ضربة مرسى - محمد عصمت - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 9:10 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ضربة مرسى

نشر فى : الثلاثاء 14 أغسطس 2012 - 10:10 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 14 أغسطس 2012 - 10:10 ص

وسط طوفان من التفسيرات المتناقضة لقرارات الرئيس محمد مرسى، بإلغاء الإعلان الدستورى المكمل، وإحالة المشير طنطاوى والفريق عنان وعدد من قيادت الجيش للتقاعد، تبقى حقيقة ثابتة، وهى أن الحكم العسكرى الذى ظل يهيمن على مصر ــ بلافتات مختلفة ــ منذ ثورة يوليو 52 وحتى عصر أمس الأول، قد بدأ يترنح وأن سقوطه التام مسألة وقت، لا أكثر ولا أقل!

 

صحيح أن الكثير من المواقع الإلكترونية نشرت تفاصيل حول انقلاب عسكرى مزعوم كان يعده طنطاوى وعنان فى 24 أغسطس، لإنهاء حكم الإخوان والاستيلاء على السلطة، وأن الرئيس مرسى سبقهما بانقلاب مدنى ليطيح بهما، فى حين زعمت شائعات أخرى أن وزير الدفاع الجديد عبدالفتاح السيسى كشف لمرسى تفاصيل هذا الانقلاب العسكرى، وأن مرسى احتجز طنطاوى وعنان وواجهما فى القصر الجمهورى بهذه التفاصيل بحضور بعض أعضاء المجلس العسكرى، فاضطر الرجلان إلى قبول الحل الوسط بإحالتهما للتقاعد!

 

شائعات أخرى ألمحت إلى وجود صفقة سرية بين الطرفين، يحقق من خلالها كل واحد منهما أهدافه، ففى حين يضمن العسكر الخروج الآمن، يحقق مرسى والإخوان من ورائه شعبية هائلة، وقبل ذلك الانفراد بالسلطة التنفيذية التى كانت مقسمة بينهم وبين العسكرى.

 

الشىء المؤكد فى كل هذه الشائعات، أن أحداث رفح ومقتل الجنود المصريين الـ16 بهذه الطريقة البشعة، ساهمت فى الإطاحة بالرجلين، وسهلت تصفية آخر معاقل الحرس القديم الذى لمع نجمه فى دولة مبارك، بل والأكثر من ذلك أن هذه الأحداث المأساوية هى التى وفرت لمرسى المناخ الملائم ليدق المسمار الأخير فى نعش الحكم العسكرى لمصر، الذى قصقصت ثورة 25 يناير ريشه، وأسقطت كل الأوهام حول استحالة إبعاده عن السلطة.

 

وبعد ضربة مرسى التاريخية التى استهدفت إعادة الجيش إلى دوره الطبيعى، نحن الآن أمام طريقين، الأول يقودنا إلى إقامة ديكتاتورية دينية يرعاها الإخوان وربما السلفيون وبعض الاتجاهات الاسلامية التى تتصور أننا نعيش فى مجتمع كافر، وانهم مبعوثو العناية الإلهية لهدايتنا، سيقوم شبابهم بمحاولة إصلاح أخلاقنا المعوجة، والدخول معارك وهمية ضد العلمانيين والليبراليين واليساريين، فى حين سيقوم الكبار منهم بالسيطرة على مفاتيح الاقتصاد ليحققوا ثروات فلكية بالحلال من وجهة نظرهم، وهى بالتأكيد حرام فى حرام.

 

أما الطريق الثانى فسيقودنا إلى استكمال أهداف ثورة يناير وتنفيذ شعاراتها فى الحرية والعدالة الاجتماعية، بمشاركة جميع الفصائل بلا استثناء وبدون إقصاء لأى طرف من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار.

 

أنا شخصيا أتصور ان مرسى بعد أن دخل التاريخ بإنهائه سيطرة العسكر على الحكم، سوف يختار السير فى الطريق الثانى، أو هكذا اتمنى.

محمد عصمت كاتب صحفي