تعتزم وزارة الخارجية الأمريكية تعيين الدبلوماسي توم بيريلو مبعوثاً خاصاً جديداً للسودان، وذلك بعد أشهر من مطالبة مشرعين ديمقراطيين وجمهوريين بتوظيف مسئول لديه القدرة على حل المشكلات، ومنع واحدة من أكبر دول إفريقيا من الانزلاق في حرب أهلية وتجنب إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
ووفقاً لما ذكرته منصة «ديفيكس» الإعلامية، فإن هذه الخطوة تأتي أيضاً بعد أكثر من 9 أشهر من انهيار التحول الديمقراطي في السودان، وسط الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، في بلد شهد صراعات عدة على مدار عقود.
وتتزامن الخطوة مع قرار السفير الأمريكي لدى السودان جون جودفري، بصفته المبعوث غير الرسمي، التنحي عن منصبه في الأسابيع المقبلة، وفقاً لما نقلته المنصة عن عدة مصادر دبلوماسية.
ويهدف تعيين بيريلو إلى إظهار التزام الولايات المتحدة بإنهاء الصراع الذي أودى بحياة أكثر من 12 ألف سوداني وأحبط الجهود الدولية لمساعدة الخرطوم على تطوير اقتصادها، إذ أدت الحرب الحالية إلى نزوح ما يقرب من 8 ملايين شخص، واستئناف عمليات القتل الجماعي في دارفور، موقع الإبادة الجماعية في أوائل التسعينيات.
كما قلبت هذه الحرب أحد أهم أهداف السياسة الأمريكية في إفريقيا جنوب الصحراء، وهو توجيه نظام متهم بارتكاب إبادة جماعية، إلى دولة ديمقراطية مزدهرة، وذلك بحسب ما نشره موقع فضائية «الشرق» للأخبار.
ولعدة أشهر، ضغط أعضاء في الكونجرس الأمريكي من الحزبين على إدارة الرئيس جو بايدن، لتعيين مبعوث كبير لتعزيز التفاعل على مستوى عالٍ مع السودان.
وفي مايو الماضي، نشر نواب بينهم، رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب الجمهوري مايكل مكول، والعضو الديمقراطي الرفيع المستوى جريجوري ميكس، بياناً دعيا من خلاله بايدن والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إلى تعيين مبعوث أمريكي أو مبعوث أممي «لجلب الطرفين المتحاربين إلى طاولة المفاوضات وإنهاء الأعمال القتالية بشكل عاجل».
وناشد ماكول في البداية جوتيريش، مباشرة تعيين ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي السابق لبرنامج الأغذية العالمي، وفقاً لما نقلته «ديفيكس» عن مشرع جمهوري، لكن بيزلي لم يجد أي تأييد.
وفي ديسمبر الماضي، قدم رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الديمقراطي بن كاردين، والنائب الجمهوري جيم ريش، قراراً يدعم الدعوات لتعيين مبعوث خاص رفيع المستوى للمساعدة في إنهاء الصراع بالسودان.
وقال ريش في بيان: «رغم التركيز العالمي على الأزمات في أوروبا والشرق الأوسط، يجب عدم التغاضي عن الوضع المزري في السودان، الذي يتسم بالمعاناة الشديدة والدمار واسع النطاق والجرائم المروعة».