في مذكراته لرجاء النقاش.. نجيب محفوظ: عملان فقط ظهرا بصورة ناقصة.. وليس عندي أصولهما لأعيد نشرهما كاملين - بوابة الشروق
الإثنين 17 يونيو 2024 12:00 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في مذكراته لرجاء النقاش.. نجيب محفوظ: عملان فقط ظهرا بصورة ناقصة.. وليس عندي أصولهما لأعيد نشرهما كاملين


نشر في: الجمعة 1 سبتمبر 2023 - 7:17 م | آخر تحديث: الجمعة 1 سبتمبر 2023 - 7:17 م

الكاتب الكبير «نجيب محفوظ» رفض بإصرار أن يكتب سيرته الذاتية، لكن نجح الناقد الكبير «رجاء النقاش» فى إقناعه بأن يحكيها له بدلا من كتابتها. وعلى مرّ 18 شهرًا من أغسطس 1991 روى محفوظ سيرة حياته للنقّاش مسلّطًا الضوء على جوانب عديدة من شخصيته كان أغلبها بمثابة مفاجآت لقرائه ومحبيه.
وفى هذا الكتاب «مذكرات نجيب محفوظ» الصادر عن دار الشروق، يدلى الكاتب الكبير برأيه فى كل صغيرة وكبيرة عن الأدب والسينما والسياسة فى مصر، فيصف مراحل طفولته وتجارب شبابه، ثم يتناول رواياته التى أثارت أزمات صحفية وسياسية، كما يدلى بآراء صريحة فى زعماء مصر منذ سعد زغلول إلى الآن، وكذا قصته مع جائزة نوبل وأثرها فى حياته.
قبل أن يختتم «النقّاش» كتابه باستعراض محاولة اغتيال «محفوظ» وملابسات الحادث والقضية، هذا وغيره الكثير من الأسرار التى نشرت لأول مرة تجده فى الكتاب الذى يمثل سيرة ذاتية غير رسمية لـ«نجيب محفوظ».
وفى الفصل الذى حمل عنوان «متاعبى مع السلطة»، أشار محفوظ إلى أن أغلب معاناته كانت مع إدارة الأهرام، حيث رُفض نشر رواية «المرايا» فنشرها رجاء النقاش فى مجلة الإذاعة والتليفزيون؛ حيث كان رئيسا للتحرير. واستأذن وقتها الأستاذ محمد فائق وزير الإعلام فى نشر الرواية فأذن له، وتم نشر الرواية من أول مايو سنة 1971، كما رُفض نشر رواية «الحب تحت المطر» فنشرها أيضا رجاء النقاش فى مجلة الشباب (التى كانت تصدر عن وزارة الشباب عندما كان وزيرها الأستاذ أحمد كمال أبو المجد وكان فى أواخر سنة 1972، وليست مجلة الشباب التابعة لمؤسسة الأهرام)، بعد أن حذفت منها الرقابة أشياء كثيرة.
أما رواية «الكرنك» فقد كانت أكثر الروايات التى عانيت فى نشرها. هكذا يؤكد محفوظ، قائلا: «قدمتها إلى الأستاذ محمد حسنين هيكل، وبعد أن قرأها ظن أنها هجوم مباشر على عهد عبدالناصر، فحمل أصول الرواية، وذهب إلى مكتب توفيق الحكيم يشكونى إليه، وقد حكى لى الحكيم استنكار هيكل لما جاء فى الرواية وقال له: «يرضيك كده.. خد شوف نجيب باعت لى إية؟!».
أما قصة الرقابة مع «الكرنك»، فكانت هكذا حسب رواية محفوظ للنقاش: «كنت أجلس فى مقهى ريش عندما سمعت أخبار المعتقلات والقصص التى تروى عما حدث للمعتقلين السياسيين فى سجون عبدالناصر، وقد تألمت كثيرا مما سمعت، وقلت فى نفسى إن الكتابة عن هذا الموضوع مغامرة، وأغلب الكتّاب سيجدون رهبة وخوفا من إثارته حتى لا يتعرضوا للأذى، فلماذا لا أكتب أنا عنه؟ إننى لم أعش تجربة الاعتقال ولا أعرف تفاصيلها. ولكننى اقتنعت بإمكانية سرد الأحداث على لسان الراوى. وعندما انتهيت من كتابة «الكرنك» قدمتها إلى عبدالحميد جودة السحار لإصدارها من مكتبة مصر. وكان الأسلوب المتبع فى ذلك الحين أن تقوم دار النشر بجمع الرواية وإرسالها إلى الرقابة، وكان الرقيب ــ آنذاك ــ هو طلعت خالد، وكان يداوم الاتصال بى تليفونيا بصفة شبه يومية ليطلب حذف فقرة أو تغيير جملة أو يبدى اعتراضا على رأى معين، وهكذا إلى أن تم طبع الرواية، فاكتشفت أنه تم تشويهها، وأن الأصل مختلف تماما عن النسخة التى طبعت وظهرت فى المكتبات، واعترضت وطلبت من السحار وقف عملية النشر، ولكنه أقنعنى أن الوقف معناه خسارة مادية كبيرة له». وقال محفوظ إنه سلم أمره إلى الله ووافق على ظهورها بهذا الشكل المشوه.
إذن الروايتان «الكرنك»، و«الحب تحت المطر» هما العملان الروائيان الوحيدان اللذان ظهرا بهذه الصورة الناقصة، حيث يختلف الأصل إلى حد ما عن الصورة التى ظهرت للناس، وتأسف محفوظ حيث إنه لا يملك أصول الروايتين لكى يعيد نشرهما كاملتين من جديد، حسب تأكيده فى المذكرات التى كانت نتاج نقاش بين محفوظ والنقاش استمر 18 شهرا فى مقهى «على بابا» المطل على ميدان التحرير.
يذكر أن «رجاء النقاش» (2008 ــ 1934) واحد من أهم النقاد فى العالم العربى، اكتشف العديد من المواهب والأسماء التى أصبحت أعلامًا فى الثقافة العربية مثل «محمود درويش» والطيب صالح وغيرهما.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك