بعد انتحار فتاة لإجبارها على الزواج.. الانتحار سبيل المعنفين في الأسرة - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 3:53 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد انتحار فتاة لإجبارها على الزواج.. الانتحار سبيل المعنفين في الأسرة

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الخميس 4 أغسطس 2022 - 2:44 م | آخر تحديث: الخميس 4 أغسطس 2022 - 2:44 م

أقدمت مراهقة، 17 عاما، على الانتحار بتناول مادة سامة -سم فئران - للخلاص من حياتها في منزل عائلتها بمدينة ٦ أكتوبر، وبالفعل لفظت أنفاسها بعد وصولها إلى مستشفى 6 أكتوبر بوقت قصير؛ وذلك احتجاجا على العنف الأسري الذي تعرضت له وإجبارها على الزواج بشخص لا ترغب فيه، وفق تحقيقات النيابة التي حصلت "الشروق" على نسخة منها، وتوفي والد الفتاة بمجرد سماعه الخبر.

وتظهر على مدى فترات متفاوتة حوادث انتحار لأبناء بسبب العنف الأسري والضغوط التي تقع عليهم من الأسرة، وتلتفت كثير من الأبحاث العلمية وجهات الرصد العالمية لهذا الجانب من مسببات الانتحار.

ففي بريطانيا عام 2004، قدرت البيانات أن واحدة من كل ثماني حالات انتحار ومحاولات انتحار بين النساء ترجع إلى العنف المنزلي وسوء المعاملة، وهذا يعادل 200 امرأة تفقد حياتها في السنة، أما في الآونة الأخيرة كشفت وزارة الداخلية في 2021 بوقوع 38 حالة انتحار مرتبطة بالعنف المنزلي، خلال الفترات الأولى من وباء كورونا، كانت أعمار الغالبية منهم أقل من 45 عامًا و90٪ من الإناث، بحسب صحيفة "الجارديان".

وأجرت شبكة كينت وميدواي للوقاية من الانتحار في بريطانيا، بين عامي 2020 و2021، بحثًا أشارت نتائجه إلى أن 20٪ إلى 25٪ من الوفيات الناجمة عن الانتحار قد تأثرت بالعنف المنزلي.

وأظهرت كثير من الأبحاث العلاقة بين التعرض للعنف وزيادة خطر السلوك الانتحاري لدى النساء والأطفال، يشمل السلوك الانتحاري أي سلوك يعرض الشخص لخطر الموت مثل تناول جرعة زائدة من المخدرات أو بدء حادث سيارة أو إطلاق النار على نفسه، مثل البحث الذي أجرى عام 2016 من قبل عدد من المتخصصين بالتعاون بين جامعة كتالونيا الدولية ومستشفى فال ديربون الجامعي، وأكدته الباحثة قائلا: "أظهرت الأبحاث أن النساء اللاتي يتعرضن للإيذاء والعنف الجنسي يظهرن زيادة بمقدار 12 إلى 20 ضعفًا في محاولات الانتحار".

وقالت شاتيل فرانسيس باحثة في جامعة نوفا الجنوبية، في مقال لها بموقع "pad v" : "هناك عامل وسيط بين العنف الأسري وبين الانتحار، وهو الأمراض النفسية التي تنتج عن ذلك، على سبيل المثال يرتبط اضطراب ما بعد الصدمة IPV والسلوك الانتحاري، لأنه يسبب حدوث اضطرابات في الأداء النفسي والسيطرة القسرية كشكل من أشكال الإساءة قد تم اعتبارها أعلى مؤشر للسلوك الانتحاري".

وأضافت أن السيطرة القسرية تزيد الشعور باليأس وتزيد الشعور نحو البحث عن نهاية سريعة لكل هذه المواقف السيئة أو المشاعر السلبية المترتبة على العنف الأسري وأشكاله؛ لأن فقدان الأمل في التخلص من هذه المعاملات يقلل القدرة على التعامل مع الاجهاد الذهني.

ومن علامات العنف المنزلي التي رصدها موقع "suicidecallbackservice"، الضرب والصفع والتسبب في ألم للجسد، الصراخ الاستهزاء اللفظي، وإحراج أمام الآخرين، والتجاهل والنقد المستمر والتهديد بالإيذاء، والضغط للتخلي عن السيطرة على الأموال، ورفض الدفع مقابل الأشياء التي في حاجة لها، والمنع من العمل.

وفي مراجعة بحثية كبرى أجريت على 68 دراسة لفهم العلاقة بين سوء المعاملة في الأسرة والانتحار، وجد الباحثين أن أكثر عرضة بثلاث مرات للأشخاص الذين تعرضوا للاعتداء الجنسي في طفولتهم، وأكثر عرضة بمرتين ونصف الأشخاص الذين تعرضوا للاعتداء الجسدي، وأكثر عرضة بمرتين ونصف الأشخاص الذين تعرضوا للإساءة العاطفية في نفس المرحلة، بحسب مجلة daily science.
وتعطي هذه الدراسة بشكل قاطع دليلًا قويًا على أن إساءة معاملة الأطفال ترتبط بزيادة احتمالية تعرضهم لخطر الانتحار كبالغين وفي مراحل المراهقة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك