واصلت دول العالم، اليوم الثلاثاء تقديم المساعدات الإنسانية إلى ضحايا الزلازل في تركيا وسوريا.
فمن جانبها، تعهدت الولايات المتحدة ببذل ما في وسعها بالتنسيق مع تركيا لمساعدة ضحايا الزلازل المدمرة التي شهدتها أنقرة ودمشق.
وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية - في بيان عبر موقعها الإلكتروني - أن وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو؛ لتقديم خالص تعازيه في الخسائر الفادحة في الأرواح جراء الزلازل، وبحثا السبل التي يمكن للولايات المتحدة وشركائها أن يساعدوا بها بشكل أفضل.
وأكد بلينكن أن استجابة (واشنطن) الأولية للمساعدة جارية بالفعل وتعهد ببذل كل ما في وسعه بالتنسيق مع تركيا لمساعدة ضحايا الزلزال في تركيا وسوريا، مشيرا إلى ضرورة بقاء المعابر الإنسانية إلى سوريا مفتوحة.
وقال البيان: "يجب أن تظل المعابر الإنسانية في سوريا مفتوحة للمنظمات غير الحكومية للتحرك عبر الحدود، على خلفية الزلزال المدمر التي تعرضت له سوريا وتركيا".
وأضاف أن "القنصلية الأمريكية في مدينة أضنة التركية جاهزة لاستضافة فرق الإنقاذ للمساعدة في إنقاذ المتضررين من الزلزال".
من ناحيته، أكد المتحدث باسم الحكومة اليابانية هيروكازو ماتسونو، في مؤتمر صحفي، أن وحدة متقدمة من فرق الإنقاذ والإغاثة في حالات الكوارث قد غادرت اليابان الليلة الماضية متوجهة إلى تركيا.
وأضاف المتحدث - حسبما ذكرت وكالة الأنباء اليابانية كيودو - إنه "لم يُسمع بوجود أي ضحايا يابانيين حتى الآن".
بدوره، أشار المتحدث باسم الأمانة العامة لمجلس الوزراء حيدر مجيد، إلى أن الأيام المقبلة ستشهد إرسال مساعدات أخرى إلى سوريا لمساعدة المتضررين من الزلزال.
وأضاف مجيد، وفقا لقناة (العراقية الإخبارية) أنه سيتم إرسال فريق متخصص من الدفاع المدني للمساعدة في عمليات البحث عن المفقودين، وفي السياق، وصلت أول طائرة مساعدات عراقية إلى مطار دمشق الدولي، محملة بأكثر من 60 طنا من المواد الإغاثية لمساعدة المتضررين من الزلزال ومساندة عمليات الإغاثة جراء الزلزال المُدمر.
كما أعلن مكتب رئيس الوزراء الباكستاني، أن (إسلام أباد) أرسلت أول حزمة من مواد الإغاثة وفرق الإنقاذ إلى تركيا من أجل مساعدة ضحايا الزلزال العنيف الذي ضرب جنوب تركيا أمس الاثنين وخلف آلاف القتلى والمصابين.
وذكر المكتب - في بيان نقله تلفزيون "تي آر تي وورلد" التركي - "أن طائرة من طراز (سي -130) تقل فريق بحث وإنقاذ من الجيش الباكستاني أقلعت من قاعدة "تشاكلالا" الجوية في مدينة (روالبندي) مساء أمس، مشيرا إلى أن فريق إنقاذ مؤلف من 50 شخصا بالإضافة إلى 25 طنا من مواد الإغاثة غادروا إلى تركيا عبر رحلة الخطوط الجوية الدولية الباكستانية صباح اليوم.
وأشار البيان إلى أن طائرة أخرى من طراز (سي-130) تحمل سبعة أطنان من مواد الإغاثة بما في ذلك الأدوية والخيام والبطاطين ومواد الإغاثة الأخرى ستقلع إلى مدينة (إسطنبول) التركية من مدينة (لاهور) شمال شرقي باكستان في وقت لاحق اليوم.
بدورها.. ذكرت وكالة أنباء (يوكرنفورم) الأوكرانية أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقع مرسوما بشأن تقديم مساعدات إنسانية لتركيا.
وأمر الرئيس الأوكراني بتقديم مساعدات إنسانية لتركيا، من أجل المساعدة في التغلب على تداعيات الموقف الطارئ الذي تشهده تركيا جراء الزلزال، وفقًا للمادة 10 من قانون أوكرانيا الخاص بالمساعدات الإنسانية.
وبموجب المرسوم الرئاسي، يجب على مجلس الوزراء الأوكراني ضمان توفير المساعدات الإنسانية لتركيا.
بدورها.. أطلقت الكويت أولى طلائع الجسر الجوي لإرسال مساعدات وطواقم طبية عاجلة باسم دولة الكويت إلى جمهورية تركيا جراء الزلازل وتبعاتها التي ضربتها، وذلك بناء على توجيه أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح.
وتولت وزارة الخارجية الكويتية التنسيق لتفعيل الجسر الجوي، فيما تولى الجيش الكويتي مسؤولية نقل الكوادر والآليات والمعدات جوا، وتشارك قوة الإطفاء العام الكويتية بالتعامل مع آثار الزلزال والمساهمة في عمليات البحث والإنقاذ عن الضحايا والمصابين والمنكوبين، عبر فرقة مزودة بالآليات والمعدات والكوادر البشرية المتخصصة، إلى جانب تقديم المساعدات اللازمة بمشاركة فريق البحث والإنقاذ الكويتي، كما ستشارك وزارة الصحة وجمعية الهلال الأحمر الكويتي في تقديم الدعم الطبي والدوائي والرعاية الصحية العاجلة اللازمة.
في هذا الإطار.. أعلن مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الإنسانية وإدارة الأزمات جانيز لينارتشيتش- في تغريدة بموقع "تويتر"، اليوم- إرسال 27 فريق إنقاذ إلى تركيا؛ للمشاركة في الجهود الإغاثية في أعقاب الزلزال.
وأوضح لينارتشيتش أن الفرق الطبية والإغاثية قادمة من 19 دولة أوروبية، وتضم 1150 فردا، و70 كلب إنقاذ مدربا، وذلك عبر آلية الاتحاد الأوروبي للحماية المدنية.
وبحسب قناة "إيه نيوز" التركية فإن سويسرا- غير العضوة بالاتحاد الأوروبي- أعلنت اعتزامها إرسال 22 منقذا و14 كلب إنقاذ مدربا، بالإضافة إلى 80 فرد بحث وإنقاذ بينهم خبرء كوارث عسكريون.. وتأتي الفرق الأوروبية من 19 دولة أبرزها ألمانيا وفرنسا واليونان وإسبانيا.
من جهته.. شدد مجلس الوزراء السعودي، خلال جلسته في الرياض برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، اليوم- على تضامن المملكة مع الدول التي تعرضت للزلازل وهزات أرضية، وما نتج عنها من وفيات وإصابات ومفقودين، وفقا لما أوردته قناة "الإخبارية السعودية".
في السياق.. دعت نقابة الصحفيين العراقيين- في بيان، اليوم الثلاثاء- المنظمات والنقابات الصحفية العربية والدولية، لتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية العاجلة لإنقاذ شعب سوريا من الكارثة التي حلت به جراء الزلزال المدمر.
وأعلنت النقابة عن تضامنها ووقوفها مع الشعب السوري الشقيق والصحفيين السوريين جراء الزلزال المدمر، الذي تعرضت له سوريا وراح ضحيته المئات من المواطنين الأبرياء، إضافة إلى الدمار الذي تعرضت له العديد من المباني.
وأعربت عن خالص تعازيها للشعب السوري في ضحايا الزلزال المدمر، مؤكدة استعدادها لتقديم أية مساعدات ممكنة للمتضررين.
بدوره.. قال رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في سوريا سيباستيان جاى- في بيان، اليوم- إنها حشدت جهودها التي تدعم سكان شمال غربي سوريا، وذلك عقب الزلزال الذي ضرب المنطقة، كما حشدت فريقها جنبا إلى جنب مع الشركاء المحليين؛ للاستجابة للاحتياجات المتزايدة في المنطقة.
وأشار رئيس البعثة إلى أنه عثر على أحد موظفي البعثة ميتا تحت أنقاض منزله في إدلب، كما فقد آخرون أفرادا من عائلاتهم.
وقال إن المنشآت الصحية متأثرة ومكتظة والطاقم الطبي في شمال سوريا يعمل على مدار الساعة؛ للاستجابة للأعداد الهائلة من الجرحى الذين يصلون إلى المرافق.
وأضاف أن فرقها عالجت منذ الساعات الأولى حوالي 200 جريح واستقبلت 160 جريحا في المرافق والعيادات التي تديرها أو تدعمها في شمال إدلب، كما تقوم بنشر سيارات الإسعاف لديها؛ لمساعدة السكان، إضافة إلى تقديم الدعم الفوري إلى 23 مرفقا صحيا في محافظتي إدلب وحلب.
وتابعت أن الاحتياجات مرتفعة للغاية في شمال غربي سوريا، حيث يضيف هذا الزلزال طبقة دراماتيكية للسكان الضعفاء الذين لا يزالون يكافحون بعد سنوات عديدة من الحرب.
وأكدت المنظمة الدولية غير الحكومية العاملة في المجال الطبي والإنساني أن العواقب الهائلة لهذه الكارثة ستتطلب جهود مساعدات دولية ترقى إلى المستوى المطلوب.
ولفتت إلى أنها لا تزال على اتصال وثيق بالسلطات المحلية في شمال غربي سوريا ومع السلطات في تركيا لتقديم دعمها حيثما كان ذلك ضروريا، كما تقوم حاليا بتقييم الوضع والاحتياجات في إدلب وشمال حلب وجنوب تركيا، لتوسيع نطاق استجابتها وفقا لذلك، خاصة مع تزايد عدد الوفيات والإصابات كل ساعة.
من جهتها.. أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشونينج- في تغريدة على موقع التدوينات القصيرة (تويتر)- أن بلادها سترسل أفراد إنقاذ ومساعدات طارئة؛ من أجل جهود الإغاثة للزلازل وتبعاتها، التي ضربت تركيا وسوريا، أمس الاثنين، وخلفت آلاف القتلى والمصابين، مشيرة إلى أنها وجهت الدفعة الأولى من فريق الإنقاذ الصيني إلى المناطق الأكثر تضررًا في تركيا، صباح اليوم الثلاثاء؛ للمساعدة في عملية البحث والإنقاذ الجارية بعد زلزال أمس.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية إن "الحكومة الصينية تقدم مساعدات طارئة لتركيا وسوريا من خلال حزمة أولى بقيمة 40 مليون يوان (5.8 مليون دولار أمريكي) من المساعدات الطارئة متجهة إلى تركيا"، موضحة أن فريق الإنقاذ يتكون من 8 خبراء إنقاذ ذوي خبرة، ومن المنتظر أن يصل إلى تركيا، غدا الأربعاء، بالتوقيت المحلي، وبرفقتهم أدوات بحث عن الحياة مثل الرادارات المتطورة ومعدات إنقاذ الهدم وكلب إنقاذ.
وأضافت هوا أن الصين تقوم بتنسيق إمدادات الإغاثة العاجلة من أجل شحنها إلى سوريا، بالإضافة إلى تسريع تسليم برامج المساعدات الغذائية.
بدورها.. قررت جمعية الصليب الأحمر الصينية تزويد الهلال الأحمر التركي والهلال الأحمر السوري بمبلغ 200 ألف دولار أمريكي نقدًا على التوالي كمساعدات إنسانية طارئة.
كما قامت الحكومة الصينية على الفور بإطلاق آلية المساعدات الإنسانية الطارئة، وقررت تقديم المساعدات الطارئة إلى تركيا وسوريا.
وقال نائب مدير الوكالة الصينية للتعاون الإنمائي الدولي دنج بوه تشينج إن بكين ستوفر 40 مليون يوان كدفعة أولى من المساعدات الطارئة لتركيا، بما في ذلك إرسال فرق إنقاذ ذات خبرات عالية وفرق طبية، وتوفير مواد الإغاثة العاجلة لتركيا، فضلا عن التنسيق لتوفير مواد الإغاثة العاجلة لسوريا، والإسراع في تنفيذ مشاريع المساعدات الغذائية الجارية.
وذكر بيان لسفارة الصين بالقاهرة أن مختلف الأوساط الصينية تمد يد العون إلى تركيا وسوريا، حيث قدمت جمعية الصليب الأحمر الصينية 200 ألف دولار أمريكي كمساعدة لكل من تركيا وسوريا، ويقوم المغتربون الصينيون المحليون بجمع إمدادات الإغاثة مثل الخيام والبطانيات، مشيرا إلى أن أول قوة إنقاذ مدنية صينية قد توجهت إلى المنطقة المنكوبة؛ لإجراء عمليات الإنقاذ في صباح اليوم.
وأضاف أن الحكومة الصينية ستواصل تقديم المساعدات لتركيا وسوريا في حدود إمكانياتها، وفقًا لوضع الكارثة والاحتياجات الفعلية.
وفي السياق.. أفادت قناة "روسيا اليوم"، بوصول طائرة روسية من نوع "إل-76" تابعة لوزارة الطوارئ، إلى سوريا وعلى متنها رجال إنقاذ وفرق طبية ومعدات خاصة، للمشاركة في مواجهة تداعيات الزلزال.
ونقلت القناة عن مصادر قولها إن الطائرة على متنها 50 شخصا، وكذلك جميع المعدات الضرورية للبحث عن الأشخاص تحت الأنقاض، وكذلك لتقديم الإسعافات الطبية.
وكانت وزارة الطوارئ الروسية، أعلنت في وقت سابق، وصول مجموعة فرق الإنقاذ التابعة للوزارة إلى تركيا للمساعدة في عمليات البحث والإنقاذ عقب الزلزال المدمر الذي وقع جنوبي البلاد.