الجهل المتعمد.. استراتيجية نفسية ذكية لحماية الصحة في عصر التشويش المعلوماتي - بوابة الشروق
الإثنين 4 أغسطس 2025 8:22 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

الجهل المتعمد.. استراتيجية نفسية ذكية لحماية الصحة في عصر التشويش المعلوماتي

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الإثنين 4 أغسطس 2025 - 5:56 م | آخر تحديث: الإثنين 4 أغسطس 2025 - 6:03 م

تستكشف دراسة بحثية حديثة، نُشرت في مجلة Current Opinion in Psychology وأجراها الأكاديمي النفسي شون فاث وزملاؤه، قيمة ما يُسمى "الجهل المتعمد"، الذي يشير إلى تجنب المعلومات المتاحة عمدًا، وفوائد هذا السلوك في حياة الإنسان المعاصر، في ظل حالة السيولة الإخبارية المتدفقة بسبب منصات التواصل الاجتماعي.

يقول آرش إمام زادة، الباحث في علم النفس بجامعة كولومبيا، تعليقًا على الدراسة: "في عالم اليوم، حيث تحكمنا المعلومات، وتنهال العناوين الرئيسية والإشعارات، قد يبدو الجهل بأمرٍ ما فشلًا شخصيًا، لكن الواقع قد يكون عكس ذلك؛ ففي بعض الأحيان، قد يحمي الجهل المتعمد صحتك النفسية، ويدعم اتخاذ قرارات أفضل، ويقلل من التحيز اللاواعي"، وفقًا لمجلة Psychology Today.

ويُعرف الجهل المتعمد بأنه التغاضي المقصود عن حقائق معينة، حتى لو كانت في متناول اليد، لأسباب عاطفية أو اجتماعية أو معرفية.

هل يمكن أن يكون الجهل مفيدًا لك؟

يفترض زادة أن الناس عادةً يعتقدون أن المعرفة الواسعة تؤدي إلى خيارات أفضل، لكن في بعض الحالات، قد يُحسّن نقص المعرفة الصحة النفسية وجودة القرارات.

وذلك لعدة أسباب:

أحيانًا، تُفاقم المعلومات الزائدة التوتر بدلًا من الوضوح، "وقد يكون تجاهل الحقائق المؤلمة استراتيجية قصيرة المدى للتأقلم، عندما نشعر أن الحقائق تُثقل كاهلنا عاطفيًا أو تكون خارجة عن سيطرتنا".

تقليل التحيز والتأثر بالأخبار المتناثرة، فمن خلال استبعاد البيانات غير ذات الصلة، يمكن اتخاذ قرارات أكثر دقة وشمولية.

تقليل الثقة المفرطة، إذ يفترض كثيرون أن وفرة البيانات تُساعد على اتخاذ قرارات أفضل، لكن المعلومات الإضافية كثيرًا ما تسبب المزيد من التشويش.

يوضح زادة: "الجهل المتعمد له سمعة سيئة، لكنه في الظروف المناسبة يُعد استراتيجية نفسية ذكية، فهو يحمي صحتك النفسية، ويدعم راحتك، ويحد من التحيز، ويزيد من تركيزك، ويساعدك على اتخاذ قرارات أكثر حكمة".

وأضاف: "في عالم اليوم المُشبع بالمعلومات والأخبار، قد يكون تعلّم التمييز بين ما يستحق اهتمامك، وما يُفضّل تجاهله، من أقوى الأدوات لتحسين الصحة النفسية، وحل المشكلات بفعالية، لذا ساهم بوعي في تشكيل ما تستوعبه، وما تُهمله عمدًا".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك