في شهر الاحتفال بالمرأة.. قضايا الشرف والعذرية في مرآة الدراما - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 11:21 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في شهر الاحتفال بالمرأة.. قضايا الشرف والعذرية في مرآة الدراما

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الإثنين 8 مارس 2021 - 5:19 م | آخر تحديث: الإثنين 8 مارس 2021 - 5:19 م

في شهر مارس يحتفل العالم بالمرأة، ونجاحاتها عبر التاريخ وما حققته من خطوات تخدم البشرية إلى جانب الرجال لتنمية المجتمعات المعاصرة، ولكن يوجد كثير من القضايا والمشكلات التي ترتبط بها وتكون محل اهتمام لمناقشتها وتسليط الضوء عليها، ومنها قضايا الشرف.

قضايا الشرف لازالت تهدد النساء في العالم

في كثير من المجتمعات، يتم مراقبة أنشطة النساء عن كثب، ويعتبر الحفاظ على عذريتها، من مسؤولية أقاربها في العائلة، وعادة ما يُزعم أن ضحايا جرائم الشرف قد تورطوا في أفعال غير أخلاقية، تتراوح من التحدث علنًا مع رجال لا تربطهم بهم صلة قرابة، إلى ممارسة الجنس خارج إطار الزواج -حتى لو كانوا ضحايا اغتصاب أو اعتداء جنسي- وجميع التصرفات التي يعتقد أنها تلحق الضرر باسم عائلتها، بحسب تعريف القضية في موقع "بريتانيكا" الموسوعة البريطانية.

وعلى الرغم من أن مثل هذه الجرائم لا يتم الإبلاغ عنها عادة، إلا أن صندوق الأمم المتحدة للسكان قدر أن نحو 5000 امرأة قتلن لأسباب تتعلق بالشرف، في عام 2018، وأكثر المناطق التي تقع بها في الشرق الأوسط وجنوب آسيا، بالإضافة إلى أن أعلى معدل لهذه الجرائم في إفريقيا 3.1 ضحية لكل 100000 أنثى، و 1.6 في الأمريكتين، و 0.9 في آسيا و 0.7 في أوروبا.

وتقع هذه الجرائم نتيجة لمفهوم الحفاظ على عذرية الفتاة في هذه المجتمعات أو فيما يعرف بالنظام الأبوي، الذي يشير إلى علاقات القوة التي تخضع في إطارها مصالح المرأة لمصالح الرجل وتتخذ هذه العلاقات صورا متعددة يقوم أساسها على الجنس والفروق الجنسية البيولوجية، وفق كتاب "النسوية وما بعد النسوية" لسارة جامبل.

جرائم الشرف في السينما المصرية

وعلى المستوى المحلي تعرضت السينما المصرية، لمفهوم العذرية وفقدانها وتأثيره على حياة الفتاة فيما بعد، وغالبا ما اعتمدت نهاية الفيلم على وفاة الفتاة أو حكم عليها بحياة تعيسة أو الانتحار للتخلص من ذنبها.

وكانت الثيمة الدرامية الأشهر لهذه الأعمل تعتمد على أن يُغري البطل الفتاة، غالبا بالحب، وأحيانا يكون الأمر بالخديعة أو الإجبار، ثم تأتي مشاهد الندم والحزن والبكاء، والأمثلة كثيرة على هذا النموذج، مثل "دعاء الكروان" و"أنا وبناتي" و"الثلاثة يحبونها" و"الحياة منتهى اللذة".

ولم تخلُ الدراما من نفس المفهوم، حيث تلجأ البطلة للانتحار أو اعتزال الحياة، ففي مسلسل العائلة تقضي البطلة –ليلى علوي- لحظات من الندم وترفض الزواج من رجل يحبها بسبب أنها فقدت عذريتها، معللةً ذلك أنها لا تستحق الحياة بعد ما حدث، ثم تخضع لشخص متطرف بعد يأسها من الحياة.

وفي مشهد آخر من مسلسل "طاقة قدر"، بعد أن تقع أخت البطل، تستسلم للحزن وتتجه نحو قتل نفسها، ويتم إنقاذها، ثم تترك جامعتها، وترتضي بأحد أقاربها الفقراء، الذي لا يتمتع بنفس مستواها التعليمي.

الناقدة حنان شومان، علقت لـ"الشروق"، قائلة إن "هذا المضمون الذي قدم في السينما، وتحديدا في سينما الأبيض والأسود أكثر، قائم على نظرة المجتمع التقليدية لمعنى الشرف، وهو أن شرف البنت زي الكبريت، وإذا اشتعل فسد، ولكن بالتأكيد يوجد بعض الخروج عن النص فيما بعد، وتقديم نماذج مختلفة، ومنهم المخرج عاطف الطيب، عندما قدم في فيلم "ليلة ساخنة جدا"، امرأة تعمل في الدعارة ولكنها ذات شخصية جيدة وجدعة وتعاطفنا معها مقابل رجال غير محترمين، ونماذج قليلة أخرى خرجت عن هذا الإطار يعدوا على أصابع اليد، وهم المختلفون الذين يبتعدون عن نمطية الشخصيات مثل داوود عبدالسيد أيضا".

وأضافت أنه من المفترض على المبدع أن يكون سابق مجتمعه بخطوات، ولكن في الحقيقة هذا غير متوفر بكثرة لدينا، أو غير مسموح به كثيرا في مصر خوفا من الضغط المجتمعي، بالإضافة إلى أن ربما هذه الأفكار تكون قناعات المبدع نفسه، لأن الفنان إفراز لمجتمعه ولبيئة عاش داخلها.

وترى شومان، أن الوضع تغير مؤخرا بدرجة أكبر، وقدمت نماذج فتيات مختلفات، وأفكار مختلفة، والخروج عن مفهوم الشرف السائد، وهذا متماش مع حياتنا حاليا، لأن الفنان ابن زمانه، فلا يستطيع مبدعي اليوم أن يقدموا نفس الشخصيات في عصر يوسف وهبي مثلا.

وقالت الناقدة المسرحية منار خالد: "هناك مخرجين بالطبع قدموا ما يريد الجمهور أن يشاهده حتى لا يضع عمله في مأزق حول مفاهيم أخلاقية، فعلى سبيل المثال فيلم امرأة سيئة السمعة، قبل أي شئ هو عنوان واضح وصريح لنظرة المجتمع لهذه المرأة دون أي إدانة للرجل الذي لا يقل عنها سوءًا بل هو المتسبب في تلك النظرة لها، فزوجها هو من وجهها نحو تلك الأفعال المشينة وعندما التقت بمن تحب حكم عليها العمل- الناقل للسان حال المجتمع- بالوحدة والسمعة السيئة".

وأضافت: "هناك أفلام أخرى رصدت معاناة المرأة وما تتعرض له إذا أتُهمت في قضية شرف، ومنها "التخشيبة واغتيال مدرسة"، قدمت فيهما نبيلة عبيد صورة للمرأة المجني عليها من قِبل شخص مُستهتر، وأثناء محاولات الشخصيتان في إثبات براءتهما واجهتا أعنف ردود أفعال من قِبل الأهل ولاقت كل منهما مصير تعس الأولى قتلت الجاني وحُكم عليها بالسجن، والثانية انتحرت".

وخلال طرح هذه الأعمال لم يحاول أي منهم تقديم حل للمشكلة، أو تقديم نماذج تساند البطلة، من الأهل، بل تظل تعاني وحدها وفي النهاية، إما أن تلقى الموت أو السجن أو السمعة السيئة التي تظل وصمة عار على جبينها مدى الحياة، على حد قولها.

وأكملت: "أما عن الأفلام التي حاولت أن تعبر عن المرأة وأحقيتها في المجتمع فدائمًا ما تقابل بالرفض لأن المُشاهد يحكم أخلاقيًا لا فنيًا، وحتى فكره الأخلاقي ذاته هو قائم على الحكم المُسبق دون التمعن فيما أراد الفيلم التطرق إليه، ومثال على ذلك فيلم دُنيا الذي قدمته حنان ترك عام 2005 ولم يشاهده الكثيرين إلى يومنا هذا وفي وقت عرضه قُبل بالرفض والتخلي الإعلامي عنه كونه يناقش مفاهيم مثل الرغبة والنشوة والختان".

وقالت أمل فهمي، مدير مركز تدوين لدراسات النوع الاجتماعي، الدراما أو السينما المصرية تعكس الوضع الحالي للمجتمع المصري و لكنها في أحوال كثيرة لا تقدم أو تعرض الموضوعات الخاصة بالنساء مثل العنف الأسري عنف الزوجات أو قضايا الشرف في إطار نقدي أو تنفيري يخدم النظال ضد التميز والعنف ضد المرأة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك