بين حوارين! - خالد سيد أحمد - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 6:19 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بين حوارين!

نشر فى : الجمعة 26 أغسطس 2016 - 9:20 م | آخر تحديث : الجمعة 26 أغسطس 2016 - 9:20 م
الحوار الأول فى خريف 2013، وبالتحديد فى التاسع من أكتوبر.. الصحفى ياسر رزق، رئيس تحرير «المصرى اليوم» وقتها، انفرد بأول حوار مطول مع الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، وفى نهاية الجزء الأخير من الحوار الذى نشر على ثلاث حلقات، سأله «رزق» السؤال الآتى:

دائما تردد أنك تحت أمر الشعب وإرادته.. ماذا لو طلبت منك جماهير الشعب أن ترشح نفسك وتخوض انتخابات الرئاسة.. كيف سيكون موقفك؟ أجاب السيسى: «الأمر الذى تتحدث فيه أمر عظيم وجلل، لكنى أعتقد أن الوقت غير مناسب الآن لطرح هذا السؤال، فى ظل ما تمر به البلاد من تحديات ومخاطر تتطلب منا جميعا عدم تشتيت الانتباه والجهود بعيدا عن إنجاز خطوات خارطة المستقبل التى سيترتب عليها واقع جديد يصعب تقديره الآن».. ثم صمت السيسى لحظات.. وقال: «والله غالب على أمره».

الحوار الثانى فى صيف 2016، وبالتحديد فى الرابع والعشرين من أغسطس الحالى، وكان مع ثلاثة من رؤساء الصحف القومية، بينهم «رزق» باعتباره رئيسا لتحرير جريدة الأخبار، وتم توجيه نفس السؤال للرئيس السيسى، حول إمكانية إعادة خوضه لانتخابات الرئاسة فى 2018، فكانت إجابته: «لا يمكن أبدا ألا أتجاوب مع إرادة المصريين، أنا رهن إرادة الشعب المصرى، ولو كانت إرادة المصريين هى أن أخوض انتخابات الرئاسة مرة أخرى، سأفعل ذلك».

إجابتا السيسى عن سؤال الترشح للرئاسة فى خريف 2013 وفى صيف 2016، كانتا كاشفة لا محالة عن نيته خوض غمار المنافسة على المقعد الأرفع فى البلاد، سواء للمرة الأولى أو لولاية ثانية، لكن بالتدقيق فى الإجابتين، نلحظ ان النبرة تغيرت، بعدما جرت فى النهر مياه كثيرة، وظهرت فى المشهد تفاصيل جديدة لا يمكن تجاهلها.

فإجابة السيسى فى خريف 2013، خلت تماما من ذكر عبارة «إرادة الشعب»، ربما لأنه كان يشعر وقتها ان أغلبية المصريين، يعتبرونه «المنقذ والمخلص»، الذى تمكن من كسر شوكة الإخوان، وأنهم ينتظرون قراره خوض السباق الرئاسى بفارغ الصبر، ليمنحوه فوزا ساحقا لا محالة على منافسيه، وبالتالى فإنه لم يجهد نفسه فى محاولة استمالتهم، لكنه اتجه مباشرة فى ختام إجابته إلى ذكر قول الحق: «والله غالب على أمره»، فى اشارة إلى طلبه العون من الله سبحانه وتعالى بأن يقف إلى جانبه عندما يتولى حكم مصر.

أما إجابته فى صيف 2016، فظهرت فيها جليا عبارة «إرادة الشعب»، التى كانت غائبة عنه فى خريف 2013، وهى عبارة تحمل فى مضمونها ارهاصات تغيير، حيث بدأ الرئيس يدرك أن زمن «المنقذ والمخلص» انتهى منذ صعوده إلى السلطة، وأنه الأن موظف عام بدرجة «رئيس جمهورية»، عليه أن يعمل لتحقيق طموحات الشعب، الذى له الحق الأصيل فى محاسبته إذا قصر فى إنجاز المطلوب منه.

هل بدأ الرئيس يستشعر القلق من الشعب فى منتصف ولايته الأولى؟ بالتأكيد والسبب تلك القرارات الاقتصادية الصعبة التى اتخذتها حكومته أخيرا، واعترافه بأن الرؤساء السابقين لم يقدموا عليها خشية غضب المواطنين، وكذلك بسبب عدم شعور الغالبية العظمى من الشعب، بأى ثمرة من ثمرات الرخاء وتحسن الأحوال التى وعد بتحقيقها خلال عامين فقط من توليه الحكم.

الرئيس الآن تحت الاختبار الشعبى، وإذا ما قرر الذهاب إلى ولاية ثانية، فيجب عليه الاستعداد جديا بكشف حساب حقيقى، يتضمن إجابات مقنعة عن جدوى المشاريع الكبرى، ورفع أسعار الكثير من الخدمات، وزيادة فواتير الاستدانة من الخارج، وموافقة حكومته على تسليم «تيران وصنافير» إلى السعودية، وأن ينتظر الإجابة عبر صناديق الاقتراع فى 2018، وليس قبلها!.
التعليقات