باب فلسطين (9).. مقام النبي موسى الذي لم يدفن فيه: اكتمل بنائه في عهد الظاهر بيبرس - بوابة الشروق
السبت 27 يوليه 2024 5:00 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

باب فلسطين (9).. مقام النبي موسى الذي لم يدفن فيه: اكتمل بنائه في عهد الظاهر بيبرس


نشر في: الأربعاء 3 أبريل 2024 - 5:27 م | آخر تحديث: الأربعاء 3 أبريل 2024 - 5:29 م
تحتضن فلسطين العديد من المعالم والأماكن التاريخية الأثرية والدينية، وكذلك تزخر بالكثير من الشخصيات التي تشكل جزءًا مهمًا من الثقافة والهوية الفلسطينية.
تحتضن فلسطين العديد من المعالم والأماكن التاريخية الأثرية والدينية، وكذلك تزخر بالكثير من الشخصيات التي تشكل جزءًا مهمًا من الثقافة والهوية الفلسطينية.

في هذه السلسلة "باب فلسطين"، تصحبكم الشروق في جولة مع أهم معالم فلسطين مقام النبي موسى.

يقع مقام النبي موسى على بعد حوالي 24 كم شرق القدس و7 كم جنوب غرب أريحا، بحسب موقع اكتشف الفن الإسلامي، وهو بذلك يقوم في بيئة صحراوية منعزلة، توفر للنفس السكون والتفكر.

ويتمتع المقام بقدسية كبيرة، حيث يضم ضريح النبي موسى، عليه السلام، الذي يعتبر من أهم الرسل في حياة المسلمين.

وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية، كان هذا الضريح مركزاً للمهرجان السنوي الذي يقيمه الحجاج والمعروف باسم "المواسم" وذلك منذ أيام القائد صلاح الدين الأيوبي محرر القدس من الصليبيين في القرن الثاني عشر الميلادي.

ويعتقد المسلمون بأن سيدنا موسى عليه السلام قد دفن هنا مع العلم، ووفقاً لكتاب العهد القديم (سفر تثنية الاشتراع 34) لم يدخل سيدنا موسى عليه السلام فلسطين أو أرض الميعاد أبداً، ولكنه في الأغلب مات في جبل نيبو في الأردن.

البناء الحالي مكون من الجامع، والمنارة، وحجرات مختلفة وقد اكتمل في سنة 1269 بعد الميلاد خلال فترة حكم السلطان المملوكي الظاهر بيبرس الذي حكم في الفترة الممتدة بين 1260 و1277، قام هذا السلطان بتوريث العديد من الأراضي الزراعية والقرى كأراضي "وقف" للحفاظ على المقام، من هذه الأراضي ترمس عيا، المزرعة، خربة أبو فلاح، صور باهر، وكذلك أراضي وادي القلط، في أحقاب زمنية لاحقة تم ضم أراضي وقرى أخرى من منطقة نابلس وعجلون.

تم إضافة العديد من الغرف للحجاج والتي غيرت من معالم المقام الخارجية حتى وصل إلى شكله وحجمه الحاليين في 1475 ميلادية، كذلك أجريت إصلاحات أخرى هامة خلال الحكم العثماني في 1820، هذه المعلومات موثقة في نقش حجري موجود في أعلى المدخل الغربي للمقام.

يمثل بناء المقام الفن المعماري الإسلامي بأبسط وأجمل صورة، فهو بناء ضخم مكون من ثلاثة طوابق يعلوها مجموعة من القباب، ويتكون البناء من ساحة كبيرة مفتوحة تقع في المنتصف وحولها أكثر من 120 غرفة وقاعة، الجامع الرئيسي مع المنارة يقع مقابل الحائط الغربي للساحة. في الداخل، يوجد محراب يشير نحو مكة المكرمة وهو يستخدم من قبل الإمام الذي يقيم الصلاة.

ينقسم الجامع إلى قسمين بوجود حائط مع فتحة كبيرة من القسم الشرقي الكبير وهو مخصص للرجال، والقسم الغربي الأصغر مخصص للنساء، على الجانب الأيمن للمدخل الرئيسي يوجد هنالك باب يؤدي إلى غرفة صغيرة يتوسطها ضريح مغطى بقماش أخضر، حيث يقع مكان دفن النبي موسى عليه السلام.

يوجد هناك نقش مملوكي على الحجر باللغة العربية على الحائط ينص: "تم بناء هذا المقام على قبر النبي الذي تكلم مع الله سبحانه وتعالى وهو موسى عليه السلام بناءً على أمر من جلالة السلطان طاهر أبو الفتاح بيبرس سنة 668 هجرية"، لقب أبو الفتاح بهذا الاسم بمعنى الفاتح عند تحريره فلسطين من أيدي الصليبيين.

تضفي المنارة التي تقع خارج الجامع مظهر شمولي رائع للمقام ولوادي الأردن وللهضاب الصحراوية الموجودة في الخلف، في يوم صاف يستطيع المرء رؤية تلال مآب على الضفة الشرقية لنهر الأردن، وكذلك جبل نيبو الذي له علاقة مع قصة النبي موسى عليه السلام حسب الكتاب المقدس.

خُصصت المقبرة الكبيرة التي تقع خارج أسوار المقام للمسلمين الذين توفوا خلال الاحتفالات أو الذين طلبوا أن يدفنوا فيها بسبب المكانة الدينية للموقع.
أقرأ أيضا:


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك