إلى كل أطراف الأزمة الراهنة فى مصر، أرجوكم حافظوا على حرمة الدماء وأوقفوا جنون العنف.
مصر أكبر من الجميع؛ من المسيطرين والمتصارعين على السلطة، من الجماعات والأحزاب والتيارات المتنازعة، من المسئولين التنفيذيين والسياسيين والمعتصمين والمتظاهرين، من أنصار النظام القديم وأنصار الإخوان، من مؤيدى تدخل الجيش ومن المطالبين بالديمقراطية. مصر أكبر من الجميع، ولن تعبر أزمتها الراهنة إلا بحلول سياسية وتوافق وطنى يستوعب الجميع ويعصم الدماء، كل الدماء، ويمنع العنف، كل العنف.
مصر أكبر من أن تدفع إلى مواجهات أهلية وحروب شوارع وعداء بين مؤسسات الدولة وقطاعات شعبية، ومن أن تقتحم بها الميادين لفض الاعتصامات، ومن أن تنظم بها اعتصامات على هوامشها تخزين للسلاح وممارسة للعنف، من أن تقتحم بها مبانى المحافظات والمنشآت العامة والخاصة، من أن تقطع بها الطرق ويروع بها الناس. مصر أكبر من كل هذا، فيا أطراف الأزمة الراهنة أفيقوا وعودوا جميعا إلى بحث عن حلول سياسية وتوافق وطنى.
مصر أكبر من أن تدمر بها الذهنية الجماعية لمواطناتها ومواطنيها، بتحول العنف إلى ممارسة اعتيادية بل يومية، من أن يزج بشعبها إلى أتون صراعات ومواجهات تفرض عليه القلق والخوف وتغيب المحدود من الهدوء الذى حافطنا عليه خلال الفترة الماضية. مصر أكبر من هذا، ومسئولية أطراف الأزمة الراهنة هى إنقاذ شعبها وسلامته النفسية وذهنيته الجماعية التى إن دمرت واستساغت العنف فلا دولة ستبقى ولا مجتمع سيستقر.
يصعب على بعدى عنك يا وطنى، يتألم القلب ويتوقف العقل وأنا أتابع الأخبار المأساوية عن بعد، ولا يحتمل الضمير تعارض الهم الخاص ومسئوليته مع المسئولية العامة والواجب العام.
لك الله يا مصر.