حذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف استخدام الغرب لمصطلح "الإسلاموفوبيا"، كوصف تُدرج فيه المواقف المعادية للإسلام.
ولفت مرصد الأزهر في بيان أصدره اليوم، إلى أن هذا المصطلح يفتقر إلى الوضوح المفاهيمي؛ فعلى الرغم من أن تعريفه الغربي يبدو شاملًا بإشارته إلى "الخوف أو الكراهية أو التمييز ضد الإسلام والمسلمين"؛ إلا أنه يحمل في طياته خطرًا كبيرًا يتمثل في شرعنة الرؤى الغربية التي تُصوّر الإسلام كـ"تهديد محتمل".
وبين المرصد أن مفهوم "الإسلاموفوبيا"، في جوهره، يميل – سواء بقصد أو بدونه – إلى تقديم الإسلام باعتباره نظامًا إيمانيًا "إشكاليًا"، أو "خطرًا"، ما يعني تهميش قيمة الإسلام الحقيقة، واختزال رسالته الكاملة في خيار فردي؛ مؤكدًا أن هذه الرؤية تتعارض مع تصور المسلمين لدينهم، بوصفه وحيًا إلهيًا، كاملًا ومُكمَّلًا.
عداء موجه
ووفقًا للرؤية الموضحة؛ فإن الخطابات والأفعال التي تنال من الإسلام والمسلمين لا ينبغي النظر إليها كظواهر ناتجة عن خوف أو تحيّز ساذج، بل كـ"عداء أيديولوجي متعمد وموجّه"، أي كـ"عداء للإسلام".
وشدد المرصد على أن وصف الأفعال الاستفزازية والعنصرية بـ"الإسلاموفوبيا" فقط توصيف قاصر ومُضلل؛ لافتًا إلى أن الكثير من الممارسات المعادية للإسلام في الغرب ليست مجرد تعبير عن مشاعر غير عقلانية، بل هي جزء من خطاب عدائي مُنظم ومُخطط له.
وبين أن التوصيف الأدق لهذه الظاهرة هو "العداء للإسلام"، خاصة عندما يتم توظيف مفاهيم مثل "حرية التعبير" كغطاء لتمرير خطاب يستهدف الإسلام والمسلمين في المجتمعات.
كما حذر من أن ذلك العداء لا يقتصر على الجانب الرمزي فقط، بل يُضفي شرعية على ممارسات تمييزية ممنهجة ضد المسلمين، ما يؤدي إلى إقصائهم من المشاركات المجتمعية، لذا، لا بد من اتخاذ مواقف مؤسسية وفكرية أكثر حزمًا ووضوحًا لمواجهة هذه التوجهات العدائية؛ مشددًا على أن التهاون في ذلك سيؤدي إلى تطبيع الهجمات المنظمة على المسلمين في المجتمعات الغربية على وجه التحديد.