بإشراف د. حنان كامل.. عين شمس تترجم أخطر وثيقة في تاريخ نشأة إسرائيل
أعلن الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، فوز كتاب "سجلات الفيلق اليهودي" في النسخة الثانية من مسابقة "ترجم.. أبدع" التي تُقام تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ضمن مبادرة اكتشاف ودعم المترجمين الشباب في الجامعات المصرية، وذلك بالشراكة بين المركز القومي للترجمة والمجلس الأعلى للجامعات.
الكتاب الفائز، وهو ترجمة عن العبرية، تقدم به فريق متميز من قسم اللغة العبرية بكلية الآداب – جامعة عين شمس، تحت إشراف الأستاذة الدكتورة حنان كامل متولي عميدة كلية الآداب وأستاذ الدراسات العبرية والفكر الديني اليهودي، ويضم الفريق كلًا من: الدكتور محمد عبود حسين، والدكتور أحمد شمس الدين، والدكتورة مرام محروس مصطفى أعضاء هيئة التدريس بقسم اللغة العبرية وآدابها، وقد نال العمل إشادة واسعة نظرًا لأهميته العلمية والتاريخية البالغة.
أهمية الكتاب تكمن في كونه العمل الأول باللغة العربية الذي يقدم دراسة معمّقة عن تشكيلات "الفيلق اليهودي" التي حاربت إلى جانب القوات البريطانية خلال الحرب العالمية الأولى، وكان لها دور محوري في الحصول على وعد بلفور، ومن ثم تمهيد الطريق لإقامة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين.
يؤرخ الكتاب لهذه الوحدات العسكرية اليهودية الخمس، التي ضمت ما يقرب من 6400 عنصرًا، كاشفًا كيف استخدمتها الحركة الصهيونية كوسيلة عملية لإقامة جيش الاحتلال لدعم مشروع "الدولة اليهودية".
مؤلف الكتاب، زئيف فلاديمير جابوتنسكي، ليس فقط زعيمًا صهيونيًا بارزًا، بل هو الأب الروحي لليمين الإسرائيلي المعاصر، وملهم مباشر لرئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو، الذي يصف نفسه بأنه امتداد لأفكار جابوتنسكي. ومن خلال سرد تاريخي مدعوم بوثائق وذكريات شخصية، يسلط الكتاب الضوء على جذور الفكر الصهيوني المسلح، والصراع داخل الحركة الصهيونية بشأن دعم الحلفاء أو المحور أثناء الحرب.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور أحمد فؤاد هنو أن المسابقة تسعى إلى خلق بيئة محفزة للإبداع العلمي والثقافي، وربط شباب الجامعات بمصادر المعرفة العالمية. كما أثنى على الفرق الفائزة، مشيرًا إلى أن ترجمة هذا الكتاب تمثل إضافة نوعية للمكتبة العربية، ومصدرًا لفهم الجانب العسكري والمؤسسي من نشأة الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف أن التعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ساهم في توسيع قاعدة المشاركة الجامعية، وتعزيز مستوى التنافس والإبداع في اختيار عناوين ذات عمق وأهمية استراتيجية.
من جهتها، عبّرت الأستاذة الدكتورة حنان كامل متولي، عميدة كلية الآداب جامعة عين شمس، والمشرفة على فريق الترجمة، عن فخرها بهذا الفوز، مؤكدة أن التتويج يمثل "اعترافًا مستحقًا بجهود علمية حقيقية بُذلت على مدار شهور من العمل المضني والدقيق"، مضيفة:
"نحن لا نترجم مجرد نصوص، بل نعيد قراءة التاريخ ونضعه في متناول العقل العربي؛ كتاب سجلات الفيلق اليهودي ليس عملاً توثيقيًا فقط، بل هو مفتاح لفهم بدايات التكوين العسكري الصهيوني، وكيف تمكّنت الحركة الصهيونية من إدماج المشروع العسكري ضمن بنية الدولة الإسرائيلية قبل إعلان قيامها بسنوات".
وأوضحت د. حنان أن الفريق الترجمي، الذي ضمّ كلاً من الدكتور محمد عبود حسين، والدكتور أحمد شمس الدين، والدكتورة مرام محروس مصطفى، حرص على الجمع بين الدقة الأكاديمية وسلاسة اللغة العربية، مشددة على أن "الاختيار لم يكن عشوائيًا، وإنما جزء من مشروع علمي متكامل يسعى لتسليط الضوء على زوايا خفية ومغيّبة من التاريخ العبري الحديث، تم تغييبها في المكتبة العربية، خاصة ما يتعلق بـ المرتزقة اليهود في خدمة الاستعمار البريطاني".
وأضافت: "أشكر من أعماق قلبي الدكتورة كرمة سامي، رئيسة المركز القومي للترجمة، التي أتاحت هذه الفرصة، واحتضنت هذه المسابقة برؤية علمية ووطنية واضحة، ولحرصها على رفع مستوى الترجمة القومية ".
وختمت تصريحها بالتأكيد على أن هذا الفوز هو بداية لمسار أكاديمي أوسع، يهدف إلى إنتاج سلسلة ترجمات متخصصة عن المجتمع الإسرائيلي بمختلف انعكاساته، وتفكيك خطاب القوة في أدبيات الاحتلال، بوصفه أحد أخطر عناصر السيطرة الاستعمارية الحديثة في المنطقة