جدد زاهي حواس، وزير الآثار السابق رفضه نظرية عالم الآثار البريطاني، ريفز، بشأن وجود مقبرة للملكة نفرتيتي خلف جدار مقبرة توت عنخ آمون، متمسكا بعدم وجود أي أساس علمي لها، في ختام جلسات وفعاليات المؤتمر العلمي لـ"الملك توت عنخ آمون" بمتحف الحضارة بالفسطاط.
وفي بداية الجلسة العلمية الخاصة التي نظمتها وزارة الآثار للعلماء والمتخصصين لعرض نتائج المسح الراداري للمقبرة، واستعراض المشروعات العلمية الخاصة بها، استعرض العالم البريطاني، ريفز، نظريته التي أكد فيها على "اعتقاده" بوجود مقبرة للملكة نفرتيتي، خلف جدار مقبرة توت عنخ مون، لأن غرفة الدفن لا تخص الملك الفرعوني لوحده، نظرا لاحتواء جوفها على غرفة أخرى، نتيجة الوفاة المبكرة لتوت عنخ آمون، التي سببت جدلا وارتباكا داخل القصور الملكية آنذاك، ولم يتسن بسبب الوفاة بناء مقبرة تليق بالفرعون الشاب، فدفنوه في مقبرة "وادي الملوك".
وأضاف ريفز، أن نتائج المسح الراداري للعالم الياباني "وانتابي" والذي بدأ في نوفمبر من العام الماضي، تؤكد وجود "شيء ما" خلف جدار مقبرة توت عنخ آمون.
فيما استعرض خبير الرادار الياباني "وانتابي" مراحل المسح الراداري للمقبرة، مقدما شرحا علميا عن تفاصيل عملية المسح، بعد عرض فيلم تسجيلي قصير على الحاضرين.
وأكد الدكتور ممدوح الدماطي، وزير الآثار السابق، بعد استعراض نتائج الرادار الياباني أن النتائج كشفت بوضوح عن وجود غرفتين في الجدارين الشمالي والغربي من المقبرة، وكذلك وجود مواد "عضوية ومعدنية" خلف الجدران، ما يؤكد إلى "احتمالية" وجود عناصر أثرية لم يتم تحديد ماهيتها حتى الآن.
وأضاف الدماطي، أن هناك حالة من الثقة في قراءات الرادار "الواضحة" خصوصا وأنه تم زيارة المقبرة وإجراء الاختبارات عدة مرات، وإرسال نتائجها إلى اليابان من أجل بناء "سوفت وير" والتي أكدت وجود مستويين في غرفة الكنز، دليلا على أن الخطوط والفراغات التي ظهرت، تدعم وجود غرفة أخرى خلف المقبرة.
من جانبه قال، ياسر الشايب الأستاذ بكلية الهندسة جامعة القاهرة، عضو الفريق العلمي للعمل بالقبرة إن أعمال مسح الرادار بمقبرة توت عنخ آمون، استغرفت 10 ساعات، وشملت إجراء 40 عملية مسح راداري بارتفاعات ومستويات مختلفة، وباستخدام ترددات تتراوح بين 400-900 ميجا هيرتز.
من جانبه قال زاهي حواس، وزير الآثار السابق، إن كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ آمون، استغرق في اكتشافها 10 سنوات، ما يعني استحالة وجود أي خبيئات من المقبرة لم تكتشف طوال هذه المدة.
وتابع حواس إنه لا يمكن الاعتماد على قراءات الرادر لأنه حتى في حالة التأكد من نظرية ريفز، فيجب الحفر في الجدار الشمالي للمقبرة، ما يعرضها للانهيار التام، ومسح الطلاء الأثري عليها.
وأضاف حواس، أنه من الناحية العلمية فلا يمكن دفن نفرتيتي في وادي الملوك، لأنها كانت تعبد "آتون" فيما كهنة وادي الملوك يتبعون "آمون" يستحيل تماما أن يسمح كهنة "آمون" بالدفن في مقابر الوادي لمن يعبد "آتون".
وتابع حواس، إن الرادار الذي استخدمه الخبير الياباني "وانتابي" لا يتمكن أحد من قراءة وقياس نتائجه سوى اليابانيين فقط، وهو أمر مرفوض علميا، ويدفع إلى ضرورة استخدام رادار آخر وتشكيل لجنة أثرية وعلمية من علماء وخبراء الآثار وعلوم الاستشعار عن بعد، للاستمرار في البحث، مع إيقاف النشر والتداول الإعلامي للأمر حتى الوصول لنتائج فعلية.