أكد وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، اليوم الأربعاء، التزامه مجددا بالبقاء في الخدمة في إدارة الرئيس دونالد ترامب، بعد أن تكهنت تقارير إخبارية بأنه على وشك الاستقالة.

وقال تيلرسون، في مؤتمر صحفي تم الإعداد له سريعا ليعقد في وزارة الخارجية الأمريكية، "لم آخذ في اعتباري ترك المنصب مطلقا".

وأوضح "تيلرسون"، إنه يرغب في الرد على تقرير نشر في وقت سابق من اليوم الأربعاء وورد فيه إنه كان يعتزم الاستقالة من منصبه قبل بضعة أشهر.

ووفقا لتقرير قناة "إن بي سي" الإخبارية، فإن تيلرسون وصف ترامب بأنه "أبله" بعد اجتماع عقد يوم 20 يوليو في وزارة الدفاع "بنتاجون" مع أعضاء من فريق الأمن الوطني لترامب ووزراء بالحكومة. واستندت القناة في روايتها إلى ثلاثة مسؤولين لم يتم تحديد هويتهم وهم على علم بالواقعة.

ولم ينف "تيلرسون"، الرئيس التنفيذي السابق لشركة إكسون موبيل للنفط المنحدر من تكساس، استخدام هذا الوصف، ولكنه قال إنه لن يسهم بأي جهد في تقسيم الإدارة الأمريكية.

وقال تيلرسون، عندما سئل عما إذا كان وصف ترامب بالأبله "هذا ما لا أفهمه حول واشنطن، أنا لا أنتمي لهذا المكان، ولكن في الأماكن التي أنتمي إليها، لا نتعامل مع هذا الهراء التافه.. فلا يقصد من وراءه سوى بث روح الانقسام بين الشعب".

وأشاد بالتعاون بين مختلف الوزارات داخل الإدارة، ولكنه أكد على تعاونه مع وزير الدفاع جيمس ماتيس.

وقال تيلرسون: "ما حققناه قمنا به كفريق واحد".

وطفت إلى السطح تكهنات حول تردي العلاقة بين تيلرسون وترامب منذ أن بدا أن الاثنان يدخلان في صدام في بداية الأسبوع الجاري، عندما قلل ترامب من جهود تيلرسون لإجراء اتصالات مع كوريا الشمالية حول تجاربها النووية والصاروخية.

وبعدما نُقل عن تيلرسون قوله إنه حاول فتح حوار مع كوريا الشمالية، كتب ترامب عبر تويتر، يوم الأحد الماضي، أنه أخبر تيلرسون بأنه "يهدر وقته في محاولة التفاوض مع (رجل الصاروخ الصغير)" في إشارة إلى زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون.

ولم يشر تيلرسون في تصريحه اليوم إلى هذه التغريدة التي وصفه ترامب فيها بأنه "وزير خارجيتنا الرائع".

وقال تيلرسون في تصريحه اليوم الأربعاء في إشادة بترامب، إنه يعلم أن ترامب يحب بلاده ويضع الأمريكيين في مقدمة أولوياته، وهو ذكى ويطلب رؤية نتائج.

ورد ترامب على بيان تيلرسون عبر موقع تويتر قائلا: "إن الوزير تيلرسون ونائب الرئيس (مايك) بنس دحضا رواية إن بي سي نيوز تماما. إنها # أخبار مزيفة، وينبغي أن يصدروا اعتذارا لأمريكا!".

وذكر تيلرسون إن أهداف ترامب في السياسة الخارجية "تخرج عن المألوف عما يعتقده المواطنون تقليديا أنه قابل للتحقيق". وحدد العديد من الانجازات التي حققتها الإدارة، بما في ذلك العقوبات الصارمة ضد كوريا الشمالية، وزيادة الاتصالات مع حلف شمال الأطلسي ناتو، قائلا إن تحقيقها كان جهدا جماعيا.

وأضاف أن أجندة "أمريكا أولا" التي يتبناها ترامب منحت أصواتا للملايين ممن شعروا بأنهم مهمشون تماما بسبب الوضع السياسي الراهن، وكانوا يشعرون بأن مصالحهم تحل في الأولوية بعد مصالح دول أخرى.

ويختلف تيلرسون (65 عاما) مع عدد من سياسات ترامب، حيث يفضل بقاء الولايات المتحدة ضمن اتفاق باريس للمناخ، وكان أقل صرامة تجاه إيران بشأن تساؤلات حول الاتفاق النووي الإيراني.

وقال تيلرسون: "سنقدم توصية للرئيس. وسنعطيه خيارين حول كيفية المضي قدما في التعامل مع السياسة المهمة تجاه ايران".