أكد المخرج الصينى جوان هو، أحد أبرز نجوم السينما الصينية، أن التطور السريع فى تقنيات الذكاء الاصطناعى لن يكون قادرًا على تهديد جوهر الفن، موضحًا أن «السينما تحتاج إلى روح إنسانية. وهذا ما لن تمتلكه الآلة».
وخلال ماستر كلاس أقيم أمس الأول، ضمن فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما بالدورة الـ 46 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، قدم المخرج الصينى رؤيته حول مستقبل الصناعة وسط هيمنة التكنولوجيا، وقال إنه شاهد مواد مصنوعة بالكامل بتقنيات الذكاء الاصطناعى ووصفها بـ«المبهرة ظاهريا»، بينما أكد أنها تفقد طبيعتها كلما طال زمنها أو حاولت محاكاة السرد الحقيقى، مضيفًا: «الفيلم يحتاج إلى شعور ولحظة إنسانية لا يمكن برمجتها».
وأوضح جوان أن التكنولوجيا قد تكون داعمًا مهمًا، لكنها «لن تحل محل المخرج أو الكاتب»، كاشفا عن كواليس فيلمه «Black Dog» الفائز بجائزة «Un Certain Regard» فى مهرجان كان عام 2024، مشيرًا إلى أن فكرة العمل جاءت خلال فترة الحجر الصحى لفيروس كورونا عندما قضى وقتًا طويلاً مع كلبه، وهو ما ألهمه التفكير فى مفهوم الارتباط العاطفى والأسرة.
وأشار إلى أنه قبل الجائحة كان يصنع أفلامًا تجارية ناجحة، لكنه شعر بالحاجة إلى العودة لضميره الإبداعى، مؤكدًا أن الخيارات التى تتبع ضميرك تمنحك نجاحًا حقيقيًا، كما يرى أن قوة الفيلم تكمن فى شخصية بطله وما يرسله من مشاعر مباشرة إلى المشاهد.
وفى حديثه عن زيارته لمصر، أعرب جوان عن سعادته بأجواء القاهرة، مؤكدًا أن تلك الزيارة أعادت له رغبة قديمة فى تصوير فيلم على أرضها، واستعاد رحلته السابقة حين قاد سيارته من الصين إلى مصر عبر الأردن لمشاهدة الأهرامات، مشيرًا إلى تشابه العلاقات الأسرية بين المجتمعين الصينى والمصرى، وهو ما يعزز إمكانيات التعاون بين المدرستين السينمائيتين.
وتناول المخرج الصينى جوائز الديك الذهبى التى تستقطب اهتمام الصين حاليًا، معتبرًا أنها تشكّل دفعة جديدة للسينما الصينية.
وأكد اهتمامه برواية قصص من قلب المجتمع الصينى وخاصة المناطق المهمشة، مستشهدًا بأفلام مثل Cow وDesign of Death وMr. Six وThe Eight Hundred ، كما حذر من تأثير الفيديوهات القصيرة المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعى على الذوق العام، مؤكدًا أن الفيلم الطويل سيظل محتفظا بمكانته.
واختُتمت الجلسة بتأكيد جوان أن مستقبل السينما سيظل مرتبطا بصنّاعها، موضحًا أن التطور التقنى مهما بلغ لن يلغى دور الإنسان فى صياغة التجربة البصرية والدرامية، وأن البصمة الأخيرة ستبقى للمخرج والكاتب باعتبارهما جوهر العملية الإبداعية.