غزة تموت جوعا: من التكيات إلى الرمال وعلف الحيوانات.. رحلة الموت تحت الحصار - بوابة الشروق
الثلاثاء 5 أغسطس 2025 6:00 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

غزة تموت جوعا: من التكيات إلى الرمال وعلف الحيوانات.. رحلة الموت تحت الحصار

غزة
غزة
سوزان سعيد
نشر في: الثلاثاء 5 أغسطس 2025 - 3:38 م | آخر تحديث: الثلاثاء 5 أغسطس 2025 - 3:38 م

تستمر معاناة سكان قطاع غزة، بعد حوالي عامين من الحرب التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ 7 أكتوبر 2023، والتي تسببت في استشهاد حوالي 62 ألف فلسطيني، وجرح ما يقرب من 160 ألف شخص، وفقًا لبيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، بالإضافة إلى محاصرة جيش الاحتلال للقطاع على مدار 22 شهرًا، وعدم السماح بإدخال المساعدات الغذائية والأدوية والوقود، إلا في أضيق الحدود وبما لايكفي احتياجات نصف سكان غزة، فضلًا عن تعرض للنهب والسرقة من اللصوص واختفاء التكيات "وهي المطاعم التي كانت توفر الطعام مجانًا للأهالي"، وبيع السلع الغذائية بأسعار كبيرة لا تتناسب مع إمكانيات سكان القطاع، جميعها تسببت في تجويع الأهالي، إذ توفي بالفعل حوالي 180 فلسطينيًا بسبب الجوع، بينهم 93 طفلًا، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

وهنا يتبادر سؤال إلى الذهن، ما هي الرحلة التي قطعها الأهالي مع تجويع الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية الحرب، وحتى الموت جوعًا؟، يجيب التقرير التالي وفقًا لشهادات الأهالي والناشطين في غزة عبر صفحاتهم الشخصية.

-التكيات الخيرية تتوقف

برزت التكيات الخيرية في بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع، كأحد المبادرات الشبابية لمساعدة الأسر المتضررة من نقص المساعدات الغذائية، من خلال طهي وتوزيع الوجبات الغذائية على الأهالي، والتي وفرت في البداية وجبة واحدة فقط لكل أسرة، للوفاء بمتطلبات أكبر عدد ممكن من سكان الحي الذي تخدمه.

أدى استهداف الاحتلال الإسرائيلي لقرابة 60 تكية، بالإضافة إلى نقص المواد الغذائية داخل القطاع، إلى توقف معظم التكيات عن العمل، والتي كانت تعتمد عليها الكثير من الأسر الفلسطينية في توفير وجبة واحدة على الأقل لهم ولأطفالهم.

-البداية وجبة واحدة في اليوم

قبل أن تنفذ المواد الغذائية بأكملها داخل القطاع، حرص الأهالي على تقنين استهلاكهم بتناول وجبة واحدة يوميًا، تنوعت بين الأرز الأبيض وحساء العدس أو الفاصوليا البيضاء أو الخبيزة.

لجأ بعض الأهالي أيضًا إلى إضافة الزعتر والدقة إلى الفول والمعلبات، قبل أن تنفذ بدورها.

-مخلفات جيش الاحتلال

ذكر بعض الأهالي أنهم يتوجهون إلى مقرات إقامة الجيش الإسرائيلي القريبة من منازلهم، فور مغادرتهم لها، للبحث عن الطعام المتبقي منهم مثل علب التونة والخبز، لسد جوعهم وأطفالهم.


-خبز من علف الحيوانات

وثق أحد الناشطين الفلسطينيين في شمال غزة، عملية صناعة الخبز بطحن علف الحيوانات، مع إضافة الماء والدهون، والتي تزامنت مع بدء نفاذ المواد الغذائية الأساسية من القطاع، مثل الخبز والدقيق، قائلًا: "لا تصدق الناس عندما نقول لهم إننا نأكل علف الحيوانات، لذا قررت أن أوثق هذا الفيديو".

-رمل غزة يطحن بالطاقة الشمسية

وثقت إحدى الناشطات داخل قطاع غزة مقطع فيديو يوضح تناولها لوجبة تسمى "رمل غزة"، والتي قد يعتقد البعض أنها رمل حقيقي، ولكنها عبارة عن دقة يتم تحضيرها بتحميص مجموعة من الحبوب الجافة مثل القمح والعدس، ثم تضاف لها بعض التوابل مثل الفلفل الأحمر والزعتر المجفف، والسماق والملح، مضيفة أنها تأخذ هذا الخليط إلى المطحنة والتي يستغرق الوصول لها قرابة الساعة، وتطحن المكونات باستخدام الطاقة الشمسية نظرًا لعدم توفر الكهرباء.


-أسعار فلكية للطعام

في فبراير 2024، وصلت أسعار بعض الخضراوات، إلى 10 دولارات لكل كيلوجرام، كما وصل سعر كيلوجرام اللحمة إلى 80 دولاراً.

وما لبثت أن قفزت هذه الأسعار في أغسطس من نفس العام، وفقًا لشهادة أحد بائعي الخضار داخل القطاع، ليتراوح سعر الكيلوجرام من الخضراوات، بين 50- 80 دولارًا.

ومؤخرًا وصل سعر كيس الدقيق 100 دولار، فيما يباع السمك بـ35 دولارا، نظرًا لصعوبة الصيد وتعرض الصيادين للاستهداف من قوات الاحتلال، بينما لا تتوفر اللحوم في المتاجر.

-مؤسسة غزة الإنسانية.. الموت من أجل كيس دقيق

بعد عام واحد، في فبراير 2025، في ظل منع إسرائيل لشحنات المساعدات البرية من الدخول إلى قطاع غزة، تأسست مؤسسة غزة الإنسانية والتي تشرف عليها كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي يعتبر الحصول على الطعام من خلالها عملية شاقة ومحفوفة بالمخاطر، نظرًا للمسافات المتباعدة بين نقاط التوزيع، والتي تضطر أحد أفراد العائلة إلى السير لعشرات الكيلومترات، حتى الوصول إلى أقرب نقطة توزيع بالنسبة لمخيمه، ثم الوقوف في طابور طويل انتظارًا للحصول على كيس الدقيق، وغالبًا تستهدف قوات الاحتلال العديد من الأشخاص، ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطيينية في غزة، استشهد أكثر من 1516 فلسطينيًا، وأصيب أكثر من 10 آلاف شخص، برصاص الجيش الإسرائيلي عند مراكز توزيع المساعدات.

وهو ما عبر عنه أحد الأهالي قائلًا: "نذهب لمراكز المساعدات لإحضار كيس دقيق أبيض أو نأتي مكفنين بكفن أبيض أيضًا".

ومع تفاقم المجاعة داخل القطاع، بسبب استهداف الفلسطينيين من خلال مؤسسة غزة الإنسانية، أو توافر المواد الغذائية داخل الأسواق بأسعار باهظة الثمن، أصبح الفلسطينيون داخل القطاع يتناولون الكثير من الوجبات التي لا يمكن تخيلها.

-الدقيق الملقى على الأرض

يجمع الأهالي الدقيق الملقى على الأرض، والذي تسرب من الأجولة بالقرب من مراكز المساعدات والمخلوط بالرمل، ويستخدمونه في صناعة الخبز، بالرغم من تعفنه بفعل التعرض للبكتيريا.

-الخبز المتعفن

ذكرت إحدى السيدات داخل قطاع غزة، أنها تأكل وأسرتها الخبز المتعفن مع رش القليل من الملح عليه لكي يصبح طعمه مستساغًا، لأنهم لا يجدون بديلًا.

-خبز العدس

أوضحت إحدى السيدات الحوامل بالقطاع أنها لا تجد ما تسد به رمقها سوى بعض كسرات من خبز العدس، تتناولها مع حساء العدس نفسه، مضيفة أن هذه الوجبة صعبة الهضم، وتسبب لها الغثيان والحموضة، ولكنها تضطر لتناولها لكي تقوى على مواصلة حملها بدون إعياء.

-الحشائش وأوراق الشجر

قال أحد الأهالي، إنه في ظل الحصار الذي يفرضه الاحتلال الاسرائيلي، وإغلاق المعابر وعدم وجود الغذاء، يتناول هو وأسرته أوراق الأشجار والحشائش بعد سلقها، مشيرًا إلى أن طعمها يكون شديد المرارة، ولكنها أفضل من الموت جوعًا.

-الأرز النيء

أهالي القطاع لا يجدون الطعام الذي يتناولونه، وحتى وإن وجدوه لن يجدوا وقودًا لطهيه، ولا ماء لغسله، لذا ووفقًا لشهادة إحدى السيدات في غزة، إنهم يأكلون الأرز النيء والممتلئ بالرمل، بعد طحنه، للبقاء على قيد الحياة، ومقاومة المجاعة.

-الماء الملوث

لم يبق لأهالي القطاع سوى الماء للبقاء على قيد الحياة، لأطول فترة ممكنة، بالرغم من كونه ملوثًا بفعل توقف محطات التحلية عن العمل، نظرًا لنقص الوقود.

-التخيل

من أغرب شهادات سكان غزة، ما ذكرته إحدى السيدات، أنها ذهبت لشراء كيس دقيق، لتجده يباع بـ100 دولار، قائلة "لم أتمكن من شرائه لعدم توافر المبلغ لدي، لذا فقد تخيلت أنني أكلت وشبعت وحمدت الله".

-القمامة
أظهر مقطع فيديو وثقه أحد الناشطين من داخل القطاع، بعض الأطفال يبحثون عن بقايا طعام تسد جوعهم داخل صناديق القمامة.

-الرمل

ظهر أحد الأطفال داخل القطاع في مقطع فيديو وهو يصرخ من الجوع، ممسكًا بحفنة من الرمل ويضعها بفمه، قائلًا: "إننا نأكل الرمل، لأننا لا نجد الدقيق والخبز الذي يباع بـ100 شيكل، نريد طحينًا، حرام عليكم ارحمونا".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك