تجديد الفكر العربي.. كتاب يقدم شهادة فكرية تتواصل في ذكرى رحيل زكي نجيب محمود - بوابة الشروق
الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 12:29 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

تجديد الفكر العربي.. كتاب يقدم شهادة فكرية تتواصل في ذكرى رحيل زكي نجيب محمود


نشر في: الإثنين 8 سبتمبر 2025 - 4:40 م | آخر تحديث: الإثنين 8 سبتمبر 2025 - 4:40 م

رحل في مثل هذا اليوم 8 سبتمبر من عام 1993، المفكر والفيلسوف الدكتور زكي نجيب محمود؛ تاركًا خلفه إرثًا فكريًا متجددًا لا يزال يثير النقاش حتى اليوم.

ومن أبرز كتبه التي حملت أسئلته الملحة حول حاضرنا ومستقبلنا، يأتي كتاب «تجديد الفكر العربي»، الصادر عن «دار الشروق».

ويتوقف زكي نجيب محمود، في هذا الكتاب أمام سؤال جوهري: هل يمكن لحياتنا المعاصرة، بما تنشده من نهضة تضاهي الحضارة الغربية، أن تستقيم من دون أن نتخلى عن تراثنا الثقافي العربي؟.. وكيف يمكن دمج ذلك التراث العريق في واقعنا الراهن ليكون لنا وجود عربي ومعاصر في آن واحد؟.

وخلال فصول الكتاب، يستعيد المفكر البارز، مع القارئ بداياته الفكرية، حين كان من أنصار القطيعة التامة مع التراث، مقتنعًا بأن الحضارة وحدة لا تتجزأ: فإما أن تُؤخذ كاملة أو تُرفض.. ويعزو ذلك الموقف إلى معرفته الواسعة بالثقافة الأوروبية مقابل قلة معرفة بالتراث العربي.. غير أن تطور الحركة القومية العربية وغوصه المتأخر في قراءة التراث جعلاه يعيد النظر، ليشتعل ذهنه بهذه الأسئلة التي صاغها في صفحات الكتاب، باحثًا عن أجوبة جديدة.

وينطلق «فيلسوف المنطقية» في طرح أسئلة يشارك بها قارئه: هل يمكن أن يلتقي تراثنا مع عناصر العصر الراهن؟ وهل نستطيع أن نكون عربًا ومعاصرين في الوقت ذاته؟ وهل يجوز أن ننتقي من الحضارة الغربية ما نراه مناسبًا لنا؟ ثم كيف يمكن أن ننسج خيوط التراث مع خيوط الثقافة الأوروبية والأمريكية في نسيج واحد يحمل ملامحنا؟.

ويقسم المؤلف، كتابه إلى 10 فصول في جزأين، يستهلها بفصل «سؤال مطروح»، حيث يوضح العلاقة بين التراث والتطور الحضاري، مشددًا على أن التوازن بينهما يتطلب إزالة العراقيل التي تعيق ذلك.

وتحت عنوان «ثقافة في تراثنا لا نعيشها»، يتساءل الفيلسوف البارز، متى يعيش الإنسان ثقافته؟ ومتى يكون لها كيان مستقل؟، بينما يعرض في الفصل الرابع الذي حمل عنوان «غربة الروح بين أهلها» مأزق الكاتب العربي المعاصر، حيث يراه ممزق بين ينابيع الثقافة الأوروبية ونبض ثقافة آبائه.

ويتوقف في الفصل الخامس، عند الصراع بين أنصار القديم وأنصار الحديث، ويرى أنه في جوهره صراع بين «ثقافة الدراويش» التي تجد الرضا الشعبي، و«عقلية العلماء» التي تواجه الرفض لأنها تبدو وافدة. ويعتبر هذه المفارقة لبّ محنتنا الفكرية.

ثم ينتقل في فصول لاحقة إلى الدعوة لضرورة التحول من الفكر القديم إلى الفكر الجديد، والتفاعل مع عصرنا بقضاياه، أو الانغلاق على التراث وحده.

وشدد على أهمية القيام بثورة في اللغة، باعتبارها جوهر الفكر وأداته.

يبقى كتاب «تجديد الفكر العربي»، شاهدًا على رحلة فكرية انتقلت من القطيعة مع التراث إلى البحث عن صيغة متوازنة بين الماضي والحاضر، وهو الكتاب الذي يعكس بصدق مسيرة صاحبه.

وفي ذكرى رحيله اليوم، يظل زكي نجيب محمود، حاضرًا بما تركه من أسئلة لم تفقد راهنيتها، وبإرث فكري يواصل إلهام أجيال جديدة من القراء والباحثين.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك