الحادى عشر من سبتمبر لباراك أوباما - ديفيد س. برودر - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 9:57 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الحادى عشر من سبتمبر لباراك أوباما

نشر فى : الثلاثاء 12 يناير 2010 - 9:50 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 12 يناير 2010 - 9:50 ص

 هل عيد الميلاد عام 2009 بالنسبة لباراك أوباما، هو نفس نداء الاستيقاظ الذى تلقاه جورج دبليو بوش من خلال الحادى عشر من سبتمبر؟

يبدو أن فشل راكب الرحلة الجوية إلى ديترويت فى التآمر على تفجير طائرة أمريكية مؤخرا صدم هذا الرئيس بالقدر الذى صدمت به الهجمات على مركز التجارة العالمى والبنتاجون فيما مضى البيت الأبيض.

لقد تلقى كل من الرئيسين تحذيرات فى صورة تهديدات مسبقة وحوادث منتظمة. ولكن كلاهما أُخِذ على حين غرة: كان بوش يقرأ لصف دراسى من الشباب؛ وكان أوباما فى عطلة مع عائلته بهاواى.

كان رد فعل بوش هو الغضب والتصميم على عقاب من أنزلوا الخراب. كما جن جنون أوباما إلى حد كبير، لكنه صب جزءا كبيرا من غضبه على أفراد إدارة استخباراته، حيث قال إنه غابت عنهم دلائل كثيرة وفشلوا فى إحباط الهجوم. وكشأن بوش، تعهد أوباما بأن يرى الناس عواقب تصيب أيضا البلدان الأجنبية التى خرجت المؤامرة منه ، وكانت أفغانستان قبل ثمانى سنوات مضت، واليمن حاليا.

وفى الوقت الراهن، تخوض الولايات المتحدة حربا بالوكالة فى اليمن، ولكن قد يتغير الأمر. إذ لابد أن يتعلم من يقدمون التسهيلات المحلية للقاعدة أن هناك ثمنا لابد من دفعه عندما يُهاجَم العم سام من قواعدهم.

السؤال الأكثر أهمية هو كيف يؤثر ذلك على تفكير الرئيس الجديد وأولولياته على المدى الطويل. لقد تألفت أجندة بوش قبل الحادى عشر من سبتمبر إلى حد كبير من مجموعة من التخفيضات الضريبية وبرنامج طموح فى مجال التعليم (لن يترك طفلا بلا تعليم)، كما كان لكليهما فى طريقه إلى إحراز إنجازات سهلة فى كونجرس يتسم بعدم المقاومة.

ومن الناحية الأخرى، دخل عيد الميلاد على أوباما وهو مثقل بمجموعة من المهام التى حددها لنفسه. وكان يعانى تحت عبء الحرب الموروثة فى العراق، ويتوسع فى حرب أخرى فى أفغانستان. كما كان يعيد التفاوض بشأن علاقاتنا مع القوى الأخرى فى العالم محاولا حشد عونها فى مواجهة الأنظمة المارقة فى إيران وكوريا الشمالية. وفى الوقت نفسه، كان مدفوعا فى الداخل نحو إنقاذ اقتصاد مثخن بشدة، بينما يحاول كسب تأييد كونجرس، ممانع وإن كان موحدا، من أجل تمرير تغييرات طموحة مثيرة للجدل فى مجال الرعاية الصحية والتحكم فى المناخ والتنظيم المالى.

ومن الواضح، أن وضع أولويات جديدة سوف يكون أكثر صعوبة بكثير بالنسبة لأوباما مقارنة ببوش. كما سيتسبب جعل هذه الأولويات الجديدة متلائمة مع أوباما فى مضايقات أكثر إذا ما قورن بقيادة حرب ضد الإرهاب بالنسبة بوش.

ومع ذلك، فالأحداث لها منطقها الخاص. إذ يبدو أن مؤامرة عيد الميلاد أذهلت أوباما أكثر من كل ما حدث فى عامه الأول. وعندما سمح للبيت الأبيض أن يقتبس عنه تحذيره لزملائه فى مجلس الوزراء بأنه لن يكون هناك تسامح مع «فوضى» أخرى مثل هذه، بدا كأنه يعطى إشارة إلى أن أسلوب قيادته الهادئ وصل إلى آخر حدوده.

وكان كثيرون ينتظرون تحولا مشابها فى النبرة عند تعامله مع الديكتاتوريين فى إيران وشمال كوريا، وحتى فى تسامحه مع مناورات السياسة المعتادة التى يقوم بها كثير من الجمهوريين وبعض الديمقراطيين فى الكونجرس.

لا نعلم إلى الآن تداعيات هذا الحدث على أوباما وحكومته. ولكننى لن أندهش إذا ما كانت كثيرة للغاية.

(c) 2010, Washington Post Writers Group

ديفيد س. برودر كاتب في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية
التعليقات