من المقرر أن تنطلق يوم الخميس المقبل، فعاليات الدورة التاسعة والستين لمهرجان برلين السينمائي الدولي، حيث ستشارك مجموعة من أبرز النجوم في الحدث المقام في العاصمة الألمانية، لمدة 10 أيام.
ويقول ديتر كوسليك، الذي انتهت فترة إدارته للمهرجان: "إن الشخصية (في المهرجان) سياسية"، مستخدما شعار الموجة الثانية للحركة النسائية في أواخر الستينيات من القرن الماضي، كرمز للبرليناله.
وينظر مخرجو الافلام السبعة عشر التي اختيرت للمنافسة على الجائزة الكبرى في المهرجان، – وهي جائزة "الدب الذهبي" لأفضل فيلم - إلى النتائج الاجتماعية في العالم من حولهم.
وتجسد بالفعل أفلام تدور أحداثها حول سوء استغلال الأطفال، وتفكك الهيكل الأسري التقليدي، والمساواة بين الجنسين، والحياة السياسية الحالية، الموضوعات الرئيسية المنسوجة في برنامج المهرجان.
ويشمل ذلك فيلم المخرجة الإسبانية إيزابيل كويكست، الذي يحمل اسم "إليسا ومارسيلا"، وهي عبارة عن دراما تدور حول امرأتين تتزوجان في مطلع القرن الماضي.
وقد ساعد فيلم المخرجة كويكست بالفعل في إثارة الجدل، حيث أن الفيلم صار الأول المرتبط بخدمة "نتفليكس" لبث الأفلام عبر الإنترنت، الذي يتم عرضه ضمن معركة التنافس على جائزة "الدب الذهبي".
أما الذين يأملون في رؤية مجموعة ضخمة من ألمع النجوم على السجادة الحمراء في المهرجان، فمن المرجح أن يصابوا بخيبة أمل، حيث من المتوقع أن تشارك مجموعة محدودة من المشاهير في مهرجان برلين هذا العام.
ولم يتم تضمين أي من أبرز مخرجي هوليوود، في سباق التنافس على "الدب الذهبي"، مما سيقلل على الأرجح من بريق المهرجان.
ويقتصر أبرز النجوم العالميين الذين سيحضرون في مهرجان هذا العام حتى الآن على ، كريستيان بيل وبيتر سارسجارد وديان كروجر وكاثرين دينوف وطاهر رحيم ومارتن فريمان. وتترأس الممثلة الفرنسية الفائزة بالاوسكار، جولييت بينوتشي، لجنة تحكيم المهرجان.
وبزغ نجم بعض أفضل الأفلام التي تم طرحها على الساحة خلال السنوات القليلة الماضية، من خلال مهرجانات البرليناله الأخيرة، مثل فيلم "أون بادي آند سول" للمخرج المجري إيلديكو إينيدي، وفيلم "بلاك كول، ثين آيس" للمخرج الصيني دياو ينان، وهما فيلمان حائزان على جائزة "الدب الذهبي".
وهناك عدد كبير من الأفلام التي سيتم عرضها في البرليناله، لمخرجين عادوا من جديد إلى المهرجان، ومن بينهم الفرنسي فرانسوا أوزون، الذي عاد إلى برلين للمرة الرابعة بفيلم "جريس آه ديو".
كما تعود المخرجة البولندية آنيسكا هولاند البالغة من العمر 70 عاما بفيلم "مستر جونز"، الذي تدور قصته حول الكشف عن مجاعة في الاتحاد السوفيتي في مطلع الثلاثينات من القرن الماضي.
كما يعتزم الألماني فاتح آكين البالغ من العمر 45 عاما، العودة إلى البرليناله، مع خلال فيلم "ذا جولدن جلوف"، وهو فيلم مثير تدور أحداثه حول سفاحة في هامبورج، خلال فترة السبعينيات من القرن الماضي.
ويأتي عرض الفيلم الجديد لآكين، بعد 15 عاما من بزوغ نجمه في عالم السينما، مع خلال فيلم "هيد أون"، الذي تدور أحداثه حول امرأة شابة تتحرر من التقاليد العائلية الصارمة، والذي كان السبب وراء فوزه من قبل بجائزة "الدب الذهبي".
ومن بين صناع الأفلام العائدين إلى مهرجان برلين السينمائي لهذا العام أيضا، المخرجة الدنماركية دائمة المشاركة في البرليناله، لوني شيرفيج، ومن المقرر أن يفتتح فيلمها الجديد "ذا كايندنس أوف سترينجرز" المهرجان.
ويجسد دور البطولة في الفيلم الدرامي الخاص بشيرفيج البالغ 59 عاما والذي تدور أحداثه في نيويورك، الممثلة الأمريكية الحسناء، زوي كازان البالغة من العمر 35 عاما، حفيدة المخرج الأمريكي الأسطوري الراحل، إيليا كازان.
وكما هو معتاد، يسعى مهرجان برلين لهذا العام، تجسيد الحياة السياسية الحالية، من خلال عرض فيلمين تدور أحداثهما حول الرئاسة الأمريكية، وهما الفيلم الوثائقي "ووترجيت" لتشارلز فيرجيسون، والذي تدور أحداثه حول سقوط ريتشارد نيكسون، وفيلم السيرة الذاتية "فايس"، للمخرج آدم مكاي، والذي تدور أحداثه ديك تشيني، النائب في البيت الأبيض.
كما يسلط البرليناله الاضواء على قصة كارلوس ماريجيلا، وهو عضو سابق في الكونجرس بالبرازيل، بالاضافة إلى كونه شاعر ومناضل، قتل على أيدي الدكتاتورية العسكرية في عام 1969. ويشار إلى أن "ماريجيلا" هو أول فيلم يخرجه الممثل البرازيلي المولد، والذي تحول إلى عالم الاخراج، فاجنر مورا /42 عاما/.
وبالإضافة إلى ذلك، تمثل المسابقة الرئيسية تحركا من جانب البرليناله، للعودة إلى عرض الافلام السينمائية الصينية، حيث من المقرر أن يتم العرض الاول لآفلام جديدة لثلاثة مخرجين صينيين.
ويشار إلى أن جميع المخرجين الصينيين الثلاثة، وهم وانج كوان آن، ووانج شياو شواي، وتشانج ييمو، كانوا فائزين بارزين في دورات سابقة لمهرجان برلين السينمائي الدولي.
ومن المقرر أن تستمر الدورة التاسعة والستين للبرليناله، خلال الفترة من السابع وحتى السابع عشر من شباط/فبراير الجاري.