درس الرئيس للشعب فى شرم الشيخ: بكام ومنين؟ - حسام السكرى - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 1:53 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

درس الرئيس للشعب فى شرم الشيخ: بكام ومنين؟

نشر فى : السبت 29 أكتوبر 2016 - 9:30 م | آخر تحديث : السبت 29 أكتوبر 2016 - 9:30 م
فى مايو من عام 2014 وفى آخر حديث أجرى قبل الصمت الانتخابى، تحدث المرشح الرئاسى عبدالفتاح السيسى عن بعض أفكاره الطموحة بحماس بالغ وهو يضم قبضته فى الهواء: «أنا بقولك هاعملك شبكة طرق فى خلال سنة تمسك مصر كده.. أنا بقول.. أه أومال إيه؟ أنا عارف أنا باقول إيه».

بشكل عفوى صدر عن الصحفى أحمد موسى سؤال مباغت بدا أنه لم يعد سلفا: «إزاى ومنين؟» ارتخت قبضة المرشح وبدا أنه يفكر وهو يحاول الإجابة: «إزاى؟.. ده ممكن.. ومنين؟.. ده ممكن».



قبلها بنحو أسبوعين أجرى المرشح أول لقاءاته المتلفزة مع الصحفى إبراهيم عيسى والإعلامية لميس الحديدى. تحدث عن خطة طموح لتركيب المصابيح الموفرة، اجتهد المحاوران فى فهم آلية التنفيذ فسأل عيسى: أنا عايز أعرف المواطن هيحط اللمبة إزاى؟ أجاب السيسى: ده هيبقى برنامج حاسم. معنديش فرصة إن الناس.. يبقى تصرف ذاتى.. لا لا.. عقب إبراهيم: بس انت مش هتعتمد عليه يركبها.. هتخش تركب له اللمبة.. أجاب السيسى: نعم.. نعم.. نعم.. نعم.. نعم (خمس مرات).


رغم رفض السيسى فى هذه المرحلة المبكرة من تاريخه السياسى لعمل حوار رئاسى حول برنامجه، بل ولتقديم برنامج من الأساس، إلا أنه كان مدركا كمرشح لأعلى منصب تنفيذى فى البلاد لحقيقتين مهمتين: الأولى أنه مسئول عن إيجاد الحلول، والثانية أنه مطالب بتنفيذها.

عامان فى السلطة يبدو أنهما أثرا بشكل جذرى على فهم الرئيس لدوره. بدا ذلك واضحا فى أحاديثه فى مؤتمر الشباب الوطنى الأول فى شرم الشيخ. لم يعد الرئيس مسئولا عن الفكر والتنفيذ، وبدأ يطرح على من اختاروه نفس الأسئلة التى ووجه بها عندما كان مرشحا.

فى ندوة التعليم لم يطرح الرئيس فى مداخلته حلا، أو رؤية، أو خطة من أى نوع. وإنما رد على أطروحات حل المشكلة بحزم قائلا: بكام؟ ومنين؟ ثم أضاف «من فضلكوا يا كل المصريين لازم تتعلموا كلمة بكام ومنين. الفكرة اللى حضرتك تتطرحها لازم يكون بينك وبين تنفيذها جسر قابل للعبور عليه. اللى فى مصر دول ولادى وعاوزهم أحسن حاجة. بس إزاى؟ بس أعمل كده أزاى؟».



بكام؟ منين؟ إزاى؟ كلها أسئلة مهمة، لكن هل تطرح بشكل منهجى فى كل المناسبات، وتحديدا عند إنفاق موارد الدولة على مشروعات بلا جدوى، أو عند توريط أجيالها المقبلة فى الديون؟ هل طرحت مثلا فى المكالمة الهاتفية التى أجراها الرئيس مع الفريق مميش، ووافق فيها على حفر تفريعة قناة السويس، التى اكتشفت الحكومة بعد افتتاحها أن مليارات الدولارات التى انفقت ضاعت هباء بل وانخفضت عائدات القناة وهو ما توقعه معارضو المشروع منذ اليوم الأول؟

http://www.almasryalyoum.com/news/details/991729

هل سألنا «بكام ومنين؟» عندما اتخذت قرارات بناء العاصمة الجديدة، أو شراء طائرات الرافال، أو حاملات الميسترال، أو ما سمى بأسطول الطائرات الرئاسية؟ هل طرحت عند مناقشة إنشاء مفاعل الضبعة النوى وكيفية سداد القرض الروسى الذى تبلغ قيمته 25 مليار دولار؟

هل سألنا «بكام ومنين؟» عندما أنشأنا تسعة عشر سجنا جديدا بعد ثورة خمسة وعشرين يناير؟ أو عندما قيل إن الداخلية عازمة على إنشاء مجمع سجون فى الأقصر بتكلفة ألف وخمسمائة مليون جنيه؟

تعلمنا أن نسأل مع الرئيس «بكام ومنين؟» ولكننا نريد أيضا أن نعرف متى سيصبح المستقبل أولوية؟ وإلى متى سننتظر؟

عندما يقول الرئيس إن إصلاح التعليم سيحتاج خمسة عشر عاما من العمل، فإن هذا لا يعنى تسويف المسألة أو رفع التعليم من قائمة الأولويات، بقدر ما يعنى أننا ينبغى أن نبدأ اليوم قبل غد.
التعليقات