على بايدن أن يتراجع عن توسع الناتو - مواقع إلكترونية - بوابة الشروق
الجمعة 3 مايو 2024 3:01 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

على بايدن أن يتراجع عن توسع الناتو

نشر فى : السبت 19 ديسمبر 2020 - 8:35 م | آخر تحديث : السبت 19 ديسمبر 2020 - 8:35 م

نشر موقع Eurasia Review مقالا للكاتبJonathan Power يعرض فيه توعد الدول الغربية بألا يتم تمديد حلف الناتو شرقا، إلا أنه بعد انهيار الاتحاد خالفوا وعودهم، لذلك يرى الكاتب أن على بايدن أن يعيد الناتو لحدوده فى فترة الحرب الباردة.. نعرض منه ما يلى.

روسيا هى عدو الغرب الأول.. فيرى الكاتب أن اهتمام إدارة بايدن الجديدة للسياسة الخارجية يجب أن ينصب تركيزها على روسيا، لا على الصين ولا على أوروبا. فالولايات المتحدة وروسيا هما من لديهما ترسانة أسلحة نووية قادرة على تدمير البشرية.
حلم بعض الروس بأن تكون روسيا جزءا من أوروبا مثل دوستويفسكى وبوشكين ولينين وحديثا بوتن. فيرى الكاتب أن الأدب الروسى والباليه والأوبرا والموسيقى كلها ذات توجهات أوروبية.. ولكن لطالما وقف التاريخ وأحداثه أمام هذا الحلم؛ غزوات نابليون وهتلر، والثورة الماركسية، وحربان عالميتان، وأخيرا توسع حلف الناتو.
بنهاية الحرب الباردة، بدا هناك من الخطوات نحو بناء «منزل أوروبى مشترك»؛ خطوات لتوفر لها مقعد على طاولة الناتو، ثم ضمها إلى الناتو، وفى وقت لاحق ضمها إلى الاتحاد الأوروبى والذى رجح البعض أنه قد يستغرق عشر أو عشرين عاما. ولكن لم يتحقق هذا الحلم بقرار بيل كلينتون توسيع عضوية حلف الناتو لتشمل أعضاء من حلف وارسو. انتهج جورج دبليو بوش وأوباما وترامب نفس النهج وعملوا على توسيع الحلف شرقا، وخالفوا الوعد بألا يمتد الناتو شرقا.
قال الرئيس السوفيتى السابق ميخائيل جورباتشوف فى مناسبات عديدة إن كان هناك وعد بعدم توسيع الناتو شرقا. وهو ما قاله وزير الخارجية الأمريكى جيمس بيكر فى خطابه عام 1990 فى قاعة سانت كاترين بالكرملين بأنه لن يكون هناك تمديد لقوات حلف الناتو إلى الشرق.. ولكن تنكر الولايات المتحدة الآن وجود أى اتفاق بهذا الشأن، وخطأ جورباتشوف أنه لم يحصل على التزام مكتوب.
يعرض الكاتب عددا من الدلائل على هذا الوعد. فيعرض ما كتبه رودريك بريثويت، الذى كان سفير المملكة المتحدة لدى الاتحاد السوفيتى ثم روسيا الجديدة، بأنه بعد توحيد ألمانيا دعا رئيس التشيك، فاسلاف هافيل، إلى انضمام تشيكوسلوفاكيا وبولندا والمجر إلى الناتو، إلا أن رئيس الوزراء البريطانى ووزير خارجية الاتحاد السوفيتى أكدوا أنه لا يوجد نية لهذا الضم على أساس أن توسيع الحلف سيضر العلاقات مع الاتحاد السوفيتى.
جاك ماتلوك، الذى كان سفيرا فى موسكو لكل من رونالد ريجان وجورج بوش الأب، قال فى عدد من المناسبات أن موسكو تلقت «التزاما واضحا» بعدم توسيع الحلف. وهذا ما أكده وزير الخارجية الألمانى هانز ديتريش جينشر فى محادثة له مع وزير الخارجية السوفيتى إدوارد شيفرنادزه.
إلا أن فى الأخير توسع الناتو ووصل إلى الحدود الروسية.. علاوة على ذلك، ألغت الولايات المتحدة فى عهد الرئيس جورج دبليو بوش وبدون مبرر معاهدة الصواريخ المضادة الباليستية، وقررت فى عهد باراك أوباما أيضًا استخدام الدفاعات الصاروخية فى وسط أوروبا، مما أدى إلى تقويض ما يسمى بـ «التوازن النووى». فى عهد دونالد ترامب، انسحبت الولايات المتحدة من معاهدة حظر الصواريخ متوسطة المدى ومعاهدة الأجواء المفتوحة.
لقد استغل الغرب ضعف روسيا فى وقت كان يجب فيه تمهيد الطريق لدخول روسيا «البيت الأوروبى»، ولن ينتج عن هذا التوسع الخطير مستقبل أفضل.. الآن على جو بايدن أن يجعل الغرب يفكر مرة أخرى فى علاقته مع روسيا.. لن يختفى التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا من تلقاء نفسه.
يجب سحب قوات الناتو إلى حدودها بنهاية الحرب الباردة، والتفاوض على تخفيف حجم الترسانة النووية وتمهيد الطريق للتخلص منها بالكامل.. فحتى وزير الخارجية السابق هنرى كيسنجر، الذى أيد ذات مرة فكرة استخدام الأسلحة النووية فى المعارك، يؤيد ذلك الآن.

إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى
النص الأصلى هنا

التعليقات