هدايا نويل ليست بالمجان - محمد مكى - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 2:22 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هدايا نويل ليست بالمجان

نشر فى : السبت 29 يناير 2022 - 6:00 م | آخر تحديث : السبت 29 يناير 2022 - 6:00 م
تتحدث كثير من التقارير عن التعافى فى 2022 مقارنة بالعامين الماضيين وقت اشتداد الجائحة، دون إنكار أننا فى عالم أصبح يموج بالكوارث الطبيعة والتغييرات السياسية، تجعل من يعتقد أنه سيتحصل على هدايا مجانية والعودة إلى ما قبل الكوفيد 19 يعيش فى عالم موازٍ، فالغاز والتضخم وأسعار الفائدة ونقص سلاسل الإمداد، ملفات سوف تؤثر على حياة الجميع فى العام الجديد، فالعشرية الثالثة فى القرن الحالى تشهد بوادر اختلاف على مستوى الجغرافيا والتحالفات والدخول المالية للأفراد والمجتمعات أصبح بعضها سلبيا بعد تحقيق قفزات سابقة، وصلت إلى 8% نموا فى بلاد نامية.

مصر من حسن الطالع تدخل العام الجديد تخالف الاتجاه مع تخفيض صندوق النقد لآفاق النمو العالمى: فقد خفض صندوق النقد الدولى توقعاته للنمو العالمى هذا العام إلى 4.4% مقارنة بـ 4.9% فى تقرير أكتوبر، إذ رفع صندوق النقد توقعاته للنمو فى مصر إلى 5.6% فى العام المالى 2022/2021، مقارنة بـ 5.2% توقعها فى أكتوبر. وإن كان الأمر إيجابيا على مستوى الأرقام.. فهل تنعكس ثمار النمو على حياة الناس، دون إنكار مصاعب المعيشة التى أصبح الجميع يكتوى بنارها، ووصولا إلى طبقة من أصحاب الأعمال انضمت إلى طابور الشاكين بعد أن عاشت طويلا على معدلات ربحية مرتفعة وأصبحت ثرية فى مجمتع ودولة فقيرة.

لاشك أننا كمصريين اكتسبنا بعض المرونة فى التعامل مع الأزمات، خاصة فى السنوات التالية لما بعد سنوات 25 يناير 2011، وما حدث من تغييرات اقتصادية من رفع الدعم وتحرير للعملة وتراجع للسياحة، وما ترتب عليها من تغييرات فى نمط الحياة الاقتصادية، لكن المؤكد أن المجابهة والتحمل لن يكون بنفس القوة فى الفترة القادمة، ولو استبعدنا العنصر الخارجى وهو الأمر الوارد بشدة، حيث ساهم جزء كبير من المساندة الخارجية من منح وودائع واقتراض دولى فى امتصاص جزء من المصاعب، حتما الحاضر يؤكد أن ذلك لن يكون بنفس الكفاءة السابقة، وما يحدث من تقلبات فى سوق الفائدة والنفط وتغييرات على مستوى التحالفات تجعل ما حدث من مساندة خارجية مدفوعة الثمن لن يكون متاحا مستقبلا.

ما نملك من مخزون عقارى ضخم وفخم وتنوع سياحى وافتتاحات واكتشافات كبرى فى كثير من المجالات مرتكزات لابد أن تحقق عوائد فى العام الجارى، تساعد فى تحقيق وفرة مالية، تعوض إنفاقا ماليا كبيرا فى السنوات الماضية التى فاقمت الديون، وعدم تسويق المنتج المصرى لتلك المجالات بصورة جيدة سيكون انتكاسة خلال العام الجديد فى ظل متطلبات ضاغطة وعالم منشغل كله بذاته.

فى فترات تاريخية كان يستلزم من يريد النفوذ والسيطرة بسط كثير من العطايا تحت مسميات مختلفة، لكن الواقع الجديد وما أفرزه يجعل شعار «أنا أولا» يضرب هدايا نويل فى مقتل.

ختامًا الاستفادة من كل مورد وتوظيفه بشكل سليم العام الحالى وسداد الالتزامات على مستوى الشركات والدولة والبعد عن الجدولة، يجنبنا تعثرا نحن فى غنى عنه، وفقد أصول بنيت من دماء المصريين، وحقا للقادمين أن نترك لهم شيئا يرتكزون عليه، ولا نكون من (الذين ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى الحياة الدنيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعا).

 

التعليقات