التيار المدنى لم يخطئ بالمشاركة في 30 يونيو.. ولكن أخطأ بحساب المآلات المترتبة عليها - طارق الملط - بوابة الشروق
الأحد 16 نوفمبر 2025 9:13 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

كمشجع زملكاوي.. برأيك في الأنسب للإدارة الفنية للفريق؟

التيار المدنى لم يخطئ بالمشاركة في 30 يونيو.. ولكن أخطأ بحساب المآلات المترتبة عليها

نشر فى : الثلاثاء 19 يوليه 2016 - 11:20 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 19 يوليه 2016 - 11:20 ص

حيث إننى من القراء المستديمين لمقالات العزيز الدكتور زياد بهاء الدين وأحترم وأقدّر وأثمن آراءه وخبراته، ولمست عن قرب تفهمه وإيمانه الراسخ بالتعددية السياسية وبحق الآخر فى الاختلاف فى الرأى والمواقف مادام فى إطار تحقيق المصلحة الوطنية ورفض العنف بكل أشكاله واحترام مبادئ الدولة المدنية التى تقوم على العدل والمساواة من خلال احترام الدستور والقانون.

لذلك أشعر بكل أريحية بالتعليق على مقاله المحترم بالشروق، والذى سرد فيه الحقائق الثلاثة التى يجب ألا يتناساها التيار المدنى وهو يفكر فى إجابة السؤال حول مشاركته فى 30 يونيو وهل كانت خطأ؟ والتى وصل منها إلى أن التيار المدنى لم يخطئ بالمشاركة فى 30 يونيو.

وأنا هنا لا أختلف معه حول الحقائق الثلاثة التى ذكرها (فشل الإخوان فى الحكم، طبيعة التباينات فى تكوين ما سمى بالتيار المدنى فى 30 يونيو المتفق على هدف واحد فقط وهو إسقاط حكم الإخوان، وعدم التعارض بين المشاركة فى 30 يونيو والمعارضة الآن لما يراه من مظاهر الاستبداد).

ولكنّى أرى إجابة معدّلة للسؤال الأساسى وهى أن.. «التيار المدنى لم يخطئ بالمشاركة فى 30 يونيو ولكنه أخطأ بحساب المآلات المترتبة عليها».

بداية أعتقد أن زملائى من التيار المدنى شركاء ثورة 25 يناير بداية من حركة كفاية وصولا للجمعية الوطنية للتغيير بخبراتهم السياسية قد قرأوا جيدا الواقع المحيط بهم فى التحضير إلى 30 يونيو، وبالتأكيد تحسسوا موضع أقدامهم واستغربوا أن يقف معهم على نفس الأرضية من خرجت ضدهم ثورة 25 يناير، وبالطبع تساءلوا عن سر صعود حركة تمرد كالصاروخ وقدرتها على جمع ملايين التوقيعات من المصريين فى شهرين أو ثلاثة فى حين ظلت قيادات الجمعية الوطنية جميعا وعلى رأسهم الدكتور البرادعى يحاولون جمع مليون توقيع على مدى عام كامل ضد نظام حكم جثم على أنفاس المصريين 30 سنة ولم يستطيعوا، ولعلهم استهجنوا ظهور المواطنين الشرفاء معهم والذين كانوا دائما (وما زالوا) يتم توظيفهم لضرب التيار المدنى فى كل مناسبة.. بدءا من الأربعاء الأسود قبل ثورة يناير وحتى تاريخه.

وبالتالى فالتوجس والحذر والتمهل والتدبر كان ضروريا على رموز التيار المدنى، وعلى أقل تقدير.. كان يجب طرح الأسئلة فيما بينهم.. ماذا يجرى من وراء الستار، وما الثمن الذى سَيُطلَب جراء هذا التأييد أو التعاون أو التوافق.. غير المنطقى لأى عاقل.. بين ثوار يناير ومن قامت عليهم ثورة يناير! هل يختلط الزيت بالماء! هى الحدّاية بترّمى كتاكيت!

وعندما أجاب الدكتور زياد فى الفقرة قبل الأخيرة بأن التيار المدنى لم يخطئ بالمشاركة ولا بدعم الحراك الشعبى ضد الإخوان.. فأنا أتفق معه وأتفهم وجهة نظره، ولكن عندما يضيف: «ولا بمساندة دولة ما بعد 30 يونيو».. هنا أتوقف وأتفكر معه.. إذ لم يستشعر التيار المدنى من كل المظاهر التى ذكرتها سالفا ما يستوجب الحذر والتوجس، فكيف يستطيع أن يدعم دولة ما بعد.. 30 يونيو أو بالأحرى دولة ما بعد «بيان 3 يوليو».. وما هى دلالات وبشارات ما ذكره العزيز الدكتور زياد بهاء الدين من.. الفرصة المتاحة للخروج بالوطن نحو مجال أكثر رحابة وحرية؟ ماذا كانت مطالب الحراك الشعبى فى 30 يونيو فى حدها الأقصى؟ ألم تكن الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة؟ وما علاقة ذلك الهدف بالتداعيات التى حدثت بعد ذلك؟ ألم تتراجع بعض رموز التيار المدنى الذين كانوا جزءا أصيلا من تبنى الحراك الشعبى فى 30 يونيو بعد إعلان بيان القوات المسلحة فى 3 يوليو.

ثم لابد من مراجعة ذاتية مع أنفسنا حول.. دلائل فشل الإخوان فى الحكم (التى أتفق معها).. التى ذكرها الدكتور زياد وهى: خروجهم على الشرعية الدستورية، اعتمادهم على الأهل والعشيرة فى إدارة شئون البلاد، تجاهلهم للتعدد الذى يتميز به المجتمع المصرى.

ومقارنتها بالتالى.. تجميد الدستور، الاعتماد على أهل الثقة فى إدارة شئون البلاد، تجريم التعدد وليس تجاهله الذى يتميز به الشعب المصرى.

أليس من الإنصاف.. الاعتراف بأن كل التيارات السياسية.. قد لا يكون خطؤها فى المشاركة فى الاحتجاجات (هنا وهناك).. ولكن الخطأ الجسيم هو فى تقديرها لمآلات تلك المشاركة.

وأخيرا أتفق تماما مع العزيز الدكتور زياد أن الأهم هو النظر للمستقبل وضرورة فتح الحوار بين كل الأطراف.. كيف تكون العودة للمسار الديمقراطى والتوافق على أرضية وطنية، ولعلى أذكّر السيد الرئيس بالدعوة لمؤتمر الحوار الذى أوكله من قبل لجريدة الشروق المحترمة لتتبناه (فى كلمته للعزيز الأستاذ/ عماد الدين حسين رئيس التحرير)، وبدأت بالفعل التحركات.. ولكن واجب الوقت الآن أن تتجدد الدعوة للحوار.. وتنعقد الإرادة السياسية لصانع القرار فى تفعيل نتائج هذا الحوار

كل عام وكل المصريين والمصريات بخير وصحة وسعادة.

التعليقات