داعور: تحرك المبيعات عوض السوق عن فترة الركود فى الموسم الشتوى
جمعة: المصانع تتجه لصناعة ملابس قليلة الجودة بسبب ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج
ارتفعت حركة مبيعات الملابس الجاهزة خلال الأيام الماضية، بفضل تزامن عيد الأقباط مع الربع الأخير من شهر رمضان، والذى يعد موسما جيدا لبيع الملابس الجاهزة، لكن حركة البيع كانت أقل من المتوقع بسبب ارتفاع الأسعار بنسب تراوحت من 30 و40%، وفقا لعدد من التجار، متوقعين زيادة أخرى فى أسعار الملابس بعد عيد الفطر المبارك، بنسبة 40%، بسبب نقص مستلزمات الإنتاج المستوردة.
قال محمود داعور، عضو مجلس إدارة شعبة الملابس الجاهزة بغرفة القاهرة، إن القطاع شهد زيادة فى المبيعات خلال الربع الأخير من شهر رمضان المبارك، ولكن بنسبة أقل من المتوقع، مشيرا إلى أن حركة المبيعات فى مواسم الأعياد عادة ما تكون أكبر من هذا الموسم بنسبة 50%.
وأضاف داعور، أن نشاط المبيعات خلال الفترة الراهنة، عوض القطاع عن حالة الركود التى أصابته خلال الموسم الشتوى بالرغم من مد فترة الأوكازوين، متوقعا أن تكون المبيعات فى الموسم الصيفى الجارى أقل من السنة الماضية، بسبب ارتفاع الأسعار بنسبة تراوحت بين 30 و40%، مع ارتفاع أسعار الخامات عالميا وتكاليف الشحن والنقل وزيادة أجور العاملين، خاصة أن الغزل والإكسسوارات المستخدمة فى صناعة الملابس الجاهزة فى مصر كلها مستوردة من الخارج.
وأوضح أن الزيادات التى تشهدها أسعار الملابس خلال الفترة الراهنة، نتيجة ارتفاع أسعار خامات جرى تصنيعها منذ أكثر من 6 أشهر، بينما هناك ارتفاعات أخرى قادمة خلال الأشهر المقبلة فى أسعار الملابس تصل إلى 40%، مضيفا أن هناك تراجعا كبيرا فى المعروض من الخامات لم تشهده السوق المحلية من قبل، ما يؤثر سلبا على الأسعار.
من جانبه قال محمود جمعة، عضو شعبة الملابس بغرفة القليوبية التجارية، إن قطاع الملابس عادة ما يشهد حركة بيع كبيرة خلال العشرة أيام الأخيرة من شهر رمضان، خاصة فى الملابس الرجالى والشبابى، لكن هذا العام حركة البيع كانت أقل من المعتاد بنسبة 50% تقريبا.
وأشار جمعة، إلى أن المواطن عادة ما يشترى فى هذا الموسم أكثر من قطعة من الصنف الواحد، ولكن هذا العام أكثر المستهلكين يأتون لشراء قطعة واحدة، ورغم ذلك عوضت هذه الفترة الركود الذى ضرب القطاع خلال الشهور الثلاثة الماضية، والتى تكبد فيها التجار خسائر كبيرة، مرجعا ذلك إلى ارتفاع الأسعار بأكثر من 40% تقريبا.
وأضاف أن ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج جعل المصانع تتجه لصناعة ملابس قليلة الجودة تباع بسعر منخفض يتواكب مع القوى الشرائية للمواطن، مؤكدا أن هناك تى شيرت يسجل سعره 70 جنيها للمستهلك، وهو سعر منخفض جدا.
وتوقع جمعة، زيادة أخرى تصل إلى 40% بداية فى أسعار الملابس الجاهزة التى سيبدأ تصنيعها بعد عيد الفطر، خاصة مع قلة المعروض من الخامات المستخدمة فى التصنيع بنسبة تتجاوز الـ50%.
فيما ترى سماح هيكل، عضو مجلس إدارة شعبة الملابس بالغرفة التجارية فى القاهرة، أن المستهلك لن يشعر بارتفاع سعر الملابس الصيفية، خاصة أن أسعارها تكون أقل بكثير من الشتوية، مضيفة أن اختلاف الخامات يجعل أسعار الملابس متفاوتة وتناسب جميع الفئات.
وأشارت إلى أن هناك نشاطا فى حركة البيع والشراء خلال الأيام الحالية، إلى حد ما، مقارنة بالموسم الشتوى الماضى، مرجعة ذلك إلى اجتماع عدد من المواسم فى فترة زمنية قصيرة، مثل أعياد الأقباط وشم النسيم وعيد الفطر.
من جهة اخرى، قال مصدر مسئول بوزارة التموين، إن تركيز الجهات الرقابية على أسواق السلع الغذائية لا يعنى على الإطلاق، توقف حملاتها المستمرة على أسواق الملابس خاصة خلال هذه المواسم.
وأضاف المصدر، فى تصريحات لـ«الشروق»، أن الجهات الرقابية تركز دائما على أسواق بيع المنتجات خلال فترات المواسم، وبالتالى كانت هناك حملات مستمرة لا تتوقف على أسواق بيع الملابس خلال فترة دخول الأعياد، من خلال مديريات التموين بالمحافظات وقطاع التجارة الداخلية وجهاز حماية المستهلك.
وأكد أن الجهات الرقابية تعتمد على البلاغات المباشرة من جانب المواطنين، أو من خلال حملات التفتيش المفاجئة على المحال، لضبط أى تاجر يتجه للغش التجارى، والذى تصل غرامته إلى مليونى جنيه، كأن يقوم ببيع منتج ذات جودة رديئة، أو يضع تيكت لمنشأ مختلف عن البلد التى تم صنع قطعة الملابس بها.
وأوضح أن الحملات تتأكد من وجود فواتير شراء للبضاعة المعروضة لدى التجار، للتأكد من هويتها والبلد المصنعة بها وأسعارها، بجانب التأكد من وجود المستندات المطلوبة للمحال أو المصانع أو المخازن، مضيفا «كلما شهدت أسواق الملابس رواجا فى عمليات البيع وإقبالا كبيرا من المواطنين، ارتفع عدد الحملات على هذه الأسواق».
وخاضت «الشروق» جولة تزامنا مع دخول عيد الفطر، فى أسواق حلوان وحدائق المعادى ومحيط ميدان «العباسية»، والتى شهدت إقبالا طفيفا من جانب المواطنين على الشراء، بحسب عدد من التجار.
وقال مصطفى فريد، تاجر ملابس بمنطقة حلوان، إن معدلات إقبال المواطنين زادت بعض الشىء خلال الأيام الماضية، لكن المبيعات لم تكن كبيرة، «أكثرهم يتجولون داخل المحل، لمشاهدة الموديلات الجديدة ومعرفة أسعارها، على أن يتم بيع قطعتين أو ثلاثة على مدى اليوم».
ولفت رامى مجدى، صاحب محل بيع الملابس، بمنطقة حدائق المعادى، إلى زيادة معدلات إقبال المواطنين مع انتهاء شهر رمضان الكريم، ودخول عيد الفطر المبارك، مضيفا أن المواطنين عادة ما يشجعون بعضهم البعض فى عملية الشراء، عندما يأتى أكثر من شخص لمشاهدة البضاعة المعروضة.
وأكد أحد باعة المحلات بمنطقة العباسية، ويدعى سعيد العربى، أن الإقبال هذا العام كان على الطلب الأون لاين أكثر من المحال التجارية، مضيفا: «الناس بتدخل المحل ماتشتريش وتروح تشترى أون لاين مع أنها نفس البضاعة».
وتابع أن الأسعار هذا العام متباينة، فهناك بضاعة أسعارها مرتفعة وأخرى منخفضة، «التى شيرت يبدأ سعره من ٥٠ جنيها، ونوعيات أخرى حديثة وذات جودة عالية بـ٤٠٠ جنيه»، قائلا «على حسب الطلب نبيع».