جمعة: حياة النبي كانت مفعمة بالجوانب الإنسانية وبخاصة الوفاء
قال وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، إن حياة النبي صلى الله عليه وسلم كانت مفعمة بالجوانب الإنسانية وبخاصة جانب الوفاء، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) عن سيدنا أبي بكر (رضي الله عنه): "إنَّ أمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ في صُحْبَتِهِ ومَالِهِ أبو بَكْرٍ، ولو كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا مِن أُمَّتي لَاتَّخَذْتُ أبَا بَكْرٍ، ولَكِنْ أُخُوَّةُ الإسْلَامِ ومَوَدَّتُهُ، لا يَبْقَيَنَّ في المَسْجِدِ بَابٌ إلَّا سُدَّ، إلَّا بَابُ أبِي بَكْرٍ".
وأضاف جمعة، أنه بعد أن فقد النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) أمه بعد وفاة أبيه، قامت حاضنته أم أيمن بركة بنت ثعلبة الحبشية (رضي الله عنها) برعايته، فكانت له نعم الأم بعد أمه، حتى إذا بلغ (صلى الله عليه وسلم) سن الرجال أعتقها ورد لها حقها الكامل في الحياة الكريمة، ويعبر عن مشاعره تجاهها ووفائه لها فيقول (صلى الله عليه وسلم): "إنها بقية أهل بيتي"، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "هي أمي بعد أمي".
ونوه أن فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف (رضي الله عنها) زوج عمه أبي طالب، كانت تكرمه عندما كان في كنف عمه أبي طالب، فلما ماتت كفنها الرسول (صلى الله عليه وسلم) في قميصه، وقال: "لم نلق بعد أبي طالب أبر بي منها"، ونزل قبرها واضطجع فيه.
وتابع: ومن هنا فإن إعلاءنا للقيم الإنسانية ليس أمرًا ثانويًّا أو مجرد أمر إنساني، إنما هو عقيدة وشريعة ودين ندين به لله (عز وجل)، فيجب أن يسود الحس الإنساني الراقي سائر معاملاتنا، فبدل أن تتناحر الأمم والشعوب وتتقاتل ويعمل بعضهم على إفناء أو إضعاف أو إنهاك أو تفتيت بعض، فليتعاون الجميع لصالح البشرية جمعاء.
وأكمل جمعة: ولو أن البشرية أنفقت على معالجة قضايا الجوع والفقر والمرض والتنمية معشار ما تنفق على القتال والحروب والتخريب والتدمير، لتحول حال البشرية إلى ما يصلح شئون دينها ودنياها.