أصوات نور (19).. الشيخ محمود البربري قارئ سعد زغلول وعدو الإنجليز - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 1:13 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أصوات نور (19).. الشيخ محمود البربري قارئ سعد زغلول وعدو الإنجليز

عبدالله قدري
نشر في: السبت 1 مايو 2021 - 11:37 ص | آخر تحديث: السبت 1 مايو 2021 - 11:37 ص

تواصل «الشروق» نشر حلقات سلسلة أصوات من نور، وفي هذه الحلقة، نستعرض ملامح من حياة القارئ الشيخ محمود البربري أحد الأعلام البارزين في مجال دولة تلاوة القرآن الكريم.

 

وكان الشيخ محمود البربري هو القارئ الخاص للزعيم سعد زغلول، وكان سعد زغلول لا يرتاح لسماع أحد غيره، حتى أن الشيخ كان يلقب نفسه بأنه "مقرئ سعد زغلول".

 

ويقول الكاتب الصحفي الراحل محمود السعدني في كتابه "ألحان من السماء"، أن البربري كان القارئ الوحيد الذي لم يكن يلحن في تلاوته، وكان يقرأ القرآن وكأنه يتحدث، وكان يصف تلاوته بأنها القراءة الشرعية الصحيحة.

 

ولصلته القوية بالزعيم سعد زغلول، اعتقله الإنجليز لأنه صديق لسعد زغلول، وأنه كان يؤدي له خدمات وطنية، وكان الإنجليز على حق، إذ كان الشيخ البربري يخفي كل مساء وهو خارج من بيت الأمة آلاف المنشورات تحت ردائه الديني الفضفاض، وذات مساء اكتشف الإنجليز السر عندما كان الشيخ البريري، يجتاز بوابة "بيت الأمة" وقد نسي إحكام إغلاق جبته وانهالت من داخله مئات المنشورات على الأرض.

 

وفي السجن كان الشيخ البربري يجمع حوله كل المسجونين بتهمة الوطنية، ويظل الساعات الطوال يقرأ لهم القرآن حتى أقل ذلك خاطر الإنجليز فحبسوه في زنزانة منفرة، ولكن ذلك لم يمنعه من قراءة القرآن في الزنزانة وبصوت أعلى ليتمكن كل من في السجن من سماعه.

 

وظل الشيخ البربري يقرأ في ذكرى سعد كل عام حتى مات، وربح في حياته كثيراً ولم يترك خلفه شيئاً، وعندما نفي سعد زغلول إلى مالطة، قدن الرجل نفسه لسلطات الاحتلال طالباً نفيه مع الزعيم ليقرأ له هناك، وبالطبع رفضت سلطات الاحتلال طلبه.

 

ومات الشيخ البربري، بعد عمر طويل، وكان على رأس المشيعين لجنازته مكرم عبيد، فقد كان تلميداّ له في أيام ما قبل الثورة.

 

ويقول السعدني، إن مكرم عبيد كان يقرأ القرآن على طريقة البربري، حيث لم يكن للشيخ تلاميذ سوى رجلين هما مكرم عبيد والآخر الشيخ سعيد نور.

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك