أيها الإعلاميون.. انتبهوا - الأب رفيق جريش - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 12:56 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أيها الإعلاميون.. انتبهوا

نشر فى : السبت 18 ديسمبر 2021 - 7:40 م | آخر تحديث : السبت 18 ديسمبر 2021 - 7:40 م

أيها الإعلاميون انتبهوا إلى ما تصنعونه بأيديكم فى وجدان الشعب وخاصة الشباب، أقول هذا بمناسبة «الشوطة» التى تدور حاليا فى البرامج الحوارية حول الفنانات والفنانين وحياتهم الخاصة. كأن البحث عن سبق إعلامى أو فضيحة ما أصبح هو الأهم فى أمه تستعيد ذاتها بالبناء والتنمية ومن المفترض أن للإعلام دورا هاما فى رفع الوعى الشعبى لقضايا واهتمامات الوطن. فحياة الفنان أو اللاعب أو أى شخصية عامة له حياته الخاصة، ماذا سينفع لو عرفنا ماذا أكل أو ماذا شرب، أو هذه طلقت وتلك تزوجت، وكم مرة تلك الفنان تزوج وطلق وأتساءل ما هى الرسالة التى تريدون أعطاءها للشباب عن «الزواج» خاصة بعد أن نبه الرئيس السيسى عدة مرات عن خطر الطلاق وأصبح هذا الموضوع يؤرق الدولة ومؤسساتها التربوية والروحية. بدلا من إبراز جمال الزواج وقدسيته أو احترام تصرفات الفنانين وحريتهم وكذا الرياضيين والشخصيات العامة.
لماذا يقبل بعض الفنانين أو غيرهم أن يعرضوا حياتهم الخاصة على الملأ، هل هو إفلاس؟ أو البحث عن الشهرة؟ أو ليكونوا حديث المدينة والناس؟ أم لجلب الشفقة؟ ربما كل ذلك وأكثر.
لم يعد الإعلام فى العصر الراهن وسيلة أخبار أو معرفة أو تسلية فقط، بل أصبح الإعلام بوسائله الحديثة والمتنوعة أداة فاعلة فى تشكيل المجتمعات وسلوكيات المتلقين لما يقدمه من أفكار وثقافة تهدف إلى التغيير الاجتماعى والسياسى سواء فى الجوانب الايجابية أو السلبية، إذ بات الاعلام سلاحا ذا حدين لقدرته على تشكيل الرأى العام وصناعة الأحداث.
الغريب أن بعض البرامج كانت برامج جادة إلى حد كبير تعرض المستجدات فى السياسة والاقتصاد والفكر والفن الراقى وفجأة تغيرت دفة الأحاديث وأصبحت تلك البرامج هى المنافسة لصفحات الفضائح المعروفة على مواقع التواصل الاجتماعى.
ويبقى السؤال هل من حق الناس والمشاهدين والمعجبين أن يتوغلوا فى حياة «أبطالهم» الخاصة بل الخاصة جدا؟ أرى أن الحياة الخاصة للفنانين هى ملكهم وحدهم، وهناك خط أخلاقى أحمر لا يجب تجاوزه خاصة عندما يرتبط الأمر بزواج أو طلاق أو عقائد وما إلى ذلك من أمور خاصة.
كل الاحترام لهؤلاء الفنانين والفنانات والشخصيات العامة التى تحافظ على عائلتها وسمعتها وخصوصياتها فكم وكم من المشاهير فى الماضى والحاضر يكاد لا نعرف عن حياتهم الخاصة إلا القليل وما هم سمحوا به أن يُعلن.
هذا هو الخط الذى ينبغى أن تتخذه تلك البرامج وترجع إلى رشدها ولا تكون سببا فى إفساد القيم الأخلاقية خاصة للشباب واعطاء انطباع سيئ عن الزواج والارتباط لدى الشباب.

الأب رفيق جريش الأب رفيق جريش
التعليقات