فرشاة بمسامير مدببة.. وسيلة تعقيم البريد في القرن الـ19 تعود بسبب كورونا - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 1:49 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فرشاة بمسامير مدببة.. وسيلة تعقيم البريد في القرن الـ19 تعود بسبب كورونا

منار محمد
نشر في: الخميس 4 يونيو 2020 - 11:53 ص | آخر تحديث: الخميس 4 يونيو 2020 - 11:53 ص

منذ بداية الاتصالات المكتوبة، كانت الرسائل المرسلة والبطاقات مصدرًا للفرح والحزن ولكن في أوقات الأوبئة يتحول البريد لأداة خطرة يجب الحذر منها لأنه قادر على نقل المرض بشكل موسع.

وتقول لين هايدلبو، أمينة المتحف البريدي بالولايات المتحدة، إن الجميع يرحب بالبريد في الأوقات الطبيعية ولكن مع وجود مرض يتم التعامل معه بأنه وسيلة لنقل العدوى من مكان لآخر ولهذا يجب التأكد من أنه لا يحمل أي مرض قبل إرساله إلى المستلم.

وأضافت أنه في أواخر القرن التاسع عشر، كانت مكاتب البريد تعقم البريد قبل منحه للمستلم عبر البخاخات، والمناديل المطهرة، وذلك لأن حينها كان وقت انتشار الحمى الصفراء- وفقًا لمجلة "سميثسونيان".

وأوضحت أن البريد لم يكن يفتح من قبل العاملين بل يتم عمل ثقوب به من الخارج بأداة تشبه فرشاة الشعر تحتوي على مسامير مدببة تخترق الأوراق ثم يتم التعقيم بالبخاخات، وعلى الرغم من مرور الوقت إلا أن فيروس كورونا التاجي أعاد هذه الطريقة للبريد حاليًا، ولكن مع تطوير طريقة التطهير.

وأكدت إلى أن التبخير والتعقيم وثقب البريد استخدم بشكل موسع بعد أن افترضت خدمة المستشفى البحري ومكتب خدمة الصحة العامة عام 1898 أن الحمي الصفراء انتشرت بشكل ضخم عن طريق الفراش والملابس والأشياء الأخرى التي يلمسها المصاب، وكان البريد من ضمن هذه الأشياء ولهذا تم استخدام الفرشأة لإدخال التعقيم إلى محتويات البريد دون فتحه.

وأشارت إلى أن المواد التي كانت تستخدم في التعقيم حينها هى ثاني أكسيد الكبريت والفورمالين لأن هذه المواد كانت منتشرة في القرن الـ19 وكانت تعطي نتائج جيدة في حماية البعض من الحمى الصفراء التي تشبه فيروس السارس وكوفيد – 19، موضحة أن خدمة البريد استمرت في تعقيم الرسائل في أوائل القرن العشرين لزيادة تطهير الأوراق.

وقال ديفيد بارتينهايمر المتحدث باسم الخدمة البريدية بالولايات المتحدة، إن تطهير البريد لم يكن حديثًا بل كان يستخدم منذ مئات السنين وتحديدًا منذ القرن الثالث عشر بسبب الحمى القرمزية والإنفلونزا والتيفويد والسل والجذام والكوليرا والجدري والجمرة الخبيثة، ولكن بمواد تعقيم أخرى إلا أن طريقة الوصول إلى الرسالة الداخلية كانت مشابهة لثقوب الفرشاة المدببة.

وأضاف أنه حاليًا في ظل انتشار فيروس كورونا التاجي، تحاول خدمة البريد تعقيم كل الأشياء قبل تسليمها ويتم وضعها في كيس بلاستيكي مغلق علامة على أنه مطهر، موضحًا أن طرق التعقيم الحالية متعددة ومنها الثقوب بالفرشاة أيضًا مع الحرص على ارتداء عمال البريد وشركات الشحن لأغطية الوجه، ووضع مطهرات على قفازات اليدين خلال حمل وفرز البريد وتصنيفه.

وأكد أنه على الرغم من أن دراسة نشرت في المجلة الطبية البريطانية "لانسيت"، كانت مطمئنة لتأكيدها أن الفيروس لا يعيش على الأوراق إلا 3 ساعات، إلا أن التعقيم مازال يتم العمل به لأن الخطر موجود حتى الآن.

وفي السياق ذاته، قالت ديون أودوم أستاذة مساعدة للأمراض المعدية في جامعة ألاباما البريطانية، إن نقل عدوى فيروس كورونا عن طريق البريد أمر ضعيف وهذا يفسر قلة انتشار المرض بين العاملين في القطاع البريدي؛ لأن "كوفيد19" لا يستطيع العيش على الورق كثيرًا.

ونصحت الجميع بتعقيم البريد كنوع من إجراءات الوقاية الزائدة خلال فتحه عبر رش القليل من المطهرات عليه، أو فتحه باستخدام قفازات ثم التخلص منها مع عدم تقريب محتوى البريد من الأنف أو الفم.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك