قال عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، الدكتور محمد مجاهد الزيات، إن الأمن القومي المصري يواجه عددًا من التحديات؛ أولها تحدي الإرهاب؛ فالعمليات الإرهابية لازالت مستمرة في سيناء بالرغم من جهود القوات المسلحة وأجهزة الأمن وقدرتها على الحد من هذا النشاط، ورأى أن "هذه العمليات ستستمر لفترة، خاصة بسبب طبيعة دول الجوار".
وأضاف: "التحدي الثاني؛ تحدي المياه، فمصر تعاني من فقر مائي في ظل التحرك الإثيوبي لبناء سد النهضة، كما أنه لا يوجد أي اتفاق يلجم إثيوبيا عن قطع المياه".
وأضاف في محاضرته عن «التحديات التي يواجهها الأمن القومي المصري والأمن الإقليمي» خلال مؤتمر «مستقبل المجتمعات العربية»، الذي تنظمه وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية، أن الأمن القومي هو قدرة الدولة على حماية أراضيها من كل التهديدات الخارجية، وتوفير كل متطلبات التنمية.
وتابع الزيات: "لابد من وجود توافق لدى قطاعات الشعب المختلفة حول التحديات التي يواجهها الأمن القومي؛ حتى تتمكن الدولة من وضع سياسات ناجحة لتحقيق الأمن القومي ومواجهة التحديات والتهديدات، كما يجب أن يكون هناك اتفاق شعبي على الإجراءات التي سيتم إتخاذها لمواجهة التحديات".
وأشار إلى أن التحدي الثالث هو الأزمة الاقتصادية، في ظل تزايد معدلات البطالة ونقص الاستثمار الخارجي، بالإضافة إلى تراجع السياحة التي كانت مصدر العملة الصعبة، وتراجع دخل قناة السويس لأسباب عدة منها تراجع التجارة الخارجية العالمية وركود الاقتصاد العالمي.
كما تحدث عن تراجع الدور الإقليمي لمصر، وهو التحدي الرابع الذي يواجهه الأمن القومي المصري، مؤكدًا أن "عدم وجود دور إقليمي لمصر أثر على تعامل الدول معها".
وأكد الزيات، أنه لا يمكن التحدث عن الأمن القومي المصري بمعزل عن الأمن القومي العربي. وتساءل عما إذا كان الواقع العربي قادرًا على إنشاء أمنًا قوميًا عربيًا.
وشدد على أن الدول العربية تواجه تحديات مشتركة؛ أهمها تحدي الإرهاب، والذي يكاد أن يقضي على 4 دول عربية؛ وهي (ليبيا، وسوريا، والعراق، واليمن)، كما يهدد بالإطاحة بالدولة المركزية.
وأضاف، أن هناك خطط غربية وخاصة أمريكية؛ تسعى إلى تفكيك الدول العربية وتقسيمها، خاصة في العراق وليبيا واليمن.