لا تخذلونا - خالد الإتربي - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 8:21 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لا تخذلونا

نشر فى : الجمعة 22 مارس 2019 - 9:50 م | آخر تحديث : الجمعة 22 مارس 2019 - 9:50 م

حماس شديد، لابد أن نشعر به جميعا، حينما نسمع وعود رئيس وأعضاء اتحاد الكرة، بشأن التحضير لتنظيم مصر نسخة تاريخية، لبطولة كأس أمم إفريقيا منتصف العام الحالى.
حماس نابع من رغبة حقيقية لكل فرد فى هذا البلد، يأمل فى ظهور البطولة بشكل مشرف أمام ملايين من المشاهدين سيتابعونها عبر مختلف وسائل الإعلام، فهو حدث من شأنه تقديم صورة إيجابية عن مصر، ومحو الصورة السلبية، التى تسببت فيها مدرجاتنا الخاوية على مدى السنوات الماضية.
لكن، هذا الحماس لابد أن يكون مشوبا بالحذر الشديد، ولا أخفيكم سرا، بأن طريقة إدارة بعض الملفات فى الآونة الأخيرة داخل اتحاد الكرة، تجعل الخوف يزداد، ويطغى على مشاعر الحماس.
لم أتخيل، أن ينشغل قطاع كبير من الجماهير، بقضية الزى الجديد للمنتخب الذى سيخوض به البطولة، ليس لـ«تفاهة» الموضوع أو تقليل منه، كما قد يتبادر إلى ذهنك، فهو «أمر مهم»، لكن بسبب تضارب التصريحات من داخل مسئولى الاتحاد بشأنه.
من الوارد ألا يلقى الزى طموح بعض الجماهير، فهو أمر نسبى، لكن النظام أبدا لا يكون أمرا نسبيا، فتجد ثروت سويلم، المدير التنفيذى للاتحاد، يؤكد أنه زى مؤقت، ولن يخوض به المنتخب البطولة، ثم ينفى مدير المنتخب كلامه، ثم نفى آخر من حازم إمام، عضو المجلس، ليؤكد أن هانى أبو ريدة، رئيس اتحاد الكرة، لم يكن لديه رفاهية الوقت الكافية لاختياره.
سويلم مجددا.. يصرح بأن ملعب الجيش فى برج العرب قد لا يستضيف مباراة القمة 30 مارس، بسبب شكوى الأهلى والزمالك من أرضيته، وتوقع أن يكون ملعب الدفاع الجوى هو البديل، ليتصدى عامر حسين فى نفس اليوم، لتكهنات «الرجل المسئول» معلنا بقاء الأمور كما هى.
نقطة أخرى نحتاج للوقوف عندها، قد تكون مرت سريعا وسط الأحداث، وهى «تويتة»، وائل رياض، المدرب المساعد للمنتخب الأولمبى، والتى جاءت «إلى اللاعبين المصريين المقيمين فى الخارج ويلعبون فى الدوريات الأوروبية من مواليد ٩٧ حتى مواليد ٢٠٠٠ نوجه عنايتكم بوجود تدريب مع المنتخب الأولمبى فى إسبانيا يوم ٢٣ مارس فى ملعب Pinatar Arena فى مدينة San pedro Murcia Spain برجاء التواصل معى على الخاص...».
ومع تشجيعى واتفاقى مع غاية البحث عن وجوه جديدة، ومواهب قد تكون غائبة عن الأعين، إلا أنها أبدا لا تبرر الوسيلة التى تشير إلى كارثة إدارية نعانى منها.
كيف لمنتخب يتبع لاتحاد الكرة، ويمثل مصر، أن يتم الإعلان له عن طريق حساب مدرب فى الجهاز الفنى، ألا توجد أى حلول أخرى؟!، إذا وقف العقل عن التفكير، ولم تجد سوى السوشيال ميديا، فبالطبع لن تكون عن طريق فرد فى الجهاز الفنى!!.
كان ضروريا أن يكون عن طريق الاتحاد، واستخدام حساباته على التواصل الاجتماعى، وتمويلها بشكل موجه لبلدان معينة ولتستهدف أوروبا مثلا، وهى أمور بديهية يعلمها المبتدئ فى التعامل مع السوشيال ميديا.
وما علاقة اتحاد الكرة بهذا الأمر؟.. العلاقة وطيدة للغاية، فكيف يخرج يوميا لوسائل الإعلام، بأن كرم كردى، عضو المجلس والمشرف العام على المنتخب، يتواصل هاتفيا يوميا مع الجهاز الفنى للاطمئنان عليهم، ولا نعرف ما آليات هذا الإشراف، أو إنجازاته أو التنسيق فيه؟!!.
ويأبى الأسبوع أن ينتهى، دون إساءة جديدة لاتحاد الكرة، وهجوم شديد عليهم واتهامات كثيرة، من رئيس نادى الزمالك لهم.. دون أن يحرك أحد ساكنا، والكارثة الأكبر هى تصريحاته بأنه هاتف ثروت سويلم لتغيير محمد الحنفى حكم مباراة الزمالك والمقاولون، ليرد سويلم بأن عصام عبدالفتاح أصدر تعليماته، ما هى التعليمات إذن.
كل هذا فى أسبوع واحد فقط، والمجال لا يتسع لذكر أمثلة أكثر من ذلك، فكيف نستعد لاستقبال أكبر حدث رياضى فى القارة الإفريقية، وسط هذا الصخب، وهذه الأمور المثيرة للجدل والتعصب، ووسط أخطاء «ساذجة» من اتحاد الكرة.
لا أحب أن أكون من مصدرى الطاقة السلبية، أو تثبيط الهمم، فالجميع مستعدون للوقوف خلف كل فرد مسئول عن البطولة، وهو ما يدفعنا للتحذير مبكرا، بدلا من «التهليل» ثم الاصطدام بواقع لن يعجب أحدا.. نرجوكم.. لا تخذلونا.

التعليقات