أزمة المستشارين فى البيت الأبيض - ديفيد س. برودر - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 7:00 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أزمة المستشارين فى البيت الأبيض

نشر فى : الأحد 7 مارس 2010 - 11:35 ص | آخر تحديث : الأحد 7 مارس 2010 - 11:35 ص

 على مدى عشرة أيام، جرى تصوير رئيس الولايات المتحدة باعتباره ضعيفا وفاشلا، يقوم بتخريب إدارته بالرغم من كل ما يبذله رام إيمانويل، رئيس موظفى البيت الأبيض، من جهود لإصلاح الأمور. وتقدم صحيفة واشنطن بوست التى أعمل بها إسهاما كبيرا فى هذا الصدد.

بدأ هذا الوهم البين يتكشف فى 21 فبراير خلال العمود الافتتاحي الذى كتبه صديقى دانا ميلبانك فى واشنطن بوست، حين قال إن «جزءا كبيرا من أسباب فشل السنة الأولى من حكم أوباما يرجع إلى أنه لم يتبع نصائح كبير موظفيه فى القضايا الحاسمة. ويقال إن إيمانويل هو الشخص الوحيد الذى يحمى أوباما من التحول إلى جيمى كارتر»، أى أن يصبح رئيسا فاشلا لفترة واحدة.

وبعد ذلك بأسبوع، يبدو أن ذلك المصدر المجهول نفسه أقنع ميلبانك أن يعلن أن أوباما «مثله مثل الشخص ضعيف البنية الذى يزن 98 رطلا وغالبا ما يرد على الإهانة بقفشات لاذعة».

وفى يوم الثلاثاء، تصدرت صحيفة واشنطن بوست قصة إخبارية مزعومة لجيسون هوروفيتس يقول فيها إن رئيسا «منعزلا عن الواقع ويتعامل بأستاذية» مثل أوباما يحتاج إلى «منفذ سياسى» مثل إيمانويل، حتى تصبح لديه فرصة للنجاح، لأن «إيمانويل لديه فهم فريد للعقلية التشريعية». وتضيف القصة أنه «لسوء الحظ، يلوم الديمقراطيون من ذوى النفوذ ــ بصراحة غير معتادة ــ أوباما ومساعديه الأقرب فى حملة الرئاسة، لأنهم لا ينصتون لإيمانويل».

وبدا الأمر بالنسبة للجميع كما لو كان نوعا من التسريبات المخططة التى عادة ما تسبق حدوث استقالة جبرية فى واشنطن.
إلا أن كبير الموظفين عادة لا يمكنه أن يزيح الرئيس. فعندما سئم جورج بوش من جون سنونو، كان سنونو بالطبع هو من يجب عليه الرحيل. لكن ربما ترى مصادر هذه القصص الإخبارية أن أوباما هو الذى يجب أن يرحل.

وفى الفقرات الصغيرة القادمة، يظهر لنا كيف يرى كبار المسئولين فى البيت الأبيض ما يحدث:

إنهم يرون أن المشكلة الأساسية تكمن فى الاقتصاد المتدهور بشدة، الذى أدى إلى تراجع التأييد الذى يحظى به أوباما، وجرؤ الجمهوريون على محاصرة برنامجه التشريعى.

وقد عمل إيمانويل ــ الذى ترك موقعه القيادى فى مجلس النواب من أجل مساعدة أوباما، زميله من شيكاغو ـ مع الرئيس بإخلاص. ولا يعتقد زملاؤه أنه يقف شخصيا وراء هذه المقالات التى نشرت فى واشنطن بوست.

لكنه كما قال لى أحدهم، «يحب رام أن يكون رابحا» وعندما تبدأ الخسائر فى التراكم، ربما يكون قد قام بالتنفيس عن إحباطه مع أحد زملائه القدامى فى الكونجرس. ومن الواضح أن البعض منهم يتحدث إلى الصحف.

توجد أسباب وجيهة لوضع إستراتيجية وتكتيكات البيت الأبيض موضع المساءلة ــ كما كان الحال مع الإدارات السابقة.

وعندما يعقد رئيس العزم على التخطيط لتغيرات واسعة النطاق فى البنى الاقتصادية والاجتماعية والتشريعية، فى الوقت الذى يخوض فيه حربين، ويتعامل مع تداعيات الكارثة المالية، فإنه يواجه خطر الهزيمة. وقد رحب أوباما بهذه المخاطرة لأنه يعتقد أن الأمة بالفعل فى خطر ـ وأوافقه على ذلك. ويتسم أعضاء وقيادات حزب الرئيس فى الكونجرس بضيق الأفق ومحدودية التفكير مقارنة به. أما الجمهوريون، فقد اختاروا الطريق السهل، وهو شبه الإجماع على المعارضة.

إن ما سبق لا يزيد عن كونه نميمة تافهة تدور فى واشنطن، بالرغم من أن بعض أصدقاء إيمانويل تواقون بشدة إلى الدفاع عنه، إلى الحد الذى يجعلهم يهددون بإضعاف الرئيس. ومن المحتمل أن ميلبانك يعبر عما يسمعه، فيصف أوباما بأنه «هوائى ومثالى»، ويقول إنه يرضخ بسهولة «لبلطجة» الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء. وآمل ألا يشاركهم ملالى إيران هذا الاعتقاد.

لقد أصبحت أؤمن ــ استنادا إلى السنوات الطويلة التى قضيتها فى تغطية القضايا السياسية ــ ببديهية مفادها أن أسوأ النصائح على الإطلاق التى يتلقاها السياسيون تأتى من الصحفيين الذين يتوهمون فى أنفسهم أنهم واضعو إستراتيجيات حملات عظماء.

ويقوم ميلبانك حاليا بدعوة أوباما إلى تقليد جوردون براون الذى ربما تجعله الانتخابات المقررة بعد أسابيع يفقد منصبه كرئيس وزراء بريطانيا، وقد بدأ يستأسد على الناس. إن هذا ــ حسنا، إن هذا ضمن التقليد العظيم.

ديفيد س. برودر كاتب في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية
التعليقات