إذا ما أوفى الواعد بوعده، فلا بد أن تأخذ أى وعد مستقبلى له على محمل الجد، حتى وإن كان الشىء الذى يعد به، من وجهة نظرك، مستحيل الوفاء به، فهو على الأقل سيحاول التنفيذ، وهنا من الوارد أن يحالفه التوفيق جزاء على محاولته.

تعامل البعض مع الحديث الذى دار بين وزير الشباب والرياضة، د. أشرف صبحى، والنجم السنغالى ساديو مانى، والذى قال فيه سنفوز بالكأس، على أنها مداعبة من الأسد السنغالى لوزير الرياضة، إلا أننى لم أرها هكذا، بل أراها جرس إنذار، لا بد أن نضعه فى الاعتبار، لأن التجربة أثبتت أن مانى لا يطلق وعودا من أجل الاستهلاك.

فى منتصف مارس العام الحالى، كتبت مقالا بعنوان أسد يهدد عرش الفرعون، وأشرت إلى وعد مانى للجميع، فى يناير الماضى أثناء مؤتمر الأفضل فى إفريقيا التى فاز بها نجمنا محمد صلاح، والذى أكد خلاله السنغالى أنه لن يتنازل عن جائزة الأفضل فى الموسم المقبل، وقلت وقتها إن مانى منذ صرح بهذا وهو ينطلق بسرعة الصاروخ نحو تنفيذ وعده، متفوقا على الجميع للدرجة التى دفعته لتعويض الفارق بينه وبين صلاح، ليتقاسم معه جائزة هداف الدورى الانجليزى، مع الجابونى أوباماينج.

بالطبع الحذر مطلوب من كل الفرق التى سيواجهها الفراعنة فى البطولة التى تحتضنها مصر، لكن حينما يكون الواعد بحجم ساديو مانى، فلابد أن يرتفع معدل الحذر.

المبشر من وجهة نظرى، أننا لسنا أمام وعد مانى فقط، لكن هناك وعدا آخر أهم، وهو وعد محمد صلاح للوزير أيضا، حسبما نقلته بعض المواقع الإلكترونية، وهو أنه بقدر اهتمامه بتقديم صورة مشرفة بأداء المنتخب، فإنه لن يقبل بخروج الكأس من القاهرة.

أتفق معك أن كرة القدم لا تعترف بالوعود، بل بالفكر والتخطيط والجهد والعرق، لكن كل هذا لن يأتى إلا بالحلم والطموح، وهو ما يظهر من خلال التصريحات، ونتمنى أن يفى صلاح بوعده، وبالتالى يجبر زميله فى ليفربول على عدم الوفاء بالوعد.

لقب البطولة فى حد ذاته، من المؤكد أنه حلم لكل مصرى، وستزحف الجماهير خلف المنتخب فى الاستاد بعشرات الآلاف، وبالملايين خلف الشاشات بالدعوات لتحقيق الهدف المطلوب، ونأمل وندعو أن يتحقق، حتى ينضم لعدة بطولات حققتها مصر من هذه البطولة.

اللقب مهم بلا شك، لكننا حققنا بطولات أراها أهم أيضا، حينما طلبنا التنظيم فى وقت قصير للغاية كان بطولة، نجاحنا فى إقناع اللجنة التنفيذية للكاف بالتنظيم «بطولة»، الطفرة الواضحة فى شكل ملاعبنا «بطولة»، تطبيق نظام جديد للتذاكر «بطولة»، تناغم وتسابق كل أجهزة الدولة وسباقها مع الزمن لتقديم هذه الصورة «بطولة»، الالتفاف الشعبى والتشجيع على الإنجاز «بطولة»، بطولات كثيرة بالفعل تحققت تؤكد للجميع أنها كانت بطولة «شعب ودولة».

ما تحقق وسيتحقق، دليل قاطع أن هذا البلد يملك من الإمكانات ما يؤهله لأن يكون فى مكانة أفضل، وأن طموحنا فى مستقبل مشرق له ما يعززه، فقط علينا التخطيط والإخلاص والعمل، وقبل ذلك كله الإيمان بالقدرة على الإنجاز.