وليد عونى: بعت الورد فى شوارع بلجيكا من أجل أن أتعلم - بوابة الشروق
السبت 7 يونيو 2025 6:15 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

محتفلًا بربع قرن من الرقص الحديث فى مصر

وليد عونى: بعت الورد فى شوارع بلجيكا من أجل أن أتعلم

حوار ــ أمجد مصطفى
نشر في: الثلاثاء 3 أبريل 2018 - 11:45 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 3 أبريل 2018 - 11:45 ص

قرأت مع موريس بيجار الفاتحة وهو أول من علمنى الصوفية وأهديته صوت أم كلثوم

يعد المخرج وليد عونى واحدا من أهم المجددين فى عالم الفن العربى، باعتباره أول من أدخل الرقص المسرحى الحديث إلى المنطقة بتأسيس فرقة خاصة بهذا الفن تابعة لدار الأوبرا المصرية بناء على طلب من فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق. وعلى الرغم من أنه واجه الكثير من الاعتراضات وصلت لحد المطالبة بطرده من مصر، فإنه استطاع أن يفرض نفسه على الساحة وتغيير فكرة البعض عن هذا الفن. وليد عونى عندما سافر إلى أوربا لدراسة الفن، لم يكن طريقه مفروشا بالورد، ولم يكن معه ما يعينه على استكمال دراسته، خاصة أنه خرج فى وقت كانت لبنان مشتعلة بالحرب الأهلية، وكان لزاما عليه أن يستمر فى غربته، فعمل بائعا للورد، وهو العمل الذى جعله يلتقى مصادفة بواحد من أهم فنانى أوربا فى ذلك الوقت وهو موريس بيجار، كما عمل عونى رساما وكان يحقق من بيع اللوحات عائدا جيدا. فى هذا الحوار يستعيد وليد عونى حكايته مع الرقص الحديث الذى يحتفل هذه الأيام بمرور 25 عاما على تأسيس أول فرقة عربية لهذا الفن.
سألته فى البداية:
• لماذا قمت ببيع الورد إلى جانب بعض اللوحات التى قمت برسمها خلال وجودك فى بروكسل؟
فقال:
ــ نعم هذا صحيح، وكنت أحاول أن أنفق على دراستى ونفسى لذلك كان على أن أجد وسيلة تعيننى على تحمل أعباء الغربة.

• كيف يرى وليد عونى مصر؟
ــ عشت فى مصر أكثر مما عشت فى لبنان أو أوربا، مصر كيان ومنبع أساسى للتراث العالمى. وأريد أن أقول لك بدون مبالغة شعورى الوطنى تكون وولد فى مصر.. فقد تركت لبنان وعمرى 18، فهنا تعلمت بحق حب الوطن.

• أخرجت العديد من المناسبات الكبرى فى مصر.
ــ هذا صحيح.. أبرزها حفل تأبين لضحايا حادث الأقصر عام 94 وكان هذا الحفل اعتذارا بطريقة عالمية، وشاهدت تضامن المصريين الذين تظاهروا من أجل السلام، وهذا الأمر خلق مشاعر بداخلى لم أكن اتخيلها، هنا أيقنت أن هذا الشعب عظيم وحضارته لم تأت من فراغ.

• كيف كان هذا الحفل؟
ــ قدمنا رسالة اعتذار كانت عبارة عن لوحات فنية استخدمنا فيها 300 مصرى من النوبة مع موسيقى بيتهوفن ومالر بنفس الوقت والخلفية معبد حتشبسوت مع أوركسترا سيمفونى مع الدفوف وصنعت يدا ترمز للسلام، كما شارك النجم العالمى عمر الشريف، حيث ألقى رسالة اعتذار للعالم.

• لم تكن تلك الاحتفالية هى الوحيدة.
ــ طلب منى عمل احتفالية للسياحة فى الأقصر أيضا فقمت بعمل حبكة شعبية وشيدنا مسرحا على النيل واشتغلت مع كل فرق الفنون الشعبية، ما يقرب من 40 فرقة، وقدمنا مزيجا يجمع بين العصر الفرعونى والقبطى والإسلامى. واستخدمت مجاميع من 300 فنان، وظهر توت عنح آمون وهو يعبر بالمركب لكى يشاهد فنوننا بالعصر الحديث وقد استخدمت الدراجات والليزر وكان من أهم الأعمال التى قدمتها.

• دائما فى كل المناسبات التى أخرجتها نجد هناك دراما أو سيناريو.
ــ طبعا لابد أن أعمل سيناريو وأعتمد على فكرة ذات أبعاد وإبداع جديد، كما أننى كنت دائما أعمل على استخدام الخلفية التاريخية الموجودة فى مصر فقط. أنا عملت فى كل الأماكن السياحية أبو سمبل، المسرح اليونانى، مكتبة الإسكندرية، الأهرامات كان لدى حظ اشتغل أمام أجمل ديكورات العالم فى الآثار المصرية.

• مشوارك مع الرقص المسرحى الحديث.. كيف بدأ؟
ــ ذهبت إلى الأكاديمية الملكية فى بلجيكا، ولم يكن فى بالى أننى سوف أعمل بالفن، إلا بعد أن التقيت مصادفة بموريس بيجار أهم فنان غربى فى ذلك الوقت، كنت أبيع الورد وأرقص بالبرنيطة فى الشوارع ودخلت لبيع ورد فى مطعم وإذا بهذا الفنان الكبير يشترى منى وردا فقلت له أنت موريس بيجار.. قال: نعم.. ثم تحدثت معه ودعانى لمشاهدة العرض.

• ماذا درست هناك؟
ــ درست الفن التطبيقى والنظرى والجرافيك ثم واصلت بفروع أخرى.

• لكن حياتك تغيرت بلقاء موريس بيجار؟
ــ نعم تغيرت حياتى بلقاء بيجار، وقتها كان عائدا من إيران حيث تعاون مع فرح ديبا فى عرض «حديقة الزهور»، وعندما حضرت هذا العرض وجدت أمامى موسيقى شرقية إيرانية، والرقص كان هايل كان أول عرض أشاهده وكان موريس أهم شخصية فنية فغيرت اتجاهى وقلت «لازم أصمم رقصات» ودرست الباليه، والتقيت بيجار مصادفة مرة أخرى وكان أصدر كتابا عن الرقص وحولت كلامه فى الكتاب إلى لوحات تشكيليه.. كنت أبيع على اسم هذا الكتاب.. فى يوم «تلج» شاهدنى وسألنى: انت بترسم يا بياع الورد؟ وطلب منى أن التقيه، ذهبت له برسوماتى كنت أبيع بجوار منزله وإذا به يشترى كل الرسومات التى قمت برسمها.
وعندما دخلت منزله طلب أن اقرأ معه الفاتحة كان حابب يسمعها منى، ووجدت داخل منزله مفاجأة أخرى ألا وهى سجادة ومصحف.. صمتُّ فى الحقيقة، وتحدث معى عن جلال الدين الرومى وشمس الدين التبريزى و الحلاج ورابعة العدوية، وبصراحة تأثرت به فى الفن والدين والصوفية.

• كيف بدأت العمل معه؟
ــ بدأت معه رساما ومصمم ملابس وديكور وإضاءة وتركيب الألوان. هو كان يعمل مع أكبر الفنانين وكان يحب رسمى لدرجة أنه اشترى منى 150 لوحة.

• ما أول عمل كبير معه؟
ــ كلفنى بعرض عن الجندى ايجور سترافنسكى لتصميم الملابس والديكورات وعملت شكلا وخطوطا حديثة، العرض نجح بشكل كبير من هنا بدأت أكون فرقة.

• أهم أعمالك كانت عن شخصيات مؤثرة فى عالم الثقافة.. كيف كنت تعمل عليها؟
ــ وأنا أشتغل على شخصية أهدمها ثم إعيد ميلادها، أنا لا أقدم عملا لنجيب محفوظ، لكننى أعمل على شخصيته، وكذلك عملت على عبدالوهاب البياتى الذى افتتحت به معهد العالم العربى، فى البداية أعطونى أشعاره لكننى رفضت أن أستخدمها لكننى استخدمت حياته، كذلك رابعة العدوية استخدمت حالتها الصوفية.

• بيجار أعطاك التصوف على الرغم من كونه أوروبيا.. فماذا اعطيته؟
ــ نعم بيجار كان أوروبيا يحب الصوفية.. هو أعطانى الصوفية وأنا اعطيته صوت أم كلثوم واستخدمها فى أعماله، نحن كلبنانيين نعشق فيروز وعندما ذهبت لأوروبا اكتشفت عظمة أم كلثوم واستخدم بيجار موسيقى أم كلثوم منها سيرة الحب التى جئنا به إلى مصر.

• هل تتذكر أول زيارة لك لمصر؟
ــ جئت مع موريس بيجار إلى مصر عام 1990 لعمل عرض «أهرامات النور» ووقتها التقيت مع فاروق حسنى وهو طلب نقل العرض من الهرم إلى الأوبرا، بعد حدوث مشاكل.

• أول لقاء لك مع فاروق حسنى.
ــ السيدة سوزان مبارك طلبت لقاء بيجار واصطحبنى معه، والتقيت هناك فاروق حسنى وطلب منى أن ألتقيه فى مكتبه وبالفعل طلب منى أعمالى كنت قد أنجزت 12عملا قبل أن أحضر لمصر فى البداية طلب منى العمل مع باليه أوبرا القاهرة فى عمل كان يجهز لاحتفالات أكتوبر، وكان العمل بعنوان «إيقاع الاجيال» .
بعد عام طلبنى فاروق حسنى، وكان ناصر الأنصارى وقتها رئيس الأوبرا.. عملت «ليالى أبو الهول».. وذهبت لسويسرا وجلست أعمل على الفكرة وكانت احتفالية حضرها الرئيس مبارك فى الأوبرا ضمن احتفالات اكتوبر واستخدمت كل الامكانيات الموجودة فى الأوبرا وكانت معنا السيدة سميحة أيوب. ومن هنا حضرت لمصر وعمرى 42 سنة وذلك عام 1992وكان ميلادا جديدا لى من مصر.

• هل تتذكر أول جملة قالها لك فاروق حسنى؟
ــ قال ربما تكون آخر لبنانى ينطلق من مصر.. ومادمت قد وافقت على أن تأتى لمصر فسوف تتعب كثيرا. وهنا اكتشفت أن مصر أصعب اختبار فى العالم العربى.

• إيكاروس كان أول اختبار لك فى مصر.
ــ هذا صحيح.. كونت فرقة الرقص المسرحى الحديث وكان هذا العمل هو الأول، وبعد العرض قالوا ارجع بلدك لأن العرض كان صادما للجمهور والصحافة.

• ماذا فعلت ردا على هذا الرفض؟
ــ رجعت على بلجيكا بدون أن يعلم أحد، وعرضت الأمر على بيجار وقلت له لن أعود، أنا «عاوز أعمل وليد عونى» قال: لا.. يجب عليك أن تتعمق فى حضارتهم وسياستهم وثقافتهم لو كنت تريد أن تعيش بينهم، ورجعت عملت الثلاثية المصرية تحية حليم وشادى عبدالسلام ونجيب محفوظ. كما عملت مع كرم مطاوع «ديوان البقر» وجلال الشرقاوى فى الخديوى إسماعيل.. واكتشفت أن شعب مصر هو الأكثر ثقافة فى العالم العربى..

• كل ذلك على الرغم من المقاومة التى واجهت الرقص المسرحى؟
ــ نعم.. على الرغم من كل ذلك.

• هل تتذكر أرز الاتهامات التى وجهت لك؟
ــ قالوا عنى أننى خواجة.. لا.. أنا شرقى جدا.. والحمد لله فرقة الرقص المسرحى لها اسم فى الصين وألمانيا وفى أمريكا وفرنسا، وأسست مهرجان الرقص الحديث طوال 11 سنة وأحضرت أهم فرق فى العالم.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك