على هامش ثورة1919 (3) : الأجانب يأكلون لحم الخيل.. والمصريون يشمئزون منه - بوابة الشروق
الأحد 5 مايو 2024 7:46 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

على هامش ثورة1919 (3) : الأجانب يأكلون لحم الخيل.. والمصريون يشمئزون منه

حسام شورى:
نشر في: الأحد 3 مارس 2019 - 11:07 ص | آخر تحديث: الإثنين 4 مارس 2019 - 12:09 م

تواصل "الشروق" على مدار شهر مارس، إبراز مجموعة من الأخبار والموضوعات والطرائف واللطائف التي نشرتها الصحف المصرية في شهور فبراير ومارس وأبريل 1919، تزامنا مع اندلاع ثورة 1919، في محاولة استرجاع صورة للمجتمع المصري أيام الثورة، بعيدا عن السياسة، بالتركيز على الأنشطة والأحداث الاجتماعية والثقافية والفنية.

**********
في مسرحية "إش" التي قدمتها فرقة نجيب الريحاني عام 1919 وضع فنان الشعب سيد درويش أغنيته الشهيرة "اقرأ يا شيخ قفاعة تلغراف آخر ساعة" المعروفة بلحنها المميز، والتي أعاد تقديمها في الثمانينيات حفيده إيمان البحر درويش بتغيير بعض كلماتها باسم "اقرأ يا سي قفاعة".

في هذه الأغنية التي كتبها المبدع بديع خيري كوبليه يتحدث عن الحالة الاقتصادية لمصر في عام الثورة بعدما وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها.. فيقول بلكنة المشايخ في ذلك الوقت وساخرا منهم بنطق الهمزات بحرف القاف:

بعد أكل التسقية والسلطة والطعمية.. اللي بتهد الحيل
نرقع لنا أقتين ثلاثةً سمن.. بلحم الخيل
نرقع نرقع نرقع
ومادام الضاني غالي.. وكذلك العجالي.. مش لازم ندقق
حصاناً أو حماراً أو بغلاً.. مش راح نعتق
قبداً قبداً قبداً (أبداً)

اليوم نحن نستمع لهذه الكلمات معتقدين أنها مجرد سخرية سوداء من الوضع الاقتصادي للشعب المصري.. لكن الحقيقة أنها تحمل جانباً كبيراً من الحقيقة.

ففي واقعة لافتة نشرت جريدة «مصر» يوم 30 يناير 1919 خبراً يؤكد أن الأجانب يقبلون على أكل «لحم الخيل» في الإسكندرية، ولكن «الوطنيين» المقصود بهم الأهالي المصريين، لم يألفوه من قبل طعاما، وما برحوا يشمئزون وينفرون من رائحته، كنفورهم من لحم القطط والكلاب.

وأشارت الجريدة إلى أن الجزارين في القاهرة لم يقبلوا على هذا الفعل، أما بلدية الإسكندرية، ومع ازدياد الإقبال على لحوم الخيول، قالت في إعلان لها: «أنه بالنظر لزيادة الاقبال على مشتري لحم الخيل ستزداد المقادير التي تباع من ذلك اللحم في يومي الأربعاء والسبت من كل أسبوع».

وذكرت الجريدة أنه "لم يشأ أحد من الجزارين في القاهرة أن يبيع لحم الخيل فيها، فسكت الداعون إلى هذا المشروع عن الدعوة إليه سكوتاً نرجو أن يكون إلى الأبد" في إشارة لوجود نقاش مجتمعي آنذاك حول ذبح الخيل على نطاق واسع وبيع لحومها في الشوارع.

يذكر أن لحم الخيل يعتبر أكلة شعبية في العديد من دول وسط آسيا، وعندما طرحت مسألة أكل لحم الخيل على دار الإفتاء المصرية عام 2017 قالت إن جمهور العلماء اتفقوا على حرمة أكل لحوم الحمير الأهلية، المستأنسة التي تعيش بين الناس وتحمل أثقالهم، لكنهم أحلوا أكل لحم الخيول، تصديقاً لما أجازه الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة خيبر، بحسب حديث نقله جابر بن عبدالله.

لكن المصريين لم يألفوا أكل هذا النوع من اللحوم على الإطلاق، وفي العام الماضي ألقي القبض على عدد من الجزارين الذين كانوا يبيعون لحوم الخيل بحوالي 100 جنيه للكيلو الواحد على أنها لحم عجالي.

وغدا حلقة جديدة....



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك