1ــ هل تقييم موسيمانى بعدد البطولات
التى حققها أم بفلسفته الفنية فى إدارة مباريات الفريق؟
2ــ هل صفقة بيرسى تاو وميكيسونى ناجحة
.. وهل يكفى التألق فى مباراة والغياب فى مباريات؟
3ــ من المسئول عن ضم لاعبين للفريق لا يلعبون
.. وما هى المهارات المطلوبة فى لاعب الأهلى؟
4ــ هل جرى تحليل حقيقى للفوز الكبير
على سطيف ثم التعادل معه بصعوبة هناك؟!
5ــ هل تصلح فكرة «امتصاص حماس الخصم»
القديمة لفريق بطولات مثل الأهلى؟!
6ــ هل يحتاج الفريق إلى تدعيم بعض
المراكز بلاعبين وصفقات جيدة وجديدة؟!
** مبروك للوداد الفوز ببطولة أفريقيا، وقد كان الفريق الافضل فى المباراة النهائية، وهارد لك للأهلى، ليس فقط لفقدان اللقب القارى ولكن لخسارته فرصة التتويج به للمرة الثالثة على التوالى مسجلا رقما قياسيا.. وما جرى عموما هو جرس إنذار ضرب ودق منذ فترة على المستويين المحلى والقارى فنيا وإداريا.. فالكرة المغربية اليوم فازت بثلاثة ألقاب هذا الموسم وهى دورى الأبطال والكونفدرالية والسوبر. كما نجحت فى إدارة ملف المباراة النهائية حتى لو نوافق عليه، وقد تحدثنا عنه هنا فى مقالات متتالية وطرحنا أسئلة ولم يكن لها إجابات من جانب الكاف، وأقدر الأجواء الصعبة التى خاض بها الأهلى اللقاء، واقدر غياب العدل من جانب الاتحاد الأفريقى إلا أن ذلك كله لا يبرر ولا يفسر خسارة الأهلى للقب.. فالشماعة لا تتسع، وعدم رؤية الواقع الفنى للفريق خطأ كبير.
** أدار وليد الركراكى مدرب الوداد المباراة النهائية بصورة جيدة جدا لاسيما فى ربع الساعة الأولى التى شهدت ضغطا من خمسة لاعبين على دفاع الأهلى وثلاث تسديدات، واحدة أصابت العارضة وواحدة مرت بجوار القائم والثالثة أصابت مرمى الشناوى، وحارس الأهلى بالمستوى المعروف عنه كان يمكنه أن يكون صاحب أداء أفضل فى كرة الهدف الأول. نعم كانت بداية قوية وصحيحة للوداد، مقابل بداية خطأ وضعيفة للأهلى الذى لم يرد على الضغط العالى بأى وسيلة. والبداية الخطأ، كانت نتيجة تصور تكتيكى ضعيف من موسيمانى للنهائى، وربما كان الجنوب إفريقى أسيرا لفكرة تقليدية قديمة، باتت فلسفة بليدة، وهى «امتصاص حماس الفريق الخصم». فتكون النتيجة هى رفع راية التراجع قبل اللعب، ورفع راية التراجع من بداية اللعب..!
** هكذا لعب الأهلى ولعب موسيمانى، بتشكيل خطأ، وبطريقة خطأ، وببداية خطأ، وبتكتيك خطأ، وحتى التغيير كان خطأ وفى توقيت خطأ. وأضف إلى ذلك غياب 6 أو 7 لاعبين من الفريق عن مستواهم وبالتالى غياب الشخصية. وعندما فاز الأهلى على سطيف كان السر هو المبادرة بالشخصية وبالهجوم، بجانب ضعف قدرات الفريق الجزائرى، وهو ما أشرنا إليه فى حينه، بينما الأمر يختلف كليا عن المباراة النهائية مع الوداد الذى لعب 39 مباراة بمختلف المسابقات خلال الموسم الحالى، وفاز فى 27 وتعادل فى 7 وخسر 5. ومسلح بلاعبين يملكون مهارات الكرة الحديثة التى تناسب تعقيدات اللعبة وصعوبتها من قوة وأطوال وسرعات.
** البداية الخطأ، عالجها موسيمانى متأخرا. وكانت تغييراته رد فعل للنتيجة فقط، وهو أمر وارد حين يكون فارق الصراع بين الفريقين قليلا، لكن مع وجود خلل واضح فردى وجماعى ومرتبط بالطريقة والتشكيل وحالة لاعبين كان واجبا الإسراع بالتغيير، وهو ما كان يفعله مانويل جوزيه مثلا فى بعض المباريات دون انتظار لهدف يهز مرمى الفريق. والواقع أنه فى الشوط الأول لم يبدأ الأهلى فى تجاوز خط منتصف الملعب سوى فى الدقيقة 18، وسدد طاهر كرة فيها ملامح الهجوم فى الدقيقة 21 وضاعت فرصة تهديف من ياسر إبراهيم فى الدقيقة 24 بضربة رأس مرت بجوار قائم التكناوتى حارس الوداد. وكان استحواذ الأهلى أكبر لكنه بلا فائدة للدفاع القوى للوداد. ولنقص الإيجابية من اللاعبين، بمعنى الإنتاج الحقيقى، فنرى بيرسى تاو يتحرك يمينا وشمالا ويبدو تائها، لا يدرى ماذا يفعل، ولا يحسن السيطرة على الكرة أمام قوة الالتحام. وحمدى فتحى وديانج غير قادرين وحدهما على السيطرة فى وسط الملعب أمام خمسة أو أربعة لاعبين من الوداد، وعلى معلول لا يجد مساندة دفاعية تغطى اندفاعه للأمام إن حدث، وحسين الشحات يشاهد من جناحه المباراة، وعبدالقادر لا يجد زميلا له بجواره يمرر له الكرة فيمضى بها ويخسرها، وهانى يكفيه الإحساس بالمسئولية الجسيمة عن الهدف الثانى الذى قتل المباراة..!
** الأهلى مطالب بتقييم الموقف الفنى للفريق وللمدرب بعمق وبتحليل علمى ودقيق، ولا يمكن إنكار شجاعة الاتجاه للتعاقد مع المدرب الجنوب أفريقى كخطوة غير مسبوقة ولكن حسنا فعل النادى حين أعلن عبر موقعه الرسمى: «بأن مجلس الإدارة لم يدع لأى اجتماعات طارئة لمناقشة أى أمور تخص الفريق الأول لكرة القدم بالنادى بعد خسارة لقب دورى أبطال أفريقيا .. وهذا البيان جزء مهم من تقييم موقف الفريق بعمق ودون انفعال غير مدروس.. لكن فى هذا السياق هل التقييم يخضع للنتائج والبطولات التى حققها هذا الجهاز وهذا الجيل؟ أم لمستوى الأداء محليا وقاريا وفلسفة اللعب؟
** التقييم على البطولات فى مصلحة موسميانى فهو الفائز ببطولتى أفريقيا مرتين فى عامى 2020 و2021، ومنذ أن تولى تدريب الفريق فى أكتوبر 2020، بعد رينيه فايلر، فاز معه بكأس مصر ثم السوبر الأفريقى مرتين ليرفع رصيده من البطولات إلى خمسة مع الأهلى.. وفى المقابل عانى الأهلى فى طريقه للمباراة النهائية ولم تكن نتائجه وعروضه عامة جيدة وفى الدورى عانى أيضا ولعب 4 مباريات دون أن يحقق الفوز حتى هزم إنبى فى اللقاء الخامس بصعوبة.
فهل يكفى ذلك أم أن هناك معايير أخرى للتقييم؟
** هل الأمر يستحق مراجعة التعاقدات والصفقات التى كلفت الأهلى أموالا طائلة ومنهم لاعبون يتفرجون على المباريات دون فرص لعب أو تجربة؟ فمن الذى قام بالاختيار؟ ومن صاحب قرار التعاقد؟ هل يقارن لاعب مثل بيرسى تاو بلاعب مثل جاى مبينزا؟ هل يكفى للاعب محترف فى الأهلى أن يتألق فى مباراة أو مباراتين ثم يخفت فى مباريات ويختفى؟ هل يكفى أن يسجل ميكسونى هدفين فى مباراة ثم يجلس أمام شاشة التليفزيون يتابع فريقه وهو يلعب؟ هل يحتاج الأهلى دعما لبعض المراكز أم لا يحتاج؟
** تلك أسئلة يجب أن تدرسها إدارة الكرة فى الأهلى..