عندما زارتني مدام هبة في المنام - حسام السكرى - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 6:33 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عندما زارتني مدام هبة في المنام

نشر فى : السبت 28 مارس 2020 - 9:05 م | آخر تحديث : السبت 28 مارس 2020 - 9:05 م

رأيت اسمها في بوست عابر على فيسبوك في تعليق كتبه طبيب يشكو فيه من نقص أدوات الوقاية والتطهير من قفازات وكمامات. ردت عليه مدام هبة: "تم تحويلكم للتحقيق بتهم الإساءة وترويج الشائعات".

يومها سهرت كثيرا لأتابع أخبار جائحة الكورونا. شعرت بالتعب فوضعت يدي على المكتب وأسندت رأسي ورحت في النوم. استيقظت على "زغدة" في الكتف. فتحت عيني وإذا بها أمامي. هي مدام هبة بشحمها ولحمها تحمل شنطة خضار وتمسك بعصا طويلة تزغدني بها على البعد: "معلش يا أستاذ هنحتاج المكتب.. بس خليك مرتاح". جاء عاملان وجذبا المكتب من الجهتين فامتد عدة أمتار كما لو كان قطعة من العجين. جلست هبة على مبعدة مني بنحو مترين وإلى يميننا ويسارنا جلس شخصان آخران حافظا على نفس المسافة. رفعت رأسي في دهشة وتساءلت:
- هو فيه إيه حضرتك ده مكتب خاص؟
- معلش يا أستاذ استحملنا شوية دي حالة طوارئ. محتاجين نعمل مؤتمر صحفي على السريع كده.

نظرت لمدام هبة فلمحت جناحين صغيرين كأجنحة الملائكة على ظهرها تحت عظمة الكتف. تساءلت إن كانا سيحملانها بالفعل لو طارت من غرفتي إلى وزارة الصحة. سألتها:
- ممكن حضرتك توضحي لي باختصار عشان احتمال اصحى قبل ما تبدأوا المؤتمر؟
- لما الدكتور أحمد كتب في الفيس على نقص الماسكات والجاوانتيات أنا ما خلصنيش. فكلمت.. والا بلاش اقولك كلمت مين عشان هيشطبوهالك في الجرنان. المهم يعني كلمته فقال لي ما يصحش نسيب دكاترتنا كده يا هبة. وطلع قرار بتشكيل لجنة عليا لمكافحة الأوبئة كلفها بوضع استراتيجية وطنية، وأصدر تعليمات بعمل مؤتمر صحفي يومي للمتابعة.
- كل ده عشان دكتور أحمد؟
- الموضوع مش دكتور احمد بس. دي حرب يا أستاذ. توفير كل مستلزمات القطاع الطبي وتشجيع القطاع الخاص والإنتربرينورز على استحداث أو تطوير بدائل لما لا يتوفر منها أولوية، لكن الاستراتيجية بتغطي حاجات كتير عشان نطور خبراتنا. الأمر ما يسلمش. النهاردة كورونا وبكرة إيكا.. حد عارف؟!
- طب وأجهزة التنفس وسراير الرعاية؟ ده اللي بيفرق بين بلد والتانية.
- احنا ماشيين في أكتر من سكة. المصانع الحربية هتفتح خطوط إنتاج وفيه اتصالات مع شركات أجنبية نفتح لهم خطوط عندنا. ده غير مبادرات أقسام الهندسة الطبية في الجامعات ومسابقات المبتكرين لتصميم بدائل.
- ومراكز العزل؟ حضرتك عارفة ان بعض المشتبه في إصابتهم بيخافوا يبلغوا وبعضهم هربانين.
- هتتحدث هي ومراكز الكشف والاستقبال. وهنعمل حملة إعلامية تعرضها للناس وتوريهم إنها مجهزة بشكل لائق وتوضح إن لجوءهم لها بيضمن لهم الشفاء ولأهلهم السلامة.
- هتعلنوا الاستراتيجية؟
- بص يا أستاذ. إيد لوحدها ما تسقفش. عشان تكسب حرب لازم الشعب يكون في ضهرك. لازم يفهم ويشارك عشان هنحتاج متطوعين كتير. فيه برامج تدريب عاجلة مجهزينها لآلاف من طلبة كليات الطب والأسنان والصيدلة وكل المهن الطبية علشان يشاركوا في رعاية المصابين اللي محتمل عددهم يزيد بشكل كبير. دي استراتيجية مكتوبة، هنعلنها وننشرها ونناقشها.
- طب وال..
- ما تقلقش خالص. آخر النهار هنكون قللنا التكدس في السجون وطلعنا كل اللي ما بيشكلوش خطورة من كبار السن والمرضى والسياسيين والمحتجزين لفترات طويلة بدون محاكمة. كله في الخطة. حضرتك بس كمل الحلم وأول ما تصحي هتلاقيها في الجرايد.
- يعني مش هتححقوا مع دكتور أحمد؟
- تحقيق إيه يا راجل عيب ده هياخد نيشان. بعد إذنك نبدأ المؤتمر.

التعليقات