نهاية شهر العسل - ديفيد س. برودر - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 1:33 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نهاية شهر العسل

نشر فى : الجمعة 20 مارس 2009 - 4:45 م | آخر تحديث : الجمعة 20 مارس 2009 - 4:45 م

 مازال الوقت مبكرا جدا لإصدار أحكام حول طريقة باراك أوباما فى النظر إلى الأمور، فلم يمض بعد سوى شهرين منذ رئاسته. ويقتصر كل ما لدينا عنه، بالفعل، على كونه جمع عناصر إدارته، وأطلق قدرا من المبادرات التى وإن كانت طموحة، إلا أنها لم تختبر بعد.
ولكن الوقت حان للقول: إن فترة شهر عسل أوباما انتهت. فقد بدأت أصوات منتقديه فى واشنطن وحول العالم تتصاعد، وهم الآن يخضعون إدارته لنوع من المساءلة المحملة بالشكوك، وهو أمر طبيعى بالنسبة لجميع الرؤساء عندما يتقلدون مناصبهم.


ويلاحظ المتابعون للحكومة عن قرب تغييرا لا تخطئه العين فى الأسابيع القليلة الماضية. هناك عدد غير قليل من المحافظين يأملون فى إخفاق أوباما. وهم سياسيون وصحفيون يتفحصونه بالعيون المرتابة ذاتها التى ينظرون بها إلى الجميع.


واعتقد أن التحول بدأ فى خطاب أوباما أمام الجلسة المشتركة للكونجرس، فقد تجاوز أوباما خطة الإنعاش الاقتصادى ومشروع الميزانية التى قدمها، وأوضح مدى طموحه الكامل لعام 2009 لأول مرة. فلم يعد الأمر مقتصرا على مجرد وقف الهبوط الحاد فى الاقتصاد وإنعاشه، ولكنه تعدى ذلك إلى بذل جهود مثيرة للجدل فى مجال الرعاية الصحية والطاقة والتعليم.
وإذا كان بيل وهيلارى كلينتون صاغا سرا خطة شديدة التفصيل حول الإصلاح فى المجال الصحى، قبل أن يقدماها إلى الكونجرس فى صورتها النهائية، فقد ظهر أوباما فى لقاء تليفزيونى، أمام الجميع فى قاعة البلدية بالبيت الأبيض، ليناقش أفكارا حول الرعاية الصحية وطالب أعضاء الكونجرس بالعمل عليها، وإخباره بما يتوصلون إليه.


وربما يعطيه ذلك فسحة من الوقت، قد تكون مفيدة، خاصة أن اثنين من مساعديه الرئيسيين فى مجال الصحة، وهما: كاثلين سيبيليوس ونانسى ــ آن دى بارلى، لم يتقلدا رسميا منصبيهما بعد. غير أن توقع أن يأخذ الكونجرس على عاتقه إعداد خطة لإعادة هيكلة سدس الاقتصاد القومى أمر مستبعد.
ولا يوجد مركز يتولى السياسة الصحية فى الكونجرس منفردا. حيث تتشارك فى الاختصاص ذاته، على نحو متداخل، لجنتان منفصلتان فى مجلس الشيوخ واثنتان فى مجلس النواب، ولكل رئيس من رؤساء هذه اللجان أفكاره الخاصة حول كيفية معالجة الأمور.


وطرح أحد هؤلاء، وهو ماكس بوكوس، رئيس الشئون المالية فى مجلس الشيوخ، فكرة تمويل توسعة تغطية التأمين الصحى من خلال الضرائب التى يدفعها الآن أصحاب العمل ــ وهى الفكرة التى استنكرها أوباما بينما أيدها جون ماكين، أثناء الحملة الانتخابية.


إنها مجرد لمحة عن المشكلات الآتية، حيث يتنافس عديد من صناع القوانين فى الكونجرس فى موسم إعداد خطة للرعاية الصحية فى ظل حكم أوباما.
ومن المتوقع ظهور تحديات مشابهة فى مجال التعليم والطاقة. وقد سجل الكونجرس ملاحظة حول الأسلوب الذى تراجع به أوباما عن موقفه المناهض لتخصيص الأموال على بنود محددة للصرف، فى إشارة واضحة إلى حذره من أى مواجهة مع النواب. وبصرف النظر عن شعبيته، لا يعتبر أوباما شخصية مرهوبة، ولذلك فلابد له من أن يتوقع التعرض للاختبار مرارا وتكرارا.


وفى الوقت ذاته، وفيما يتعلق بالتحدى الأساسى المتمثل فى إصلاح الاقتصاد، وجدت الانتقادات سبيلها فى الاتجاه السائد فى وسائل الإعلام، إلى جانب الجناح المحافظ. وفى الأسبوع الماضى، أدهشتنى قراءة مناشدة كل من دافيد اجناشيوس فى واشنطن بوست ودافيد بروكس فى نيويورك تايمز لأوباما من أجل ترتيب أولوياته وتركيزها فى مهمة أساسية، هى: إنقاذ البنوك والائتمان والإسكان والوظائف.


ويعتبر الكاتبان من المعجبين بأوباما، حيث يقدرانه بشدة، ولا يتمنيان له سوى النجاح. ولكن مثل هؤلاء النواب الديمقراطيين الرصينين الذين أتحدث عنهم، قلقون حول كونه أخذ على عاتقه أكثر مما يمكنه تحمله.
لا تمثل انتقادات من هذا النوع نذيرا بالفشل. ولكنها إشارة إلى نهاية شهر العسل.


(c) 2009، Washington Post Writers Group



ديفيد س. برودر كاتب في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية
التعليقات