هل هناك أسوأ مما حدث؟! - خالد الإتربي - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 12:20 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هل هناك أسوأ مما حدث؟!

نشر فى : الجمعة 12 يوليه 2019 - 9:45 م | آخر تحديث : الجمعة 12 يوليه 2019 - 9:45 م

ما يحدث فى الوسط الرياضى حاليا، نتيجة متوقعة، بالنظر لحجم الكارثة التى حدثت بخروج المنتخب الوطنى مبكرا، من بطولة ننظمها على أرضنا ووسط جماهيرنا، لكنه أيضا تكرار لسيناريو يحدث فى كل أزمة تعيشها الكرة المصرية، فيبدأ الأمر بثورة من الجميع، ثم تخف الوطأة تدريجيا، وتظهر الاصوات المنادية بضرورة تقبل الوضع الاستثنائى لضيق الوقت، وبمرور الزمن نجد ما كان استثنائيا بات عاديا، وما كان مؤقتا أصبح دائما، فى انتظار كارثة جديدة، لندور فى نفس الدائرة، إذن.. ما الحل؟

الآفات التى تعانى منها الكرة المصرية، اكبر بكثير من حصرها فى مقال، او عدة مقالات، لأنها متغلغلة فى الجذور، ولا اجد نفسى مبالغا، حينما اقول ان الأمر يحتاج لوقت طويل، ومجهود كبير، إذا ما أردنا ان نطبق نظاما حقيقيا ينقلنا من مرحلة الهواة، لمرحلة المحترفين، من تخطى نظرتنا لها أنها مجرد لعبة، إلى صناعة قادرة على ان تكون مؤثرة فى الاقتصاد، مثلما يحدث فى كل البلدان التى فطنت لهذه الأهمية منذ سنوات طويلة.

نحتاج إلى خطط طويلة الأمد، مثل ضرورة إعادة النظر فى طريقة التصويت داخل الجمعية العمومية، وعدم مساواة أصوات الأندية الكبيرة بمراكز الشباب، وحتمية تغيير وعى المتحكمين فى التصويت، والتفكير بأسس علمية، وانتقاء الكوادر وصناعتها.

فى نفس الوقت، هناك ضرورة ملحة للتعامل مع الوضع الحالى، والسابق أيضا، ففى الوقت الذى نبحث فيه عن آليات تقودنا لتسيير الوضع الحالى، لابد أن يكون ذلك متوازيا مع ضرورة محاسبة كل من قصر فى أداء واجبه تجاه هذا البلد، بداية من أصغر لاعب فى المنتخب وصولا إلى رئيس المنظومة.

لا وقت للحلول الوسط فى الوقت الحالى، فجزء كبير من العلاج، هو الحساب، حتى يكون رسالة واضحة وقاطعة لكل من يفكر فى التصدى للعمل فى منظومة الكرة المصرية، وإلا سيكون مصيره مثل سابقيه.

مع إيمانى ان كل اعضاء الاتحاد ستتم محاسبتهم، إذا ثبت عليهم ارتكاب أى مخالفات مالية، إلا أننى لا ارى أى حديث عن حساب اللاعبين، وقد يستنكر البعض هذا الطرح، وقد يراه البعض الآخر غير منطقيا، لكن دعونا ننظر لنموذجين فى البطولة نفسها.

رصدت كل وسائل الإعلام العالمية، انهيار الغانى مبارك واكاسو فى المؤتمر الصحفى الذى أعقب خروج المنتخب الغانى من البطولة، فلم يستطع واكاسو النظر لجائزة أفضل لاعب فى المباراة، لكنه فكر فقط فى كيفية خروج منتخب بلده من البطولة بعد الأداء الذى قدموه.

نفس الأمر حدث مع الجزائرى بغداد بونجاح، أثناء مباراة الجزائر وكوت ديفوار، وكيف انهار أكثر من مرة لشعوره بالذنب لإهداره، ركلة جزاء أثناء المباراة، كانت كفيلة بحسم الأمور مبكرا، بدلا من التأهل لنصف النهائى بركلات الترجيح.

حينما ترى هذه النماذج، وترى عناصر من منتخبنا القومى حصلت على أموال من إعلان اعتذار، فلابد من حسابهم، ليس لعدم مسئوليتهم فحسب، لكن لحسرتنا على الحال الذى وصل إليه اللاعب المصرى.

حينما ترى تضامن البعض مع لاعب متحرش، على حساب تركيز منتخب فى مهمة قومية، فلابد من الحساب، حينما يبخل البعض بمجهوده على المنتخب، وحينما يرى البعض أنه اكبر من المنتخب، فلابد أن تكون المحاسبة حاضرة.
ما حدث من بعض اللاعبين، لا يدع مجالا للشك، أننا أمام تغيير لهوية اللاعب المصرى، بسبب مبدأ «المادة فوق أى اعتبار»، وهو أمر جد خطير، فلا يوجد أسوأ مما حدث، فلم نكن نتوقع، أن يحصل لاعب على أموال من إعلان بعد الخسارة، فليس بعيدا ان يحدث أسوأ من ذلك إذا لم نتحرك سريعا، لكن يبقى السؤال هل هناك أسوأ مما حدث؟!

التعليقات