هل تنهى السعودية وباكستان علاقاتهما؟ - العالم يفكر - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 6:18 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هل تنهى السعودية وباكستان علاقاتهما؟

نشر فى : الأحد 27 ديسمبر 2020 - 9:30 م | آخر تحديث : الأحد 27 ديسمبر 2020 - 9:30 م

نشر موقع إيجبت إندبندنت مقالا للكاتبة Jennifer Holleis، تحدثت فيه عن توتر العلاقات بين السعودية وباكستان على إثر تقارب الأخيرة النووى مع إيران مما دفع بالسعودية إلى تقوية علاقتها مع الهند... نعرض منه ما يلى:
لم تكن الزيارة الأخيرة التى قام بها رئيس الأركان الهندى إلى المملكة العربية السعودية بمثابة خطوة هامة فى الحوار العسكرى بين البلدين فحسب ــ بل إنها أيضًا أرسلت إشارة قوية إلى باكستان المجاورة مفاداها: تحمل سياسات الرياض علامات لا يمكن إنكارها على أنها أصبحت تتخذ موقفا موازنا بين الهند وباكستان.
كان الاجتماع علامة بارزة أخرى فى العلاقات المتوترة بشكل متزايد بين المملكة العربية السعودية، القوة الاقتصادية العظمى فى الشرق الأوسط، وحليفتها باكستان المجهزة نوويًا ولكنها أقل شأنا من الناحية المالية.
قال جيمس دورسى، زميل أقدم فى مدرسة S. Rajaratnam للدراسات الدولية ومعهد الشرق الأوسط فى سنغافورة ومؤلف المدونة السياسية المشهورة «The Turbulent World of Middle East Soccer»، وفقًا لـ DW: «العلاقات الباكستانية السعودية كانت بالتأكيد معقدة طوال الوقت ولكن منذ عام 2015، عندما منع البرلمان الباكستانى الجيش الباكستانى من المشاركة فى الحرب فى اليمن، لم تصبح علاقاتها مع المملكة العربية السعودية سلسة».
لكن الصراع العسكرى فى اليمن ليس المنطقة الوحيدة التى تسببت فى خلافات بين السعودية وباكستان. ففى فبراير، توقعت باكستان أن تدعمها الرياض فى خلافاتها مع الهند بشأن أزمة كشمير، والتى أدت فى مايو إلى تجدد الاشتباكات بين الهند وباكستان. على إثرها، طلبت باكستان عقد اجتماع داعم مع مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامى. لكن المملكة العربية السعودية رفضت الطلب، وكررت باكستان طلبها مرة ثانية، مما أدى بدوره إلى مطالبة الرياض بقرض قيمته مليار دولار كانت قد أعطته لباكستان. سددت باكستان القرض بقرض جديد٬ لكن هذه المرة قرض من الصين.
وليس من المستغرب أن ترحب الصين صاحبة مبادرة الحزام والطريق بقرار البلاد تقديم مليار دولار لرئيس الوزراء الباكستانى عمران خان، الذى هو فى حاجة إلى حلفاء جدد.
لكن الخبراء يعتقدون أن بكين أيضًا فى حالة حذر دبلوماسية لأنها تحتاج إلى النفط السعودى. جيريمى جارليك، مؤلف كتاب «تأثير مبادرة الحزام والطريق الصينية: من آسيا إلى أوروبا» والأستاذ المساعد فى جامعة الاقتصاد فى براغ، مقتنع بأن الصين «ستنتهج سياسة الانتظار فى هذه المرحلة وتحاول ألا تشارك فى سياسات الشرق الأوسط لأطول فترة ممكنة».
يوافق الخبير جيمس دورسى على ذلك بقوله: «لا أعتقد أن السعوديين يستطيعون حقًا المفاضلة والاختيار بين الهند وباكستان، كما أن الباكستانيين لا يريدون الاعتماد على الصين أيضًا».
***
تمتلك المملكة العربية السعودية استثمارات كبيرة فى الهند، والتى تعد أيضًا مشتريا رئيسيًا للنفط السعودى. وهذا ما يفسر تضاؤل دعم السعودية لموقف باكستان بشأن كشمير. لكن يقول دورسى: «لكى نكون منصفين، كان السعوديون يساعدون الباكستانيين كثيرًا عندما احتاجوا إليها».
فالقرض الأولى البالغ قيمته مليار دولار كان جزءًا من حزمة 6.2 مليار دولار عندما احتاجت باكستان إلى السيولة للمساعدة فى مواجهة العجز التجارى المتصاعد فى البلاد وتراجع الاحتياطيات الأجنبية فى نوفمبر 2018. ووفقًا لوسائل الإعلام الباكستانية، تضمنت الحزمة 3 مليارات دولار فى شكل قروض و3.2 مليار دولار كتسهيلات ائتمانية نفطية تم تعليقها، فى مايو 2019.
ويضيف دورسى: «فى حين أن المملكة العربية السعودية قوة إقليمية عظمى، إلا أنها تحتاج أيضًا إلى باكستان نظرًا لقربها من أفغانستان وعدوها إيران. علاوة على ذلك، باكستان هى موطن لأكبر أقلية شيعية فى العالم».
من ناحية أخرى، يشكل الباكستانيون ثانى أكبر مجموعة من المهاجرين فى المملكة العربية السعودية. وعلى الرغم من حقيقة أن الرياض قد أعادت بالفعل عشرات الآلاف من العمال (معظمهم من الذكور، أصحاب حرف يدوية أو كما يطلق عليهم ذوو الياقات الزرقاء)، فإن الأموال التى يحولها المهاجرون المتبقون إلى بلادهم – باكستان ــ لها تأثير كبير على الاقتصاد الباكستانى.
بالإضافة إلى مصادر التوتر هذه، قال رئيس الوزراء الباكستانى خان لوسائل إخبارية إقليمية إنه تعرض لضغوط من دولتين عربيتين «لتطبيع العلاقات مع إسرائيل». أولئك الذين يعرفون الجغرافيا السياسية للمنطقة يعرفون أن خان يشير على الأرجح إلى الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
تواصلت (دويتشه فيله) DW مع السفير الباكستانى فى ألمانيا للتعليق لكنها لم تتلق أى رد!!
إعداد: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى:من هنا

التعليقات