ارتكابها منذ ثورة يوليو.. كانت بدايتها مع خطيئة عبدالناصر الاستراتيجية بتفريطه فى الوحدة مع السودان، حيث كان يدرك ان وجوده فى السلطة يرتبط بإنهاء التجربة الحزبية، فى وقت كان السودان ينعم بتعددية حزبية، وكان الثمن الوحيد للوحدة هو عودة عسكر يوليو إلى الثكنات وهو ما رفضه عبدالناصر جملة وتفصيلا.. أما فى عهد السادات فقد استمر النهج الناصرى بدعم النظام الديكتاتورى للرئيس جعفر النميرى مع فشل كل مشاريع الوحدة أو التكامل بين البلدين، بالإضافة إلى رغبة السادات فى سلخ مصر عن محيطها العربى بعد كامب ديفيد.

. أما فى عهد مبارك فقد ارتكبنا خطيئة ثانية بدعم انقلاب الترابى عام 1989، والذى دخل فى حروب دينية مع الجنوب بدون أن نتدخل لتهدئتها، أسفرت فى نهاية الأمر عن الوضع الراهن الذى يتعرض فيه السودان للتفتت إلى شظايا.

وقد يكون السودان على موعد مع جولة حرب أهلية جديدة بين الشمال والجنوب سيكون وقودها رغبة الطرفين فى السيطرة على ثروة البلاد البترولية الواعدة، وأيضا قد لا تتحمل المؤسسة العسكرية بالخرطوم رؤية السودان يتفتت كقصر من الرمال، فتندفع ناحية الحرب لاستعادة السودان القديم، خاصة إذا فقد الغرب عقله ودفع باتجاه انفصال الشرق والغرب كما دعم انفصال الجنوب.. وهو ما لا يعرف أحد تأثيراته على مشاكلنا مع دول حوض النيل..!

وقبل ذلك كله، فإن إسرائيل التى تصورنا اننا نحاصرها بالسلام فى فلسطين طبقا لنظرية «آخر الحروب» التى اخترعها السادات وآمن بها مبارك، طعنتنا بخنجر فى ظهورنا، وهى تلتف كالثعبان للسيطرة على منابع النيل من ثلاث جهات، لتؤكد ان كل حساباتنا الاستراتيجية التى ورثناها عن السادات أصابتنا بخسائر فادحة.. وبكوارث متتالية!

محمد عصمت كاتب صحفي