رجال جماعة لا رجال دولة - أشرف البربرى - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 12:31 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رجال جماعة لا رجال دولة

نشر فى : الخميس 29 أغسطس 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الخميس 29 أغسطس 2013 - 8:00 ص

أكدت المحنة التى وضعت جماعة الإخوان المسلمين نفسها ومعها مصر بالكامل فيها أننا أمام جماعة تفتقد إلى رجال الدولة وإن لم ينقصها رجال الجماعة المستعدين للتضحية بالنفس والنفيس من أجل الجماعة وأفكارها وطموحاتها.

فالجماعة التى قدمت رجالها لكل المناصب المتاحة فى البلاد خلال العامين الأخيرين بدءا من رئاسة الجمهورية وحتى رئاسة الأحياء، فشلت فى تأهيل هؤلاء الرجال ليصبحوا رجال دولة.

فرجال الدولة عندما يواجهون الملاحقة القضائية بأى اتهامات صحيحة كانت أو مفتعلة لا يختبأون انتظارا للقبض عليهم وإنما يرتدون أفضل ما لديهم ويذهبون إلى النيابة بصحبة بعض أنصارهم أو أقاربهم ليحجبوهم عن كاميرات الإعلام. رأينا هذا المشهد كثيرا مع رموز نظام المخلوع حسنى مبارك رغم كل ما ارتكبوه من أخطاء وخطايا.

ولكن ما نراه الآن هو أن أجهزة الأمن تلقى القبض على قيادات جماعة الإخوان المسلمين ومنهم الوزراء والنواب وموظفون بالرئاسة داخل مخائبهم. هذه المشاهد التى تختار أجهزة الأمن شكلها وتوقيت إذاعتها تخصم كثيرا من رصيد هذه القيادات لدى الشارع وتجعلهم أقرب إلى أعضاء وقيادات التنظيمات غير الشرعية منهم إلى رجال الدولة الذين يواجهون اتهامات قد يبرأهم منها القضاء.

ثم جاءت الطامة الكبرى عندما خرج علينا عضو مجلس الشعب بالانتخاب وعضو مجلس الشورى بالتعيين وعضو المجلس القومى لحقوق الإنسان محمد البلتاجى بتسجيل فيديو تبثه قناة الجزيرة على طريقة تسجيلات أسامة بن لادن وأيمن الظواهرى ليعمق إحساس الرأى العام بأن جماعة الإخوان المسلمين ليست إلا تنظيمات يعيش فى الظلام ويعمل تحت الأرض.

من قال إن رجلا بكل المناصب التى تولاها البلتاجى يمكن أن يكون مفيدا لأى قضية وهو هارب مختبئ يرسل تسجيلات فيديو يتكلم فيها كثيرا ولا يقول جديدا.

كل هذا يؤكد حقيقة أن جماعة الإخوان المسلمين وبعد 80 عاما من العمل خارج أطر القانون وبعيدا عن النور تحتاج إلى سنوات طويلة حتى تتحول إلى كيان قادر على العمل من داخل الدولة وفى إطار العلانية والشفافية. ولكن قبل هذا يجب أن تعترف الجماعة بحاجتها إلى هذه النقلة وهو اعتراف يبدو بعيد المنال لأنها جماعة تعشق الانغلاق على الذات وتقمص شخصية الضحية التى تعيش محنة لا تنتهى.

إذا أراد الإخوان تجاوز أزمتهم الحالية وتفادى سيناريوهات العودة إلى زمن الملاحقة والمطاردة والعمل السرى الذى لن يحقق لهم ما حققه فى الماضى فعليهم إعداد جيل من «رجال الدولة» وليس «رجال جماعة» لأن الفرق بين الفئتين كبير. فقيادات الجماعة لم تعد قادرة على هذه التحولات. فمن عاش ستين عاما يعمل تحت الأرض وولائه لجماعة وليس لدولة لن يستطيع العمل كرجل دولة أبدا. لذلك فالأمل فى الأجيال الشابة من الإخوان الذين يمكن تأهيلهم بصورة مختلفة تناسب طبيعة مصر الجديدة.

التعليقات