نتنياهو يتراقص على الصفقات - طلعت إسماعيل - بوابة الشروق
الثلاثاء 1 يوليه 2025 10:33 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

من أفضل فريق عربي في دور المجموعات بمونديال الأندية؟



نتنياهو يتراقص على الصفقات

نشر فى : الإثنين 30 يونيو 2025 - 7:00 م | آخر تحديث : الإثنين 30 يونيو 2025 - 7:00 م

يضغط الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لإبرام صفقة تفضى إلى وقف إطلاق النار فى غزة، تتضمن إفراج حركة حماس عن المحتجزين الإسرائيليين، فى ظل استمرار حرب التجويع والقتل على الرغيف التى تمارسها قوات الاحتلال ليلًا ونهارًا ضد الفلسطينيين فى القطاع.
لكن السؤال الجوهرى: هل هناك فرصة حقيقية لإبرام صفقة تضمن الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية؟

 


ترامب يكرر دعوته على منصته الخاصة «تروث سوشيال»، قائلًا: «أبرموا صفقة فى غزة.. استرجعوا الرهائن!».
لكن هل يستجيب حليفه، رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، لاتفاق يُخرجه من لعبة التراقص بين الجبهات: من إيران إلى غزة، مرورًا بجنوب لبنان، ووصولًا إلى الحوثيين فى أقصى الجنوب؟
يجيد نتنياهو الرقص على الحبال، ويتقن لعبة التوازن التى تضمن بقاءه فى قمرة القيادة.. هو لا يريد السلام، بل يريد «سلامه الخاص»، وهو مستعد للرقص على أكثر من جبهة ما دامت النار لم تصل إلى ثيابه، كما يردد خصومه.
وهنا يبرز السؤال بصيغة أخرى: هل نحن أمام لحظة نضج لصفقة تبادل ووقف إطلاق نار أم أننا بصدد جولة جديدة من المناورة الإسرائيلية المعتادة؟
فى الواقع، يواجه نتنياهو مجموعة ضغوط داخلية وخارجية تدفعه تارة نحو الصفقة، وتعيده تارة أخرى إلى المماطلة.
داخليًا، يواجه رأيًا عامًا قلقًا بشأن مصير الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس منذ هجوم 7 أكتوبر 2023، وفشل حكومته فى إعادتهم رغم ما ألحقه جيشه من دمار واسع بقطاع غزة.
أهالى المحتجزين لا يزالون يتظاهرون فى شوارع تل أبيب ومدن أخرى، مطالبين بإبرام صفقة تُعيد أبناءهم أحياء.
فى المقابل، يخشى نتنياهو إبرام صفقة قد تفجر تحالفه مع رموز اليمين المتطرف مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، اللذين يعارضان أى اتفاق «يبقى حماس فى غزة»، وهو ما قد يؤدى إلى إسقاط حكومته وفتح الباب أمام محاكمته بتهم الفساد.
خارجيًا، لا يواجه نتنياهو فقط ضغوط واشنطن، بل أيضًا انتقادات أوروبية متصاعدة تتحدث عن «جرائم حرب» فى غزة، وضرورة وقف عمليات القتل والتجويع المتعمد لطالبى المساعدات الإنسانية.
المنظمات الدولية تجد نفسها عاجزة أمام ما وصفه مراقبون بأنه أوسع عملية إبادة لشعب أعزل فى القرن الحادى والعشرين.
ومع كل هذا التاريخ الطويل من المناورات الذى يميز نتنياهو منذ ثلاثة عقود، تشير المعطيات الميدانية إلى انفراجة نسبية فى جبهة غزة، قد تفضى إلى اتفاق مرتقب يتضمن هدنة لمدة 60 يومًا، على أمل الانتقال إلى مرحلة سياسية لاحقة، بحسب تصريحات وزير الخارجية المصرى الدكتور بدر عبدالعاطى.
الهدوء النسبى الذى أعقب وقف التصعيد الإيرانى - الإسرائيلى، وتكثيف الوساطة الثلاثية (الولايات المتحدة، مصر، قطر)، وتصريحات أمريكية متزايدة تطالب بـ«تسوية شاملة تبدأ بالإفراج عن الرهائن»، والحديث عن زيارة مرتقبة للمبعوث الأمريكى للشرق الأوسط ستيف ويتكوف للمنطقة، كلها مؤشرات تعزز احتمال التوصل إلى صفقة.

لكن.. هل حماس جاهزة للتوقيع؟
الإجابة بنعم قد تكون مضللة. فالحركة لا تزال تتمسك بشروط واضحة: وقف دائم للعدوان، انسحاب كامل للجيش الإسرائيلى، وصفقة تبادل شاملة للأسرى.
فى المقابل، تصر إسرائيل على شروط أمنية صارمة، أبرزها إبعاد قادة حماس من غزة وتفكيك بنيتها العسكرية والسياسية.
نتنياهو يبدو محاصرًا بين ضغط الداخل ومطالب الخارج، لكنه لا ينوى، على الأرجح، الرضوخ الكامل للضغوط إسرائيلية كانت أم أمريكية.
سيحاول المناورة، كالعادة، لتقديم «تنازل محدود» يرضى واشنطن دون أن يغضب شركاءه اليمينيين أو يضعف صورته الأمنية أمام أنصاره.
نعم، قد يقبل نتنياهو بصفقة، لكن وفق شروط تحفظ له ماء الوجه، وتضمن ألا تحظى حماس بأى نصر معنوى.. وإلا «انهار المعبد فوق رأسه».

التعليقات