نفى (تيار المستقبل) في لبنان والذي يتزعمه رئيس الحكومة سعد الحريري، بصورة قاطعة، صحة الأنباء التي تحدثت عن قيام زعيمه، بالمبادرة بإجراء اتصال هاتفي بالأمس مع وزير الخارجية رئيس (التيار الوطني الحر) جبران باسيل، على خلفية الأزمة الحادة التي اندلعت بين التيارين مؤخرا.
وأكد مصدر قيادي بتيار المستقبل -في تصريح اليوم الاثنين- أن الحريري لم يتصل بباسيل، وأنهما لم يتواصلا منذ انتهاء مناقشة مشروع الموازنة العامة للبلاد.
وكانت صحيفة (الأخبار) اللبنانية قد ذكرت في عددها الصادر اليوم أن الحريري اتصل بباسيل، وأبلغه تمسكه بالتسوية الرئاسية، وأنه لن يدخل شخصيا في حملة الردود التي يقودها "صقور تيار المستقبل ووسائل إعلامه" طالبا من رئيس التيار الوطني الحر تهدئة الأجواء من جهته.
ويُقصد بـ "التسوية الرئاسية" التفاهم السياسي الذي أبرمه الحريري مع التيار الوطني الحر في أكتوبر 2016 والتي دعم بمقتضاه ترشح ووصول العماد ميشال عون (مؤسس التيار الوطني الحر وزعيمه التاريخي) إلى رئاسة الجمهورية، والتراجع عن دعم ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجيه رئيس (تيار المردة) رئيسا للبلاد.
وشهد لبنان خلال الأيام القليلة الماضية توترا حادا بين تيار المستقبل، ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، على خلفية تصريحات أدلى بها الأخير تتناول حقوق ومكتسبات الطوائف في لبنان، وتطرق فيها إلى وضع الطائفة السُنّية، ودور جهاز قوى الأمن الداخلي الذي يحظى مديره العام بثقة كبيرة من رئيس الحكومة ووزيرة الداخلية ريا الحسن.
واعتبر قياديون بتيار المستقبل أن الوزير باسيل يتمادى في الاعتداء على اتفاق الطائف (وثيقة الوفاق الوطني التي أنهت الحرب الأهلية اللبنانية) ويعمل على إضعاف مركز رئاسة الحكومة. كما اتهمته وزيرة الداخلية -في بيان لها بالأمس- بالتجني والافتراء على جهاز قوى الأمن الداخلي وإزكاء وإثارة الانقسامات في لبنان.
ووصف تلفزيون (المستقبل) الناطق باسم تيار المستقبل -في مقدمته الإخبارية مساء أمس- الوزير باسيل بأنه أصبح عبئا على عهد رئيس الجمهورية ميشال عون (مؤسس التيار الوطني الحر) وأن باسيل يضع رئاسة الجمهورية في مواجهة العديد من المكونات السياسية.
وكان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، قد عقّب بالأمس على الأزمة الدائرة، خلال جولة تفقدية لعدد من مراكز التيار، مؤكدا أنه يحرص على التقارب المسيحي - الإسلامي في لبنان، مشيرا إلى أن التيار وإن كان يمثل "غالبية المسيحيين" في البلاد، غير أنه يضم في عضويته 4 آلاف عضو من المسلمين، وأن كل ما نُسب إليه عن المساس بالطائفة السُنّية، هو حديث افتراضي لم يحدث، بهدف اختلاق مشكلة ليست موجودة من الأساس، على حد قوله.