علّق الإعلامي أسامة كمال على قرار ولاية فلوريدا الأمريكية بتصنيف كل من مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) وجماعة الإخوان المسلمين كمنظمات إرهابية، معتبرًا أن هذا التطور يجب فهمه في إطار التاريخ الطويل للعلاقة بين الجماعة والولايات المتحدة.
وأوضح كمال، خلال تقديمه برنامج "مساء dmc" المذاع على شاشة dmc مساء الثلاثاء، أن العلاقة بين الجانبين لم تكن يومًا علاقة حب أو عداء مطلق، بل قامت على استخدام متبادل تحكمه المصالح والظروف. وأضاف أن الولايات المتحدة كانت توظف جماعة الإخوان أحيانًا كـ"ورقة ضغط" على أنظمة معينة، أو كقناة تواصل مع بعض المجتمعات المحافظة، وأحيانًا أخرى كأداة تهديد أو ابتزاز سياسي للحلفاء، لكنها نادرًا ما اعتبرتها شريكًا استراتيجيًا دائمًا.
وأكد كمال أن الإخوان لم يكونوا يومًا خارج دائرة الاهتمام الأمريكي، بل تعاملت واشنطن معهم باعتبارهم أداة ضمن أدوات متعددة لتحقيق أهدافها السياسية والدبلوماسية في الشرق الأوسط، وليس كمشروع عقائدي تتبناه أو كعدو وجودي مستمر.
وتابع قائلًا: "العلاقة كانت رايحة جاية حسب المصالح والظرف؛ أحيانًا يكونوا مفيدين ضد قوى مثل جمال عبدالناصر أو الشيوعية أو السوفييت، وأحيانًا يُستخدمون كصمام أمان بعد الثورات، وفي أحيان أخرى يظهرون كخطر… ودي الصورة الحقيقية".
وأشار كمال إلى أن قراءة المشهد التاريخي منذ تأسيس الجماعة على يد حسن البنا وحتى ديسمبر 2025 تكشف أن أمريكا تعاملت مع الإخوان كأداة سياسية لا كشريك طويل الأمد. مؤكدًا أن الجماعة ليست صناعة أمريكية بالكامل، كما أن الولايات المتحدة لم تكن عدوًا لها منذ البداية، بل ظلت العلاقة بين الطرفين قائمة على المراوغة والاستخدام المتبادل والقلق، وانتهت في كثير من الأحيان إلى تجارب سياسية فاشلة.
وأضاف أن التصنيف الأخير يعكس أن الولايات المتحدة باتت تنظر إلى الإخوان باعتبارهم عبئًا أمنيًا وفكريًا أكثر من كونهم شريكًا سياسيًا محتملاً، وهو ما يفسر التحول في طريقة التعامل الرسمي معهم.
يُذكر أن حاكم ولاية فلوريدا، رون ديسانتيس، أعلن اليوم تصنيف كل من كير وجماعة الإخوان كمنظمات إرهابية أجنبية، وذلك بعد أيام من إعلان مماثل في ولاية تكساس، في بيان رسمي من ثلاث صفحات يوضح أن هذه المنظمات تمثل تهديدًا أمنيًا على مستوى الولاية.